حسام محمد (القاهرة)
قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ...)، «سورة آل عمران: الآية 110»، وقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى? بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، «سورة هود: الآية 117»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بادروا بالأعمال الصالحة».
تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: الإيجابية كل ما يصدر من أمور ناجحة ومقبولة وموفَّقة وقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمواقف الإيجابية والأخلاق النبيلة التي يتمتع بها غير المسلمين في عصره وإشادته بها ودعوته إلى الأخذ بها مع التأكيد على أن من الضروري أن يشترك المسلم بالعمل الإيجابي من أي جهة أتى، بل و يبادر إلى ذلك مثل حِلف الفضول الذي اهتم بنصرة المظلومين والفقراء، وقال فيه صلى الله عليه وسلم: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً لو دعيت له في الإسلام لأجبت»، والسعي في نفع الناس جميعاً كان ملازماً للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل البعثة، فقد استدلت خديجة على أن ما حصل في غار حراء لا يمكن أن يكون شراً للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ولهذا حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الاختلاط بالناس وحضور جمعهم ومجالس الذكر وزيارة المريض.
ومن دلائل الإيجابية دعوة الإسلام الحنيف للإصلاح بين الناس وفض المنازعات بينهم يقول تعالى: (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ...)، «سورة آلنساء: الآية 114»، والصلح.
عدد اليوم
