الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دلشا يوسف: مبدعون اشتهروا بلغات الآخرين

دلشا يوسف: مبدعون اشتهروا بلغات الآخرين
21 مايو 2014 21:15
الشاعرة الكردية دلشا يوسف، تمثّل في سيرتها الذاتية، وفي نشاطها المهني، وفي إنتاجها الإبداعي المشهد الثقافي الكردي، فهي من مواليد محافظة الحسكة في سورية، لكنها تعيش الآن في كردستان العراق وتعمل هناك، وعبرت في مراحل أخرى من حياتها في أنحاء أخرى من كردستان. تخصص نشاطها العام من أجل القضية الكردية في جوانبها المختلفة، وخصوصا الثقافية، تكتب وتترجم من الكردية وإليها، وبين اللهجات الكردية أيضا. تتحدث دلشا يوسف عن همها القومي، بلا افتئات على الآخرين، تحلم باليوم الذي يستطيع فيه الكردي أن ينفتح على ذاته لكي يستكمل هذا الانفتاح نحو الآخر. دلشا يوسف تمثّل على نحو صحيح المسألة الثقافية الكردية، ومن هنا كان هذا الحوار معها: محمد القذافي مسعود ? المشهد الثقافي الكردي إذا أردنا أن نراه بعين الشاعرة دلشا يوسف، فكيف هو؟ ? ? يتنوع المشهد الثقافي الكردي، ويختلف مع اختلاف الظروف التي تمر بها أجزاء كردستان الأربعة. فهناك انتعاش ونهضة ثقافية كبيرة في إقليم كردستان العراق، بالأخص في السنوات الأخيرة، وفي ظل الأهمية الزائدة للنشاطات الثقافية والميزانية الكبيرة التي تخصصها حكومة الإقليم لرفع المستوى الثقافي الكردي، جعل من الإقليم مركز استقطاب ثقافياً كبيراً في المنطقة. حيث كانت للمهرجانات الثقافية والفنية والسينمائية العالمية التي تقيمها وزارة الثقافة والشباب إلى جانب المؤسسات الثقافية والفنية الأهلية، أثرها الكبير على مد الجسور الثقافية مع الثقافات الأخرى، وإضافة الكثير للميراث الثقافي الكردي، من خلال نقل الإرث الثقافي العالمي، عبر حركة الترجمة الواسعة. وفي الوقت الذي نرى فيه تراجعا في الثقافة الكردية في الجزء الشرقي من كردستان (التابع لإيران)، بسبب التمييز والضغوط العنصرية التي تفرضها حكومة الملالي في إيران على الثقافة واللغة الكردية، نجد أن هناك انتعاشاً ونهضة ثقافية كبيرة تحدث في شمال كردستان (كردستان تركيا) وغربه (كردستان سوريا). حيث إنه كان للانفتاح الديمقراطي الذي بادرت به الحكومة التركية، كنتيجة للنضال القومي الكردي المستمر على مدى 40 عاما الأخيرة، تأثير كبير على تطور الثقافة الكردية، بالأخص بعد الاعتراف رسمياً باللغة الكردية، بعد سنوات طويلة من فرض سياسة الإنكار والتتريك، الذي خلّف تأثيرا مرعباً على الهوية الثقافية الكردية، بحيث بات تجاوزه أمرا صعبا، لولا إصرار الشعب الكردي على نيل حقوقه الثقافية. أما في غرب كردستان (كردستان سوريا)، فالمشهد الثقافي ما زال قيد التشكيل، في ظل الظروف القاسية التي تمر بها سوريا بشكل عام والمناطق الكردية بشكل خاص، نتيجة الحرب والتشرذم والهجرة والحصار السياسي والاقتصادي والإنساني الذي يعانيه الشعب الكردي. الذات والآخر ? المطبوعات والأنشطة الثقافية داخل إقليم كردستان إلى أي حد هي ثقافية خالصة بمعنى ليست تابعة (لا سياسية ولا حزبية)، وهل تخدم الثقافة فعلا بوجود نتائج لها؟ ? ? في حالة إقليم كردستان، بإمكاننا أن نميز بين أمرين، هناك نشاطات ثقافية خالصة برعاية وزارة الثقافة والشباب واتحاد الكتاب الكرد، ونشاطات ثقافية تقيمها الأحزاب والمنظمات السياسية والمؤسسات غير الحكومية، جميعها تصب في خدمة إغناء الثقافة الكردية، ولكن من المهم هنا الوقوف عند تجربة وزارة الثقافة في الإقليم، حيث نجد لديها رعاية كاملة للنشاطات الثقافية، وقد خصصت موازنة خاصة من أجل دعم الإبداع الثقافي من جميع جوانبه، سواء في الإنتاج الأدبي، أو الترجمة، أو الأعمال الفنية. إلى جانب دعمها لجميع النشاطات الثقافية التي تقيمها المؤسسات غير الحكومية بالتوازي مع برامجها الثقافية السنوية، ما جعل للثقافة والمثقفين الكرد حضوراً مميزاً، سواء في العراق أو في خارجه. ? بماذا تفسرين تعامل المثقفين الكرد مع من هم خارج قوميتهم بطريقة يبدو فيها الكثير من الحذر وكأنهم يعيشون في عالم سري يخافون اقتراب الآخر منه؟ ? ? يبدو لي أن تثبيتك هذا ليس صحيحا، حينما تقول أن الكرد يتعاملون بحذر مع من خارج قوميتهم، لأن الشعب الكردي من أكثر الشعوب انفتاحاً على الثقافات الأخرى، والدليل الملموس على ذلك هو هذا الكم الكبير من معارض الكتب العالمية التي تتنقل بين المدن الكردية، وهذا التلهف الكبير على اقتناء الكتب العالمية من قبل شرائح واسعة في المجتمع الكردي، إلى جانب حركة الترجمة الواسعة التي تشهدها الإقليم، ولكن هناك حقائق لا تعلمها الشعوب الأخرى عن الشعب الكردي و ثقافته، وهو أن الشعب الكردي عانى الويلات على مدى سنين طويلة على أيدي حكومات الدول التي كانت تحكم أجزاء كردستان وما تزال مثل العراق وتركيا وإيران و سوريا، فهم وإن كانوا فرقاء في السياسة والمصالح القومية، توحدهم العداوة للقضية الكردية وإنكارهم للغة الكردية الأم وطمسهم للهوية الثقافية الكردية. لقد حاولوا قدر المستطاع تمزيق الجغرافية الكردية عن طريق الحدود المصطنعة التي فصلت بين الشعب الواحد، ما جعل الكردي غريبا عن لغته وثقافته، يبحث ويناضل ويقاوم من أجل الحفاظ على وجوده القومي، فالكردي الذي منع عليه الانفتاح على ثقافته ولغته، كيف له أن ينفتح ويختلط مع الثقافات الأخرى. والكرد حتى الآن يعانون ضعف التواصل الثقافي فيما بينهم، رغم غنى وتنوع إرثهم الثقافي، وذلك بسبب عدم امتلاكهم لغة موحدة، نتيجة تعدد اللهجات، واستخدام أبجديتين مختلفتين، مما صعَّب الأمر على الشعب الكردي في الاختلاط الثقافي مع الشعوب الأخرى، حيث نادرا ما نجد نتاجات كردية تمت ترجمتها للغات العالمية. الأصل والهوية ? الكتابة باللغة العربية هل تعتبر انفصالاً عن الأصل أو الهوية الكردية؟ ? ? للأسباب التي ذكرتها في إجابتي السابقة، وبسبب عدم التمكن من الكتابة والإبداع باللغة الأم، اضطر الكثير من الكتاب والمثقفين الكرد المحليين والمعروفين.. منهم من هو معروف على مستوى العالم إلى الكتابة بلغة الدولة التي عاش فيها، مثال على ذلك: الروائي الكردي الكبير يشار كمال الذي كتب وأبدع باللغة التركية، وهو منذ أعوام في قائمة المرشحين لجائزة نوبل، ولكن قد يكون اصله الكردي وهويته السبب الأساسي وراء إرجاء حصوله على هذه الجائزة العالمية في كل مرة، وكذلك الحال مع الشاعر والروائي الكردي سليم بركات، الذي قال فيه أدونيس «اللغة العربية في جيب هذا الشاعر الكردي»، وقال فيه محمود درويش: «منذ أن غزا سليم بركات المشهد الشعري العربي، في أوائل السبعينيات، بشّرنا بشعر جديد مختلف، لم يشبه أحداً، وسرعان ما صار هذا الفتى الكردي الخجول أباً شعرياً لأكثر من شاعر عربي، فتنتهم صوره الغريبة، ولغته الطازجة، وإيقاعه الشلال». غير أن سعدي يوسف قال في تجربته الإبداعية بشكل عام: «أفضل كردي بعد صلاح الدين الأيوبي». وسليم بركات أيضا في قائمة المرشحين لجائزة نوبل. ولدينا مثال آخر في هذا الصدد، وهو الشاعر والناقد الكردي لقمان محمود الذي أبدع جلّ أعماله باللغة العربية، وكتب عن تجربته الإبداعية نخبة كبيرة من النقاد العرب، من بينهم الناقد العربي الكبير د. محمد صابر عبيد الذي يؤكد هوية الشاعر الكردية من خلال نصوصه. وفي هذا الصدد يقول هذا الناقد القدير في كتابه القيّم «الشعر بوصفه هوية»: «إن لقمان محمود هو شاعر هوية ذات طابع إنساني وجمالي وثقافي». أردت فيما قدمته من أمثلة، التأكيد على أمر مهم، وهو أن الكردي الذي يكتب ويبدع بلغات أخرى غير لغته، لا تُمسح ولا تزال عنه هويته الكردية. ولا يشكل ذلك برأيي انفصالاً عن الأصل، أو الهوية الكردية، بل يجعله ينسج علاقة من نوع مميز بين الإبداع والهوية، تكشف هذه الحالة عن تجربة جمالية وإنسانية دفاعا عن الحياة والجمال والطبيعة والحب، أسهمت على نحو غزير في تشكيل هوية الكاتب والمثقف الكردي، عبر عملية التلاقح والتفاعل مع اللغات الأخرى، وإن كانت سائدة على لغته. فالمكان الذي ينطلق منه الأديب والشاعر الكردي الذي يكتب بلغة أخرى غير لغته، تنطوي في نتاجه الإبداعي على أهمية بالغة وجوهرية، لأن للمكان بوصفه أرضاً وفضاءً وذاكرةً وحلماً ومصيراً وجسداً وروحاً، لدرجة يرتفع فيه معنى المكان إلى معنى الحياة ذاتها، تأثير بالغ في صياغة الهوية وتغذية عقلها. لذا لا يمكننا أن نستهين بتجربة هؤلاء الكتاب والمبدعين الكبار الذين ابدعوا بلغة غير لغتهم، ولا نستطيع أن نخلع عنهم أصلهم، أو نفصلهم عن هويتهم الأصلية. والأدب الحقيقي بشكل عام، وفي جميع اللغات دفاع عن الحرية والجمال والإنسان. فللأدب هوية واحدة وهي الإبداع. المنافي والشتات ? المنفى وتأثيراته على هوية النص الكردي، وإبرازه للوجود بروحه الكردية الموجوعة إن صحت التسمية؟ ? ? المنافي تشتت روح الكردي وهويته، كما تشتت النص الكردي، وتجعله يفقد بريقه الأصيل. لأن اللغة الكردية لم تصل إلى مصافي اللغات التي تترجم عالميا، لذا يعاني الأديب الكردي صعوبة الاندماج مع الثقافات الأخرى، وبالتالي يصعب عليه إضافة شيء جديد على نصه، بل في أحيان كثيرة يتراجع النص الكردي في المنافي، ولكن يبقى الكاتب الكردي أينما كان، متمسكا بهويته ولغته وانتمائه وأرضه، وينعكس ذلك في نصوص ونتاجات المنافي بقوة، فالكردي يرغب في العودة إلى أرضه بشدة، ويحمل معه ذاكرته أينما حلّ، مؤكدا بذلك على أنه لم يترك أرضه ووطنه باختياره، وإنما عنوةً، وقسراً، وإكراهاً، بعدما ضاقت عليه رقعة الجغرافيا المتمثلة برقعة القبر.. لذلك يبحث عن فسحة أكبر من هذا الموت.. إنه يبحث بكل بساطة عن الحياة الحرة الكريمة. ? هل ثمة فرق بين تجربة شعراء الجزيرة «الأكراد» وبقية الشعراء الكرد في المنافي، ومن هم في إقليم كردستان؟ ? ? لا يشعر الكردي بالغربة، أو بتغير المكان حينما يتنقل بين أجزاء كردستان الأربعة، وبالأخص بالنسبة لكرد غرب كردستان، أو كما تسميهم أنت «كرد الجزيرة»، بالعكس من ذلك تعطيه زخما اكثر من حيث الإنتاج، وتضيف إلى قاموسه اللغوي الكثير، وتقوي من تجربته الإبداعية، عن طريق التواصل مع اللهجات الكردية الأخرى، و بالتالي تقوي من اعتزازه بتجربته. بالأخص أن إقليم كردستان الذي ينعم بالمزيد من الاستقلالية مقارنة ببقية الأجزاء الأخرى، قد تحول إلى ملتقى لجميع الأدباء الكرد، من خلال الكم الهائل من المهرجانات والنشاطات الأدبية والثقافية التي تقام سنويا، وكان لذلك دوره الكبير في كسر الحدود المصطنعة، وتقريب الجغرافية التي كانت تشكل عائقا كبيرا في المراحل الماضية، بحيث يجهل الكردي نتاجات الكردي الآخر، ولا يستطيع فهم أو قراءة ما يكتبه. بلا تعصب ? التمسك بالقومية الكردية إلى أي حد يؤثر إيجاباً أو سلباً على المبدع/ المبدعة الكردية؟ ? ? الكردي بطبيعته ليس شوفينياً ولا متعصباً قومياً، كونه حتى الآن لم يحصل على حقوقه القومية ولا يملك هويته، بل أنه يُقتل ويُهان ويهجَّر ويسجن ويلاحق من أجل قوميته وهويته ولغته، لذلك لا نرى نزعة قومية سلبية في النتاجات الأدبية للمبدع الكردي رغم مواجهته أقسى أنواع التعريب والتتريك والتفريس. ولكن وبالطبع بسبب انشغال الكرد ولحقبة زمنية طويلة بقضيتهم القومية، وتعرضهم لموجات من الأنفال و(الجينوسايد) والإنكار، وفرضت عليهم العزلة من قبل الأنظمة الحاكمة، لم يستطيعوا تجاوز المحلي، والانفتاح ومد جسور الإبداع مع الأمم والثقافات الأخرى، وهذا أثّر بشكل سلبي على نوعية النتاجات الأدبية والإبداع، وحصره في فروع أدبية بعينها، ولهذا نجد الكرد متقدمين في الشعر، لكنهم متخلفون في الرواية والقصة والمسرح. ? كيف ترين المثقفة والمبدعة الكردية.. هل استطاعت أن تحقق لها مكانة خاصة بين المثقفات في العالم العربي وبقية دول العالم؟ ? ? المرأة الكردية تعاني أضعاف أضعاف معاناة الرجل الكردي من جميع نواحي الحياة، والمرأة الكردية المثقفة والمبدعة، تعاني أضعاف المرأة العادية، كونها تكتب وتبدع في ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية قاسية جدا. لذلك لم تستطع المرأة الكردية أن ترتقي إلى مستوى المثقفات والمبدعات في العالم العربي وبقية دول العالم. ولا يعني هذا أننا لا نملك نساء مثقفات ومبدعات، بل استطاعت النساء الكرديات أن يحققن تقدما كبيرا في إثبات ذاتهن في جميع الميادين، وهناك تجارب أدبية وإبداعية لا تستهان بها، وبإمكاننا أن نتحدث عن نتاجات أدبية تمت ترجمتها للغات العالمية، ولاقت رواجا جيدا، وحازت جوائز عربية وعالمية. ? في رأيك من هو الشريك الحقيقي للمثقف اليوم؟ ? ? الشريك الحقيقي للمثقف هو المثقف ذاته، هناك صلات الوصل الكثيرة بين المثقف الحقيقي والآخر.. أؤكد هنا على صفة المثقف الحقيقي، لأننا بتنا في عصرنا الحالي نبحث بالعدسة المكبرة عن المثقف الحقيقي بين حشد مزدحم من المثقفين الذين يدّعون بالمثاقفة. برأيي من لا يعترف بكامل حقوق الآخرين في الحرية والهوية والتعبير، ليس مثقفاً حقيقياً. ومن يحلل لنفسه ولقومه وأمته كل شيء، ويمنع على الآخرين، ويستصغر مطالبهم، ليس بمثقف حقيقي. أبحث وأنبش وأقرأ يوميا كوماً من نتاجات ونصوص لأدباء ومبدعين ومثقفين من العرب والأتراك والفرس، وبالنهاية لا أرى فيهم إلا القليل من المثقفين الحقيقيين، لأنهم يتجاهلون الحقائق ويتحاشونها، وهذا مناف لأخلاق المثقف الحقيقي. سيرة ثقافية دلشا يوسف: مواليد الدرباسية، محافظة الحسكة، سوريا (10 يونيو 1968)، حاصلة على شهادة الدبلوم في الزراعة. من أعمالها الشعرية المطبوعة: «أجراس اللقاء»)، 2002. و«شمال القلب»، 2006. قامت بترجمة مجموعات من الأعمال الشعرية لشعراء أكراد من اللهجة الكرمانجية الجنوبية (الصورانية) إلى اللهجة الكرمانجية الشمالية بالأحرف اللاتينية، كما ترجمت أعمالاً شعرية لشعراء أكراد من اللغة العربية إلى اللغة الكردية. وعملت كمحررة لعدة مجلات وجرائد وإذاعات، وهي عضو في عدد من الهيئات التي تنظم المثقفين الكرد، وناشطة في مجال حقوق المرأة ومدّربة في مجال الجندر( النوع الاجتماعي)، حصلت على دبلوم المدّرب من منظمة الإغاثة الوطنية النرويجية في السليمانية 2004. ترجمت قصائد دلشا يوسف لعدة لغات عالمية، ونشر لها مقالات سياسية، واجتماعية، وثقافية ومقالات مترجمة باللغات العربية، والكردية، والتركية في مجلات وجرائد كردية، وعربية معروفة. من أين سنلملم ريح الصبر؟ هنا قصائد مختارة للشاعرة دلشا يوسف، منشورة في موقعها الشخصي على الإنترنت ومواقع أخرى مهتمة بالنصوص الشعرية: فيض نشيش قلبي في الصمت كالقهوة في الركوة على جمر حبك كلما أمعنتُ في الوقت أتكاثف ولا أعرف أيٌ من الفصول أنجبتكَ قطارات أحلامها. فلتكن ضيفاً على زمنكَ تُجالس جمركَ تتحول فنجاناً لأفيضَ إليك. الأخضر الأحمر كالمطر سأهدم جدرانكَ التي من طين وعلى قدكَ في أطلالها لأجل هذا القلب سأرفع حجرات ٍ من حب ومن السماء أختلس الأخضرَ الأحمرْ وأُسدله على قامتي . القلب ذروة ٌ من المشاعر في تنور الحياة يترامى بابهُ مفتوحٌ على آخره حارس ٌ هو لنفسه على نفسه لكنه ليس غطاءً لكل ضيف. الكلمة خطوط ٌمن الحُلي والخرز في جيد آلهة الحب زينة اللغة تتبرعم بالأزاهير حيناً وحيناً تصبح قيداً ورسناً تطوق العنق وتجرجر خلفها صاحبها. الجهات المنهوبة جهاتنا بلا عتبات قادتنا أيضاً بلا فرمانات لا نعرف الجهات فمن أين إذاً سنلملم ريح الصبر مهاجروا الشرق أضحوا بلا عتبات في المحنة الدائرية القادمة من الغرب نُهبت جهاتنا . شمال القلب شمال قلبي هو في عينيه أخمّر عسلَ علقم الحب شمعة لياليّ في سهرات الوحدة في أول أيام الخريف انتشت الأرض بالمطر فقدتهُ بلا وداع هناك في شمال القلب. القطب الآخر عندما كما جدول انحدرت عكس جهنم كنتَ تبني لنفسك القِبلة. عندما من شرقي ارفعت الشمس غرباً في أفق العتمة كنت َ تنصب الفخاخ خلف الأماني لم تكن أنت حين التقينا قريباً من نجمة الصبح على درب التبانة كنتَ تلملم النجوم المندلقة متى ستُفطم... وتترك التقام صدري لن نهمي إذا أنتَ لم تصبح القطب الآخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©