الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبات يقتحمن عالم سباق السيارات وسط منافسة محتدمة من الطلاب

طالبات يقتحمن عالم سباق السيارات وسط منافسة محتدمة من الطلاب
8 مايو 2012
على الرغم من أن بطولة «الفورمولا1-» للمدارس في الإمارات العربية المتحدة ما زالت فتيةً، إلا أن وتيرة تطورها لا يجاريها إلا أبطال سباق السيارات على حلبة ياس. وأبرز ما ميز الدورة الحالية التي جرت أمس وأمس الأول على حلبة ياس هو الزيادة الملحوظة لعدد المدارس الحكومية والخاصة المشاركة من مختلف إمارات الدولة. فقد ارتفع عدد المدارس المشاركة من 25 مدرسة في السنة الماضية إلى 48 مدرسة ما بين أساسية وثانوية. وأحرز فريق «سافاير ريسينج» من المدرسة الألمانية الدولية لقب البطولة عن فئة الكبار. أما لقب الفئة المتوسطة، فقد حصل عليه فريق «سلبستريم» من مدرسة كلية دبي. لعل أبرز ملمح للدورة الثالثة من بطولة «الفورمولا-1» هو اقتحام الجنس الناعم لهذه البطولة وتعبيرهن عن طموحاتهن بأن يكن بطلات في سباق «الفورمولا-1» في المستقبل، بالإضافة إلى حضور العنصر البشري الإماراتي في معظم المدارس المشاركة. هذا ناهيك عن مستجدات أخرى مثل حضور بعض الطلبة ليس للمشاركة، وإنما للاطلاع على مجريات المسابقة في مراحلها المختلفة قصد المشاركة في السنة المقبلة، والوصول إلى الفوز بالمسابقة النهائية الدولية ونيل جائزة بيرني إكلستون ومنحة للدراسة أربع سنوات في لندن أو غيرها. إثبات الذات من بين المدارس المؤهلة من المسابقات المدرسية المحلية، مدرسة التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، فقد شكلت طالباتها الأربع فريقاً إماراتياً بامتياز، فيهن مصممة زي المشاركة الموحد بلمساته الأنثوية الواضحة، وفيهن مصممة سيارة السباق، وصانعتها، والقائدة لها. تقول نجلاء المهيري، التي صممت السيارة، إنها لم تتوصل إلى التصميم النهائي إلا بعد ثلاث محاولات، وهي تعشق سباق السيارات ولا تخفي رغبتها في الالتحاق بخوض غمار بطولة «الفورمولا-1» العالمية لسباق السيارات، لكنها تطمح في الوقت نفسه إلى أن تصبح مهندسة طيران. أما زميلتها علياء، التي أعدت التصميم، فتقول إن أصعب مرحلة في المشروع الذي تطلب منهن ستة أشهر هي مرحلة التصميم. وهو أمر تتشاطر الرأي معهن فيه المدربة ومدرسة مساق الهندسة، الأستاذة إليس. تقول المدربة إنها كانت موجهةً أكثر منها مدربةً، فالبنات كن متحضرات ومستعدات منذ البداية، وزعن الأدوار فيما بينهن وعرفن كيف يشتغلن من أول خطوة. وتضيف «ما أثلج صدري طيلة مدة عملي معهن هو رغبتهن جميعاً في إثبات وجودهن كبنات إماراتيات، وقدرتهن على الجمع بين دراستهن والإعداد لهذه المسابقة بحماسة وشغف». أزياء صديقة للبيئة طلبة مدرسة محمد بن خالد هم مزيج من الجنسيات يجمع الإماراتي بالأردني والفلسطيني والسوداني والمصري. يشاركون في هذه المسابقة للمرة الأولى، لكنهم أتوا مع ذلك بجديد لم يأت به سابقوهم. فقد صنعوا زي الفريق الذي كان يرتديه كل واحد منهم من 60 قنينة ماء عبوة 500 ميليلتر باستخدام تقنية إعادة التدوير، وهذا أمر يثمنه ممثل الشركة الراعية التي دعمتهم بتنفيذ هذه الفكرة الخضراء، كيرس باربر، والذي قدم من بريطانيا خصيصاً لحضور هذه المسابقة. إلى ذلك، يقول إن الإمارات هي بيئة مناسبة جداً لتطبيق إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية التي تبلغ مليارا ونصف المليار قنينة بلاستيكية سنوياً. ويضيف أنه أطلق مع إحدى المؤسسات التعليمية مسابقة «التحدي البلاستيكي» الذي يستهدف طلبة المدارس، ويفوز فيه من يجمع أكبر كمية من القنينات البلاستيكية، بهدف التوعية بأهمية إعادة التدوير واستخدامها للإسهام في التنمية المحلية والوطنية والتقليل من الملوثات البيئية. ويقول كيرس إنه أطلق مشاريع خضراء مماثلة مع عدد من المؤسسات العالمية مثل معهد مصدر. ولم يقض ممثلو مدرسة محمد بن خالد إلا ثلاثة أشهر في التحضير بمعدل ساعتين في اليوم. ميولهم المتنوعة والموزعة بين المحاسبة وإتقان مهارات التواصل والهندسة والإدارة ساعدتهم على حسن التسويق للمشروع وإقناع الرعاة بمساندتهم ودعم مشروعهم بالمال والخبرة الفنية والتدريب. أما مدربهم ومدرس الرياضيات كارل مايكل، فيقول إن طلبته الستة في أتم أهبتهم واستعدادهم، فهم في نظره مدهشون وبذلوا جهداً جباراً يضعهم على قائمة المرشحين للفوز بهذه البطولة الوطنية والوصول إلى المسابقة الدولية النهائية. تسويق عبر «فيسبوك» تمكن طلبة مدرسة «مدرستنا الثانوية الإنجليزية» من العين من تعريف الآلاف داخل الإمارات وخارجها بمشروعهم وبهذه المسابقة. واستخدموا الموقع الاجتماعي الأكثر شعبية على الإنترنت «فيسبوك». استغرقت تحضيراتهم نحو سنة كاملة، يعتزون بدعم آبائهم لهم طيلة مراحل التحضير. حصلوا العام الماضي على المركز السادس، ويطمحون هذا العام للحصول على المركز الأول أو الثاني على الأقل. تتوزع اهتماماتهم بين الميكانيكا والهندسة وتقنية المعلومات. وقد استخدمت طالبات مدرسة ميدوز الإماراتية الدولية تقنيات الشبكة الاجتماعية أيضاً للتواصل مع الرعاة، تقول هؤلاء الطالبات إنهن بعثن رسائل إلكترونية لخمسين جهةً، فاستطعن إقناع سبعة رعاة، لكنهن فخورات بالقدرة على إقناع شركة «بنتلي» للسيارات. ولا ينكرن أنهن استفدن من المعلومات والمعرفة التي اكتسبنها في مساقات التجارة وإدارة الأعمال والتسويق في الصف الثاني عشر. قضين شهرين في التحضير قبل التوصل إلى التصميم النهائي للسيارة التي يشاركن بها. فيهن الإنجليزية والألمانية والدانماركية والهندية والجنوب إفريقية. يجمعهن حب سباق السيارات رغم توزع ميولهن الدراسية بين البرمجيات والهندسة المعمارية وتقنية المعلومات. قدرات واعدة مدرسة جرينوود الدولية بدبي مَثلها خمسة أشبال إماراتيون وسوري يدرسون جميعهم في الصف الثامن. بدؤوا استعداداتهم منذ بداية السنة الدراسية وواظبوا على التدرب بمعدل أربع ساعات أسبوعياً. يتحدثون إلى الجمهور بنبرة تفاؤلية متواضعة. فهم يقولون إن هدفهم من أول مشاركة لهم هذه السنة هو اكتساب خبرة أكثر وتعزيز تجربتهم ومهاراتهم قصد تقوية حظوظهم في الفوز في السنوات المقبلة. ممثلو مدرسة البحث والعلوم من دبي يتوزعون من حيث جنسياتهم بين الإمارات والعراق وفلسطين والهند. حصلوا في بطولة المدرسة التي أهلتهم لهذه المسابقة الوطنية على أحسن عرض وأفضل تصميم سيارة سباق، وأحسن زي موحد، وأسرع سيارة، وأفضل خطة تسويقية. هم يطمحون إلى احتلال المراكز الخمسة أو العشرة الأولى. بعضهم جاء وحده للمسابقة، وآخرون برفقة ذويهم. وقد أبى جعفر، والد هشام، إلا أن يرافق ابنه لتشجيعه في هذه المسابقة والرفع من معنوياته. يقول إنهم كدوا وعملوا على المشروع طيلة أربعة أشهر متواصلة ويستحقون أن يفوزوا. ابنه هشام يتحدث بثقة بالنفس أكثر من والده، ويقول إنه استمتع كثيراً بالتحضيرات والتدريبات ويعشق تطبيق النظريات والمعرفة العلمية في سباق السيارات. وعلى مقربة من هذا الفريق، تقول المدربة والمدرسة لاونا من المدرسة الأميركية الدولية إنها رافقت طلبتها الستة الى المنحدرات في النمسا والدانمارك وباكستان ورومانيا وهولندا طيلة مراحل تحضيراتهم، وتثمن التزامهم بمواعيد التسليم، وتقر بأنها لا تتوقع الفوز هذه السنة، وإنما في السنة المقبلة. نجاح تنظيمي الأجواء التي وسمت الدورة الثالثة لمسابقة «الفورمولا-1» بالمدارس أبهجت كثيراً عبد الله الشمري، مدير الرعاية التجارية لرياضة السيارات من شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، وأحد أعضاء لجنة التحكيم. فهو يقول إنه على الرغم من أن هذه البطولة موحدة من حيث ممارساتها ومعاييرها الدولية في تحكيم المشاريع وتقييم المهارات، إلا أن مشاركي هذه السنة أبدوا حماساً أكثر خلال تقديم عروضهم الترويجية والتسويقية وتقديم مشاريعهم. ويضيف «فهم يعرفون كافة القوانين واللوائح التنظيمية ويتحدثون كخبراء وعلماء، ويستفزوننا للتعامل معهم كراشدين نوابغ وليس كطلبة. يجمعهم ثقتهم العالية بالنفس، ومعارفهم الغزيرة والسابقة لأعمارهم حول قوانين الميكانيكا والفيزياء الحركية والديناميكا الهوائية». ويوضح «أكثر ما أعجبني في هذه الدورة أن عدداً من المشاركين لم يستسلموا لعدم فوزهم في المسابقة السنة الماضية، بل جاؤوا هذه السنة وكلهم عزيمة على الاستفادة أكثر وتحقيق الفوز». ويشرح «من جهتنا، نجعلهم يشعرون بأنهم فريق دولي يخوض منافسة حقيقيةً، فنمنح لقباً لكل واحد منهم (مصمم السيارة، مدير التسويق، صانع السيارة، ...) فيندمجون ويتفاعلون إلى أقصى درجة ويُخرجون كامل طاقاتهم». ويقول عبد الله مبتسماً إن أحد المدربين أقر أن بعض طلبته يتفوق عليه في المعرفة بقوانين الرياضيات والفيزياء. ويعتبر أن تشجيع المدرسين لمثل هذه المواهب والكفاءات الطلابية ضروري من أجل خلق بيئة للإبداع ومحاضن للمواهب في الدراسة والهوايات على حد سواء. روح الفريق إذا كان من منتصر في هذه الدورة فهو العمل بروح الفريق. فرغم توزُع أدوار الطلبة المشاركين بين التصميم والتسويق والإدارة والعلوم، بدا من عروضهم أنهم تعاملوا في كل صغيرة وكبيرة في مشروعهم بروح الفريق والعمل الجماعي. ويعتبر عبد الله أن برنامج تأسيس مراكز لمسابقة «الفورمولا-1» في مختلف المدارس بالدولة قد أتى أكله، ويُعزى له الفضل في تضاعف عدد المدارس المشاركة هذه السنة، وتعزيز حضور المدارس الحكومية. فتعريف المدرسين والطلبة وآبائهم بهذه المسابقة وتعزيز ثقافة رياضة السيارات في نفوسهم كان أحد أبرز أهداف هذه المسابقة، بالإضافة إلى التوعية بأن هذه الرياضة لا تتعلق بالسائق فقط، وإنما بفريق كامل متكامل هو من يقود الفريق إلى الفوز. وحول نظرته الى مدى تفاعل الرعاة، يقول عبد الله إن الرعاة لا يسهمون في التمويل فقط، بل في تطوير مهارات الطلبة وتنمية معارفهم فنياً وعلمياً، ومساعدتهم على إنتاج تصاميم أكثر إبداعاً وابتكاراً، وتصميم أزياء أكثر جاذبيةً، والاهتمام بكافة التفاصيل. وقد نجح كثير منهم في استقطاب عدد من الشركات العالمية، وهذا بحذ ذاته إنجاز. ويختم الشمري تصريحه لـ»الاتحاد» بأمنية أنْ تُصبح الإمارات مستقبلاً رافداً أساسياً لعالم بطولة «الفورمولا-1» بأبطال في المستقبل. أبطال المسابقة أحرز فريق «سافاير ريسينج» المكون من خمسة أعضاء من المدرسة الألمانية الدولية لقب البطولة الوطنية 2012 لفورمولا المدارس عن فئة الكبار. كما حصد عدداً من الألقاب الأخرى تضمنت «أفضل فريق يشارك للمرة الأولى»، و«أفضل زمن رد فعل» و«أفضل تصميم هندسي للسيارة». أما لقب الفئة المتوسطة، فقد عاد لفريق «سلبستريم» من مدرسة كلية دبي. ويرافق فريق «سافاير ريسينج» إلى البطولة العالمية التي ستقام في وقت لاحق من هذا العام فريق «بلاك بيرد إكس» من المدرسة الهندية الثانوية بدبي، الذي أحرز المركز الثاني في البطولة ليحظى بفرصة خوض المنافسات الدولية عبر تكوين ائتلاف مع فريق في المركز ذاته من دولة أخرى. وشهدت مجريات البطولة حضور القائد السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم محمد عمر، والذي شكل حضوره دافعاً معنوياً قوياً للمشاركين، خصوصاً المواطنين منهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©