الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم ورقة بنت عبدالله.. بشرها النبي بالشهادة

14 يونيو 2018 20:30
القاهرة (الاتحاد) أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث الأنصارية، من فضليات نساء عصرها، أسلمت مع السابقات، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، مُحبة للجهاد والشهادة في سبيل الله، فبشرها بها النبي وسماها «الشهيدة»، جمعت القرآن في صدرها، وراحت تقرأ آياته أناء الليل وأطراف النهار حتى غدت إحدى القارئات ذات الصوت الندي في قومها. ملأ قلبها حب الله ورسوله، مؤمنة أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى وأن التمسك بالطاعة لله ورسوله فيها الفوز في الدنيا والآخرة مصداقا لقوله تعالى: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ...)، «سورة النساء: الآية 80»، فأمضت حياتها تبحث عن النجاة من النار، وتهلل وجهها فرحاً عندما سمعت المنادي ينادي للجهاد، وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم سيغزو بدراً، فسعت أن تنال الشهادة في سبيل الله وتكون سيفاً للإسلام يدافع عنه وينتهي بها المقام في الجنة، فأتمت عدتها وذهبت تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، فقالت: يا رسول الله لو أذنت لي فغزوت معكم فمرّضت مريضكم وداويت جريحكم وسقيت الجنود وجلست على خدمتهم، فلعل الله أن يرزقني الشهادة، فقال لها صلى الله عليه وسلم مبشراً: «إن الله يهديك الشهادة وقري في بيتك فإنك شهيدة»، فعادت أم ورقة مسرورة بما بشرها به النبي. نشأت رضي الله عنها على حب كتاب الله، عُرفت بتدبرها لمعانيه وإتقانها لفهمه، واشتهرت بكثرة صلاتها وحسن عبادتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقدرها ويعرف مكانتها وحفظها وإتقانها، فاستأذنته في أن تتخذ في دارها مؤذناً، فأذنَ لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها، وكان إذا أراد زيارتها أصطحب معه ثلة من أصحابه وقال لهم: انطلقوا بنا نزور الشهيدة. ظلت أم ورقة رضي الله عنها بعد أن انتقل النبي إلى الرفيق الأعلى منتظرة بشارته، وزادت من إخلاصها لله ورسوله، محافظة على الشعائر، شديدة الحرص على نصرة الإسلام، فانطلقت تجاهد بين نساء قومها وتدعوهن إلى عبادة الله الواحد الأحد، لينلن شرف دخول الجنة، وواصلت جهادها في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فتابعت حياة العبادة والتقوى. تحققت بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لها بالشهادة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما دَبّر غلاماً لها وجارية وسولت لهما نفساهما أن يقتلاها، فغمّياها بقطيفة لها، حتى ماتت، وفرا هاربين، فلما أصبح عمر رضي الله عنه قال: والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة، فدخل دارها فوجدها ملفوفة في قطيفتها، فقال: صدق الله ورسوله، ثم صعد المنبر، فقال: مَنْ عنده مِنْ هذين علم فليجيء بهما؟ فأمر بهما فصُلبا، فكانا أول مصلوب بالمدينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©