الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وزير الإعلام اللبناني يحذر من فوضى استخدام مواقع التواصل

وزير الإعلام اللبناني يحذر من فوضى استخدام مواقع التواصل
8 مايو 2012
أبوظبي (الاتحاد) - اعترف وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق بالدور الضاغط الذي مارسته مواقع التواصل الاجتماعي على مراكز القرار، محذرا في الوقت نفسه من فوضى استخدم تلك المواقع. جاء ذلك في كلمة الداعوق الذي تحدث في الملتقى الإعلامي العربي في الكويت خلال جلسة «الإعلام من سلطة الدولة إلى سلطة الجماهير»، إلى جانب عدد من المتحدثين العرب الآخرين، وأشار فيها إلى ما أفرزته ثورة المعلومات الجديدة هذه من تحوّلات أساسية في اللاوعي الجماعي للجماهير العربية، ألتي كانت حتى الأمس القريب مغّيبة. التحولات الجديدة في معرض حديثه عن التحولات الجديدة في عالم المعلومات، رأى الداعوق أن «صحافة المواطن كفرد وبالتالي الشعب أو صحافة الجماهير، من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية أحرزت خلال العام المنصرم سبقاً لم تصل إليه وسائل الإعلام العالمية، سواء من ناحية غزارة المادة، أم من ناحية ربط المادة الصحافية بالمضمون السياسي المؤثر مباشرة على عقل المتلقي وعواطفه، من دون إثارة أو تعديل فني كما هي الحال في وسائل الإعلام الحرفية، وبالتالي أصبحت صحافة الجماهير عن حق وحقيق السلطة الأولى وعن جدارة من دون منازع». ورغم دعوة الداعوق إلى الاعتراف بأن «إعلام المواطن أو ما سمي بصحافة المواطن لا يمكن أن تحّل مكان الصحافة التقليدية، إلا أن الرسائل والملفات التي يتبادلها المهتمون ويرسلونها إلى وسائل الإعلام على مدار الساعة، وما تحتويه من أخبار آنية ومهمة، من الممكن أن تُحدث ديناميكية كبيرة للهمة الاحترافية لدى وسائل الإعلام المتخصصة، وتشكل تحدّياً لهذه الوسائل من أجل تنشيط دورها وتفعيل مهنيتها بدقة أكثر». وضرب الوزير اللبناني مثلاً «حادثة جرت في بيروت مؤخرا، حين أقدم شابان على التعبير عن آرائهما، بطريقتهما الخاصة، فقاما بوضع بعض الملصقات التي تعبر عن رفضهما لواقع معين على بعض الجدران العامة في أحياء من العاصمة بيروت، فتم توقيفهما من قبل القوى الأمنية، بسبب انتهاك الملكية الخاصة. فما كان من المتعاطفين معهما من وسيلة ضغط على المسؤولين إلاّ اللجوء إلى «تويتر» و«فايسبوك» لإيصال صرختهم الاحتجاجية». وتابع «نتيجة هذا الكمّ الهائل من الرسائل الإلكترونية التي انهالت على مواقع المسؤولين التي تعبّر عن رفضها واستنكارها لما جرى، اضطر هؤلاء المسؤولون إلى التعامل مع الموضوع بوعي ومسؤولية وأقدموا على الإفراج عن الشابين، من دون أن يقابل أحد أياً من هؤلاء المسؤولين أو أن يقوم بأية مراجعة إدارية أو قانونية أو أي اعتصام بات مشهداً مألوفاً في بيروت». تأثير مباشر دعا الداعوق إلى «تحويل وزارات الإعلام إلى وزارات تواصل مع المواطنين، لما لها من تأثير مباشر على الحركة التواصلية بين السلطة والجماهير، وأقول إن انتقال الإعلام من سلطة الدولة إلى سلطة الجماهير يبقى من دون فعالية إذا لم يصار إلى إحداث ثورة داخلية على الذات، والخروج من ظلمة نفق لعبة السلطة بأشكالها المتعددة إلى النور وإدخال مفاهيم جديدة لممارسة السلطة الإعلامية، المفترض بها أن تنحو باتجاهات معاكسة لمنطق خاطئ عايشناه ردحا من الزمن واستولى على تفكيرنا وتصرفاتنا وتعاطينا مع الآخر بكثير من الفوقية والاستقوائية والتسلط، وتغليب منطق القوي على الضعيف». ومع دعوته هذه وتحذيره من خطر الاستمرار في «انتهاج المنطق ذاته، ولو تحت شعارات برّاقة وطنّانة سيقودنا حتما إلى حيث انتهى بنا المطاف مع إعلام السلطة» حذر الداعوق من سوء استعمال هكذا نوع من التعبير في الإعلام الاجتماعي لأن الشعوب العربية لم تعتد بعد على هذا النوع من التعبير، ما يؤدي «إلى ما يشبه الفوضى وإلى عدم الاستقرار في التركيبة الاجتماعية، والى اختلال التوازن في عملية تحريك الجماهير وتأليب الرأي العام وسوقه إلى أهداف مغايرة لمبادئ قد تكون منطلقاتها الأساسية سليمة، وبالأخص أن أكثرية المتلقين والمتفاعلين مع هذه الدعوات هم من الشباب، الذين لم يتمكنوا بعد من تكوين ثقافة كافية تحصّنهم ضد مستغلي هذه الحركات». ومن هنا، فإن البحث الحقيقي عن إعلام مختلف في عالم مختلف ومتحرك ومتغير يتطلب بنظر الداعوق «السعي الحقيقي بعيدا عن الغوغائية إلى تمكين الشعب من ممارسة السلطة، في ممارسة لا تكون موسمية كالمشاركة في هذه الانتخابات أو تلك، وإنَّما ممارسة يومية بألف شكل وشكل. عند ذاك يمكن الركون إلى أن تكون المفاهيم السِّياسية مغروسة في عمق أعماق تربة ثلاثية متلازمة، ألا وهي الحرية والمساواة والعدالة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©