الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل صعد الإخوان الى الهاوية؟

هل صعد الإخوان الى الهاوية؟
8 مايو 2013 20:46
«من يقرأ المشهد السياسي، اليوم، في مصر، وممارسات الرئيس مرسي وجماعته، لابد وأن يتوقف أمام عدد من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى إيضاح، فرغم التخبط الواضح في قرارات الرئيس، إلا أن هناك إصرارًا وتصميمًا على المضي فيها، ضاربًا عرض الحائط بكل معارضيه ومخالفيه في الرأي، بصورة أدت وتؤدي كل يوم إلى انقسام الوطن إلى فريقين يتقاتل كل منهما مع الآخر، الأمر الذي قد يدفع البلاد إلى أتون حرب أهلية، هذا الإصرار من الرئيس في الاستمرار في ممارساته لا بد وأن يكون وراءه قوة تحمية وتدافع عنه أكبر من جماعته وتنظيمه وميليشياته». هذا المقتبس من مقدمة كتاب «الطريق الى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان»، الصادر حديثا، يوضح ليس الغاية من تأليفه ونشره فحسب، وإنما المنهج الذي اعتمده مؤلفه لشرح مبتغاه، باعتماد المعلومة والوثيقة والقراءة والمتابعة والتحليل والرصد، توصلا إلى النتائج التي افترضها مسبقا أو تلك التي تحصلت لديه عن طريق البحث والاستقضاء. ومؤلف الكتاب، عبد الرحيم علي، ضليع في موضوعه باعتباره خبيرا في شؤون الحركات الإسلامية ومدير المركز العربي للبحوث، وقدم في السابق بحوثا مرموقة في اختصاصه كان لها الأثر في كشف وتوضيح ملفات تتسم دائما بالغموض بسبب نهج السرية والكتمان الذي تعتمده الحركات الحزبية الاسلامية، وخصوصا حركة الاخوان المسلمين، في نشاطها السياسي الناجم عن مضمرات فكرها وأهدافها السياسية. يرصد عبد الرحيم علي أكثر من خمسة وثمانين عامًا، هي عمر جماعة الإخوان المسلمين، متتبعا انزلاقهم في مستنقع الانتهازية السياسية، منذ البدايات على يد المؤسس حسن البنا، مرورا بالتعامل مع كافة الحكومات التي تعاقبت على مصر، وحتى 25 يناير 2011. تاريخ من الدم والعار تلطخت به أثواب كل من تولوا المسؤولية في تلك الجماعة الموغلة في القدم، كان آخرها دماء شباب مصر الأبرار التي أسيلت أمام قصر الاتحادية. هؤلاء الذين رجحوا كفة مرسي في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، فإذا به ينحاز لأهله وعشيرته، ويستخدمهم في مواجهة الثوار. مخططات الجماعة يتوقف المؤلف عند ما تكشف من نهج الجماعة بعد فوز مرشحهم بالانتخابات الرئاسية، فيقول: «الحقيقة أن مؤسسة الرئاسة تمارس خطة ممنهجة لرسم سياستها بعد 25 يناير، تمثلت أبرز ملامحها في الدور الكبير الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية على الساحة المصرية، من فرض سطوتها وبسط نفوذها على الدولة المصرية، فهي تعتبر شريكًا أساسيًّا في رسم سياسات مصر بعد الثورة على كافة المستويات (الداخلية ـ الإقليمية ـ الدولية). وقد بدأ الترتيب لهذه الخطة منذ أن أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايز مصطلح الفوضى الخلاقة بمنطقة الشرق الأوسط، وكان التكتيك الأميركي يهدف لوصول الاتجاه الإسلامي السني لسدة الحكم في معظم الدول العربية بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما نشاهده يتحقق، اليوم، رأي العين في جميع دول الربيع العربي التي شهدت احتجاجات شبابية وجماهيرية كبرى». ويفند المؤلف هذا التكتيك الأميركي إلى محورين: الأول: حماية الأمن القومي الإسرائيلي الذي يحقق مصالح الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط من خلال التوصل لحل للصراع القائم بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة، وبالتالي الوصول لحل نهائي للمشكلة الفلسطينية، وحسم الصراع الإسرائيلي مع جماعة حزب الله. والثاني: إيجاد تحالف إسلامي سني على غرار حلف الناتو بمنطقة الشرق الأوسط، تحت قيادة مصر والمملكة العربية السعودية؛ للحدِّ من المد الشيعي والنفوذ الإيراني بالمنطقة، دون دفع أمريكا للتورط في تدخلات عسكرية، على أن يقتصر دور واشنطن على تقديم المساعدات اللوجستية؛ حيث استفادت أميركا من تجربتها في العراق وأفغانستان، والتي كبدتها خسائر مادية وبشرية باهظة، جعلتها حريصة على عدم التورط في أية عمليات عسكرية خارج بلادها مرة أخرى. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت من خلال اتصالاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال السنوات العشر الأخيرة، في إقناع واشنطن بأن الإخوان هم التيار الأصولي السني الوحيد الذي يمكنه أن يلعب هذا الدور، بما للجماعة من ثقل، ليس على مستوى مصر فقط بل يمتد ليشمل العديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط. وكان لزامًا على الجماعة لتحقيق هدفها أن تحدد موقفها من بعض القضايا التي تشغل اهتمام الرأي العام الأمريكي ودول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتعلق برؤية الجماعة لـ (المرأة- الأقباط- السلام مع إسرائيل- التعددية الحزبية- الديمقراطية- التداول السلمي للسلطة). وفي رأي المؤلف فإنه بمنهج الحق الذي يراد به باطل، نجحت الجماعة في الوصول إلى تحالف وثيق مع الولايات المتحدة، فمن يقرأ المشهد السياسي، اليوم، يجد أن ثورات دول الربيع العربي أفرزت حكومات إسلامية سنية إخوانية بالأساس، وليس ما يقع في سوريا والأردن من أحداث- تقف جماعة الإخوان خلفها جميعاـ ببعيد، إنما يؤكـد الدور الـذي تلعبه واشـنطن في المنطقة بمساعدة حليفتها جماعة الإخوان المسلمين. الغريب في الأمر أن معظم بلدان الربيع العربي التي نجحت جماعة الإخوان في الوصول إلى السلطة فيها، لم تشهد أي نوع من أنواع الاستقرار حتى الآن.. سياسيًّا أو أمنيًّا أو اقتصاديًّا أو إجتماعيًّا، بل على العكس، مزيد من الأزمات والانقسامات، التي قد تصل في بعض البلدان إلى حافة الحرب الأهلية، والسبب يرجع إلى وجود تعارض بين مفهوم الاستقرار وفكرة الفوضى الخلاقة التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل الهدف الاستراتيجي لواشنطن، الذي سوف يساعدها في إعادة تقسيم دول المنطقة، ورسم خريطة جيوسياسية جديدة لها، والتي تعتبر جماعة الإخوان جزءًا أساسيًّا من آليات تنفيذ ورسم هذه الخريطة، إن لم تكن الجزء الرئيسي. ويرى المؤلف إن افتقاد الرئيس ومعاونيه، سواء بمؤسسة الرئاسة أو مكتب الإرشاد للحنكة والخبرة السياسية، وكذا اندفاع جماعة الإخوان باتجاه تنفيذ ما تعتقد أنه مشروع إسلامي طال انتظاره، هو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لممارسة الألاعيب السياسية التي من شأنها الوصول بالبلاد لما نحن فيه الآن، فلقد قرأ صناع الاستراتيجية في واشنطن أفكار الرئيس وجماعته جيدًا، وأدركوا أن الإخوان يعتبرون أن الجماعة فوق الوطن، من خلال عدد من المشاهد المتتالية، منها على سبيل المثال لا الحصر: ملاحظة صناع القرار في واشنطن، أن مشاكل المواطن (المشاكل الداخلية) ليس لها الأولوية في أجندة الرئيس، بقدر بحثه عن دور يجب أن يلعبه على المستوى الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو ما أوصل رسالة إلى واشنطن، أن تبدأ اللعب على هذا الوتر، فسمحت للرئيس بأن يلعب هذا الدور من خلال التدخل لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل مقابل السماح لها بوضع مجسات على الحدود المصرية الإسرائيلية لمراقبة عمليات تهريب السلاح التي تتم لحركة حماس بقطاع غزة عبر منطقة سيناء، وإن موافقة القيادة السياسية لوضع مجاسات على حدودها الإقليمية مع إسرائيل هو تهديد للأمن القومي المصري (سبق وأن عرضت أمريكا على النظام السابق هذا الأمر وتم رفضه). إن هذا المثال، وغيره من الأمثلة، يوضح كيف نجحت أمريكا في قراءة الإخوان جيدًا، إلى الحد الذي باتت معه تمسك بزمام الأمور في البلاد لتدفعه باتجاه فوضى خلاقة تمهد لتقسيم البلاد؛ ضمانًا لأمن إسرائيل مدى الحياة، ثم نجد من يحدثنا عن مؤامرات للمعارضة هنا وهناك. الدم والإقصاء ويقدم المؤلف أسئلة واضحة للجماع، سواء في موقفها من الأطراف السياسية الداخلية، أو حتى من المواطن نفسه، فيقول: «لماذا لا يرى الإخوان في كل ما يحدث على طول البلاد وعرضها، من غضب ورفض لسياساتهم التسلطية؛ سوى المرتزقة والنظام القديم والمؤامرة على الرئيس. ملايين المواطنين الشرفاء الذين خرجوا في طول البلاد وعرضها، من الإسكندرية إلى أسوان، مرورا بطنطا والمنصورة والسويس والإسماعيلية والإسكندرية وأسيوط والمنيا، هل كل هؤلاء من المرتزقة ورجال النظام القديم، هل البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، الوفد والتجمع والناصري، المصرية للتغيير وكفاية، الصحفيون والقضاة، هل كل هؤلاء من المرتزقة ورجال النظام القديم؟ ألا يوجد رجل رشيد واحد داخل هذه الجماعة، التي صدعتنا كثيرا بكونها جماعة كبيرة تمتلئ برجال الفكر والرأي، يرى ما يرى المصريون جميعا، من غضب عارم في الشوارع والأزقة والحارات والميادين، في الداخل والخارج، موجه لسياسات الجماعة والرئيس مرسي، غضب وصل إلى حد الغل والكراهية التي دفعت البعض إلى حرق مقرات الجماعة في عدد كبير من المحافظات، غضب أججته تلك الطريقة الهمجية التي فض بها منتسبو الجماعة اعتصام الاتحادية، والدم البرئ الذين تسببوا في سفكه، ألم تتعلم الجماعة الدرس؟ ويضيف: إن الدم لا بد وأن يأتي بالدم، ألم يدركوا أن الذي أطاح بمبارك، بعد التعاطف الشعبي الكبير مع خطابه قبل الأخير هو ما حدث فيما سمي بموقعة الجمل، ألا وهو سفك الدماء البريئة، قد يرد الإخوان، ولديهم بعض الحق، إن في القتلى أيضا إخوان، ومن الذي أخرجهم ليدافعوا بهذا الشكل الفج والممقوت، عما قيل إنها الشرعية، أليس هناك مؤسسات أمنية في الدولة، تلك مهمتها، أليس من أخرج هؤلاء الشباب ليتصدوا لإخوانهم من المصريين العزل، ويفضوا اعتصامهم بهذه الغلاظة والعنف، الذي وصل إلى حد التعذيب الجسدي المروع، الذي جرى على مرأى ومسمع من العالم كله، ونقلته أجهزة الإعلام المختلفة، أليس من فعل كل ذلك واتخذ قرار التدخل بهذه الطريقة، هو من يتحمل دماء الجميع، لماذا إذن يتباكى المرشد العام وهو يصلي على الشهداء- نحسبهم كذلك جميعا عند الله- دون أن يشير ببنت شفة لمن اتخذ لهم قرار الخروج للتصدي لمواطنين مصريين مثلهم، منتزعين بذلك سلطات ليست لهم. إن الجماعة ورئيسها يسيرون في طريق المجهول إن لم يبصروا ما يبصر المصريون، ويلبوا مطالب الشعب الذي رفعهم من مواطنين زائدين على الحاجة، ضمن نظام يلفظهم وينكل بهم، إلى حكام يتحكمون في مستقبل إوطانهم، هم الذين لم يساندوا الثورة منذ بدايتها، ولحقوا بها والقطار على وشك الوصول إلى محطته الأخيرة، ثم خطـفـوه ليوجهــوه نحــو وجــهة غير التي أرادها المــصـريون، أيها الرئيــس، أيهـا المرشد العام، يا كل فرد في جماعـة الإخوان، أفيقوا قبل فوات الأوان، واحذروا غضبة المصريين، يرحمكم الله!! الخطأ والخطيئة ويقدم المؤلف في كلمة جامعة ملخصا واضحا للأبواب الثلاثة للكتاب: «لا تحامل أو تعنت في القول بانتهازية الإخوان، فالتقييم سياسيا وليس شخصيًا، ويطول الجماعة في سياق تاريخي موضوعي يتجاوز الأفراد وسلوكهم على الصعيد الذاتي. الانتهازية قاعدة راسخة لا يعز إدراكها عند من يدرسون عقودًا من العمل السياسي للجماعة، الظاهر منه والباطن، العلني والسري على حد سواء. لقد عاصر الإخوان المسلمين، منذ أن بدأ الشيخ حسن البنا دعوته سنة 1928، عهدين ملكيين وأربعة عهود جمهورية، وكان حريًا بهم أن يتعلموا الكثير والمفيد من المحن التي تعرضوا لها والنكبات التي أصابتهم، وأن يقفوا مع النفس وقفة تأمل ومراجعة، تندرج تحت شعار «النقد الذاتي»، لكن المشكلة المزمنة لدى الإخوان أنهم لا يتعظون من تجاربهم، ويصرون على تكرار أخطائهم، ويوقنون دائمًا أنهم على صواب، وأن الآخرين لا يعرفون إلا الخطأ والخطيئة». ويضيف: «قبل نحو ستة أعوام من 25 يناير 2011، وفي سبتمبر 2005 على وجه التحديد، نشر المؤلف كتابه «الإخوان المسلمين.. فتاوى في الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن»، وقال ما نصه: «يعلو حديث الإخوان والحديث عنهم في الشهور الأخيرة، فهم حاضرون بكثافة في سياق المطالبة بالإصلاح والتغيير، يشاركون في أنشطة حركة «كفاية»، ويتحالفون مع الاشتراكيين الثوريين، ويغازلون الحكومة والوفد، ويلوحون للمرشحين في الانتخابات الرئاسية بقدرتهم على تقديم الدعم والمساندة». من يرى هذا كله يتصور أن الإخوان هم القوة الأولى سياسيًا وجماهيرياً في مصر، وتغيب عنه حقيقة أن الإخوان أنفسهم يحرصون على تكريس هذا الوهم والفهم المغلوط، مستغلين في ذلك ضعف الآخرين وتهافتهم من ناحية، وكونهم أقلية منظمة تتسم بالانضباط الصارم والطاعة العمياء من ناحية أخرى». المقتبس السابق يؤكد أن ما تعيشه مصر الآن قد يكون قاسيًا وأقرب إلى الكوميديا السوداء، لكنه ليس بالمفاجأة القدرية غير المتوقعة، فانتقال الإخوان من خنادق المعارضة إلى قمة السلطة، وثيق الصلة بما أشرنا إليه قبل سنوات: الإسراف في الوعود والتحالفات الهشة، ادعاء القوة المفرطة على خلاف الحقيقة، استثمار الأقلية المنظمة المنضبطة المطيعة للانتصار على الأغلبية المتشرذمة المنقسمة. تتمثل المأساة الحقيقية للإخوان المسلمين في الولع غير الرشيد بتكرار الأخطاء الاستراتيجية التي تصنع نكباتهم وانكساراتهم، وقد كان المأمول أن يطرأ تحول نوعي على سلوكهم بعد ثورة يناير، التي توحد فيها المصريون واندمجوا وتآلفوا، لكنهم واصلوا السير على الدرب القديم، فخلطوا بين الدين والسياسة، واستمروا في فلسفة التحالفات غير المبدأية، وتورطوا في سلسلة من الوعود الكاذبة. وبوصولهم إلى الاستحواذ على الأكثرية في مجلس الشعب، ثم ظفرهم بمنصب رئيس الجمهورية، في معركة انتخابية حافلة بالانتهاكات والتجاوزات، بدأوا في التحول السريع نحو الهيمنة والتكويش والإقصاء وتصفية الحسابات، وكشفوا عن الوجه الحقيقي الذي يعادي الديمقراطية، ويرفض التعددية، ويضيق بالخلاف، ويقود إلى ميلاد الدولة الدينية القمعية. صراع فكري هذا الكتاب يمثل حلقة في الصراع الفكري الممتد للكشف عن حقيقة الجماعة، ويعتمد في ذلك على وثائق صحيحة لا يمكن تكذيبها أو إنكارها، فهو في أبوابه الثلاثة: «الإخوان والانتهازية السياسية»، «الملفات السرية»، «دولة الإخوان»، يقرأ التاريخ متكئًا على وثائق الجماعة، ويتتبع هذا التاريخ الطويل الممتد، الذي عمد الإخوان خلاله إلى خلط الخطاب الديني «الثابت» بالمقاصد السياسية «المتغيرة»، ليخلقوا خطابًا ضبابيًا متعدد الوجوه، يهدف إلى الاستحواذ والإقصاء، بمفردات وسلوكيات تحمل في طياتها الكثير من الاستعلاء والمراوغة. صحيح أن النشاط السياسي بطبيعته يتطلب قدرًا من المرونة والمواءمة والبحث عن التوازن، وهو يدفع- بالضرورة- إلى الإعلان والتصريح بشعارات ومبادئ وقيم وأفكار تخالف الحقيقة الراسخة الكامنة التي لا يتسنى الجهر بها، لكن الصحيح أيضًا أن تقييم حركة سياسية ما لا يمكن أن يكون موضوعيًا ومنصفًا بمعزل عن إدراك لطبيعة الفكر الذي تؤمن به ومراميه. يهدف الكتاب إلى الكشف عن حقيقة مشروع دولة الإخوان، والاتكاء في تحقيق الهدف على مزيج من التاريخي والواقعي، ويعلم الله أن الدافع إلى الدراسة هو الحس الوطني الذي يدرك مخاطر هذا المشروع على هوية الوطن وحاضره ومستقبله، فضلاً عن بث الأمل في نفوس المترددين المذعورين، بالبرهنة على أن الجماعة قد بدأت رحلة صعودها التراجيدي نحو الهاوية. وعلى هذا الأساس جاء الكتاب الذي يقع أكثر من 500 صفحة، ممنهجا في ثلاثة أبواب موزعة على عدد من الفصول حملت العناوين التالية: الباب الأول بعنوان الانتهازية السياسية، وفيه: الإخوان والواقع السياسي المصري، والإخوان والإنشقاقات. الباب الثاني، بعنوان الملفات السرية، وفيه: الإخوان وملف الإيديولوجيات، الإخوان وملف الديمقراطية، الإخوان وملف التنظيم الدولي، الإخوان بين الديني والسياسي، الإخوان والعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية. الباب الثالث، بعنوان دولة الإخوان، وفيه: الإطار الحركي.. المفاهيم والمرجعيات، وسيد قطب.. الجسر. ثم يل ذلك الوثائق التي تضمنها الكتاب، وتحمل العناوين التالية: النص الكامل لمذكرة وكيل الجماعة في فضيحة عبد الحكيم عابدين، وخطابات البنا للسكري، ورد السكري على خطاب البنا بإيقافه، ورد السكري على قرار فصله، والخطاب الودي الذي بعثه البنا للسكري مع خطاب الفصل. وبيان أحمد السكري للإخوان المسلمين ردا على فصله، ومقالات السكري، والنص الكامل للتحقيقات في القضية رقم 5 لسنة 1949 - اغتيال النقراشي باشا، ومحضر التحقيق مع يوسف طلعت- قضية المنشية 1954، وصفحات من مذكرة مهدي عاكف حول تقييمه لفرع الإخوان بأمريكا. الكتاب: الطريق إلى الاتحادية/ الملفات السرية للإخوان المؤلف: عبد الرحيم علي الناشر: المركز العربي للبحوث
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©