الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمى البصيرة يفتح الطريق إلى الظلمات

عمى البصيرة يفتح الطريق إلى الظلمات
14 يونيو 2018 20:33
أحمد شعبان (القاهرة) القلب قائد الجوارح، فإذا عمي تتخبط وتسير في طريق الشهوات بلا إدراك، فحقيقة العمى ليست فقد نور البصر، إنما فقد نور البصيرة، فالقلب مصدر نور البصيرة وإذا طمس نوره اختلت الجوارح، قال تعالى: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى? قُلُوبِهِمْ وَعَلَى? سَمْعِهِمْ وَعَلَى? أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ...)، «سورة البقرة: الآية 7». يقول الدكتور عبد الحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر، إن آيات القرآن الكريم علمتنا أن أشد أنواع العمى عمى البصيرة، ومن علاماته الشك والتذبذب، قال تعالى: (هَ?ذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)، «سورة الجاثية: الآية 20». يقول تعالى في هذه الآية إن القرآن الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بصائر للناس لكي يبصروا به الحق من الباطل، ويعرفوا به سبيل الرشاد، لأنه في القلب، وأن هذا القرآن يشمل براهين قاطعة، وأدلة ساطعة، على أن الله هو المعبود وحده، وأن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حق. وجاء في تفسير السعدي: أن هذا القرآن الكريم والذكر الحكيم بصائر للناس يحصل به التبصرة في جميع الأمور، فيحصل به الانتفاع للمؤمنين والهدى والرحمة لقوم يوقنون، فيهتدون به إلى الصراط المستقيم في أصول الدين وفروعه، ويحصل به الخير والسرور والسعادة في الدنيا والآخرة، فتزكو به نفوسهم وتزداد به عقولهم ويزيد به إيمانهم ويقينهم، وتقوم به الحجة على من أصر وعاند. والإنسان إذا طمس نور بصيرته لا ينفعه نور البصر في شيء، لأنه يتخبط في ظلام الشرك والهوى، ويكون الشيطان قائده ودليله في ظلمات الشهوات، وينغمس في بحر الملذات والشهوات المحرمة، والقلب الأعمى يقود صاحبه، ويظلم نفسه ويجهر بالمعاصي، ويلبي نداء الشيطان، وهو يعلم انه في ضلال مبين، قال الله تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)، «سورة الروم: الآية 7». فكثير من الناس لا همّ لهم إلا بأمور الدنيا وشؤونها، ويغفلون عما ينفعهم في الدار الآخرة. وهؤلاء الذين عميت بصائرهم يعصون ربهم ويقترفون الكبائر ويأتون الفواحش، وتاهت وانحرفت بصيرتهم التي تحول بينهم وبين المعاصي، ولولا الإيمان ما اهتدى الإنسان ولا عرف معنى التقوى ولا عبودية الله، قال تعالى: (وَكَذَ?لِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَ?كِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى? صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، «سورة الشورى: الآية 52». ومن كان أعمي القلب والبصيرة في الدنيا، يحشره الله يوم القيامة كما كان حاله في الدنيا ويزيد له حسرة وندامة وعذابا، ويجازيه، ويغلق قلبه حتى يعلم ما كان ينكر في الدنيا، قال تعالى: (... وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى? وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً)، «سورة الإسراء: الآية 97».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©