رئيس اللجنة الانتخابية الكينية يشكك في فوز كيباكي

أعلن رئيس لجنة الإنتخابات الكينية صامويل كيفويتو أنه غير متأكد من فوز الرئيس الكيني مواي كيباكي، كاشفا عن تعرضه لضغوط· بينما استأنفت المحال التجارية والمصارف نشاطها صباح أمس في نيروبي التي اصيبت بشلل تام منذ اسبوع بسبب الازمة الخطيرة التي نجمت عن الاحتجاجات على نتائج الانتخابات العامة واعمال الشغب الدامية التي اعقبتها، وأعلنت جماعات حقوقية محلية إن عدد القتلى ارتفع إلى 328 شخصا· وشكك كيفويتو الذي كان أعلن اعادة انتخاب كيباكي رئيسا بفوز الأخير، بحسب ما اوردت الصحافة الكينية، وقال '' ''لا اعرف ان كان كيباكي كسب الانتخابات''، وأكد في مقابلة تلفزيونية الى انه تعرض لضغوط من قبل الاتحاد الاوروبي واللجنة الكينية لحقوق الانسان لتأجيل اعلان النتائج، وضغوط مضادة من حزب الوحدة الوطنية (الحاكم) والحركة الديمقراطية البرتقالية-كينيا بزعامة المرشح كالونزو موسيوكا تطالبه بإعلان نتائج الانتخابات فورا· وقال كيفويتو للصحفيين في نيروبي ''لقد اردت ان اقدم استقالتي لكنني فكرت بانني اذا فعلت ذلك فسيعتقد الكينيون بأنني خفت، ولهذا السبب قررت مواجهة المشكلة حتى النهاية''، واضاف ''لقد تعرضت لضغوط من جميع الاطراف، ولهذا اخذت قرارا في الحال''· من جهة أخرى فتحت قوات الشرطة في وسط المدينة طرقات كانت حظرت التجول فيها قبل اسبوع، امام حركة المرور· واستؤنفت حركة السيارات في المدينة وبدأت حافلات النقل العام رحلاتها مع تواصل منعها من دخول وسط العاصمة· وشوهدت طوابير طويلة من المواطنين امام المصارف في انتظار التمكن من اجراء معاملات مصرفية· وأعلنت منظمة حقوقية محلية تمولها الدولة وجماعة حقوقية دولية أن أكثر من 300 شخص قتلوا في أعمال العنف التي أعقبت الاعلان عن اعادة انتخاب كيباكي· وقالت مفوضية كينيا والاتحاد الدولي لحقوق الانسان ''تظهر روايات مصادر مستقلة مختلفة ان قرابة 306 شخصا قتلوا منذ الانتخابات في 27 من ديسمبر''· وذكرت مصادر في الشرطة وفي المستشفيات أن ثماني جثث نقلت الى مشرحة كيسومو أمس اثر مواجهات بين مشاغبين وقوات الامن، كما نقلت 10 جثث ليل الثلاثاء الاربعاء الى مشرحة مستشفى ألدوريت غربا، وبذلك يرتفع الى 328 عدد القتلى، إضافة لأربع جثث أخرى في مدينتي الصفيح في نيالندا ونياماساريا· وفي السياق ذكرت منظمات كينية أن الآلاف من افراد قبيلة كيكويو التي ينتمي إليها كيباكي فروا من الوادي المتصدع مخلفين وراءهم دمارا في ساحة قتال عرقية· ولجأ الآلاف إلى كنائس ومراكز الشرطة في الدوريت المدينة الرئيسية في الوادي المتصدع شمال نيروبي مما فجر ازمة انسانية مع نقص الغذاء والماء· وقدرت الشرطة أن نحو 75 الف كيني فروا من منازلهم، بعضهم عبر الحدود إلى دول مجاورة في اتجاه عكسي عما اعتادته البلاد على مدى عقود من تدفق ضحايا الصراعات من دول مجاورة مثل الصومال والسودان واثيوبيا· وتبادل كيباكي وغريمه أودينجا الاتهامات بالتطهير العرقي، فاتهمت حكومة كيباكي أودينجا بالمسؤولية الكاملة عن تفجر العنف القبلي وقال المتحدث الحكومي ألفريد ماتوا ''قاد رايلا أودينجا بالأساس تطهيرا عرقيا للكيكويو''· ومن جانبهم وجه أنصار أودينجا الذي ينحدر من قبيلة لو اتهامات بالتطهير العرقي لكيباكي حيث تهيمن قبيلته الكيكويو منذ فترة طويلة على الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد· ودعت القوى الغربية للهدوء، إذ وجهت بريطانيا نداء إلى الطرفين المتنازعين بإنهاء العنف القبلي والتوصل الى حل سلمي سريع· وألقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بالمسؤولية على الزعماء السياسيين في كينيا سواء فيما يتعلق بالعنف الذي يقوم به بعض أنصارهم، أو فيما يتعلق بالحاجة الى الوصول الى أرض مشتركة· وقال''نحتاج الى طرق كل السبل القانونية والسياسية، لا نعرف من فاز، هناك مزاعم خطيرة عن حدوث تجاوزات من الجانبين''· وأصدر ميليباند بيانا مشتركا مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس دعوا فيه الى ضبط النفس والحوار السياسي المكثف، مشيرين إلى أن احداث كينيا قد يكون لها تداعيات على الدول المجاورة من أفريقيا خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة، حيث ستشهد في انجولا وغانا ومالاوي انتخابات· ودعا الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي الى ''ضبط النفس والحوار'' بين ممثلي الفريقين· واعرب الاوروبيون عن املهم في التوصل الى ''حل ذي مصداقية وشفاف بما يتماشى مع المبادئ الديموقراطية''· وينتظر ان يصل رئيس الاتحاد الافريقي جون كوفور الى كينيا لبدء ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بعملية حوار ومصالحة·