الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تبسيل النخيل.. موسم الفرح المتوارث منذ مئات السنين

تبسيل النخيل.. موسم الفرح المتوارث منذ مئات السنين
22 يوليو 2010 21:31
يجتمع المزارعون العمانيون خلال هذه الآونة على الفرح والمحبة، حيث تبدأ ولايات السلطنة ومناطقها خلال موسم النخيل بالاستعداد للحصاد أو “التبسيل” الذي يستمر مدة شهر تقريباً وسط مشاركة واسعة، ويعد موسم جداد النخلة أو التبسيل مناسبة اجتماعية واقتصادية مهمة ينتظرها أصحاب النخيل كل عام لجني محصول نخلة “المبسلي” هذه الشجرة المباركة التي تجود بخيراتها على أبناء الأرض الطيبة. استعدادات مكثفة يعتمد التبسيل حسب ثمرة النخلة وطبيعتها، فتبدأ عملية التبسيل المرتبطة بنوع بلح النخيل ويسمى “المبسلي” حيث يؤخذ بلح هذه النخلة ويغلى في “مراجل” كبيرة ثم يجفف ويسوق كنوع من “الحلويات” غير مضاف إليه أي مركب آخر. ويصبح سلعة مهمة إذ يبلغ إنتاج ولاية نزوى وحدها من هذه السلعة في العقود السابقة إلى ألف طن. يسمى المرجل الذي توضع فيه التمور أو البلح للقيام بعملية التبسيل “الفاغور” وسمي كذلك لارتباطه بحكاية عمانية تراثية قديمة تحكى في الزمن الغابر. تبدأ الاستعدادات المكثفة لهذا الموسم بعمليات الصيانة والإعداد حيث يقول قيس رمضان سعيد الزرافي- مزارع: “نستعد لهذا الموسم عبر القيام بصيانة المراجل والمواقد التي سيتم طبخ البسور فيها، كذلك نقوم بعمل التجهيزات اللازمة لعملية “الجداد” ومنها إعداد حبال (الميراد والصيعان) التي يصعد بها الجدّاد النخلة والمجاز العمانية الخاصة بقطع العذوق وسعف النخيل الذي يعتمد عليه في طبخ البسور”. يضيف الزرافي: “يعتبر إنتاج هذا العام متميزاً من حيث الجودة والوفرة، رغم الإعصار الذي شهدته السلطنة مؤخراً، وهذا بفضل اهتمام المزارعين وحرصهم على رعاية النخلة، فعدد التراكب بولاية الرستاق يبلغ أكثر من 100 تركبة تعمل في مجال التبسيل”. حول بداية موسم التبسيل يقول سعيد خميس صوبان- يعمل في جني التمور: “يبدأ موسم التبسيل أواخر شهر يونيو بعد نهاية جداد نخلة “النغال” وتعتبر نخلة المبسلي الرئيسة التي تتم بها عملية التبسيل فبمجرد أن تبدأ المبسلي بالإصفرار نقوم بعملية جداد ثمارها ومن ثم فصل البسور من العذوق وتنقيتها جيداً من الشوائب وغيرها ومن ثم تنقل البسور مباشرة لأماكن الطبخ وتسمى “التركبة” وتوضع البسور في مراجل كبيرة مع إضافة الماء ويتم طبخه وغليه جيداً حتى يصبح ذلك البسر في مرحلة من النضج ويسمى “الفاغور” بعدها يؤخذ إلى المسطاح (مكان تجفيف الفاغور) ويترك لحرارة الشمس مدة أسبوع، وعندما يصبح يابساً تماماً يتم تعبئة المحصول ووضعه في أكياس “الجواني” ليتم بعد ذلك حملها إلى مخازن وزارة التجارة والصناعة فور الإعلان عن استقبال المحصول”. وعن أسعار بيع محصول نخلة المبسلي يقول حاتم بن خميس بن اسحاق الهنائي: “تختلف الأسعار من عام لآخر حسب نوعية وجودة المحصول وهي تتراوح بين 300- 450 ريال عماني للطن الواحد”. يضيف: “أتمنى لأبنائنا الشباب أن يستمروا في هذه المهنة الطيبة التي تتمتع بمردود اقتصادي جيد ولا ننسى أنها مهنة الآباء والأجداد فيجب أن نحافظ عليها لأنها جزء من تراثنا العريق”. دعامة اقتصادية يسجل الشباب حضوراً مميزاً ومشاركة فاعلة في موسم حصاد نخلة المبسلي، خاصة في ولاية الرستاق. يقول أحمد يوسف حسن معبراً سعادته بالمشاركة في موسم الجداد: “تسعدني المشاركة في موسم التبسيل، وأنتظر الموسم كل عام، فهذا هو العام الثالث على التوالي الذي أعمل به، وعملي يتمثل في “التركبة” وهو طبخ البسور، وهي مهنة رائعة لأن متوارثة من أجدادنا ويجب المحافظة عليها”. فيما يقول أحمد بن ناصر الحراصي- عامل في جني المحصول: “العمل في مهنة التبسيل متعب لكنه ممتع في نفس الوقت حيث نحرص أنا ومجموعة من الشباب سنوياً على المشاركة في أعمال موسم التبسيل الذي يعتبر واحداً من الدعامات الاقتصادية التي يحرص المزارع على القيام بها في مثل هذا الوقت من كل سنه ويوجد أكثر من 150 موقعاً للتبسيل”. من جانب آخر توجد بعض الصعوبات التي تعترض موسم التبسيل، يقول سعود بن ناصر الغنبوصي: “إن الوضع الذي آلت إليه بعض أشجار النخيل صعباً بسبب الأمراض وتأثر النخلة بالأحوال المناخية، ناهيك عن مشكلة الجفاف التي تعد أهم المشاكل التي يعاني منها المزارع، إلا أننا بعون الله نبذل الجهد المضاعف ونقوم بتوفير المستلزمات اللازمة لها وكل ما تتطلبه العناية بها”. يذكر أن البسور توضع في المراجل الكبيرة بالمنارة (تضم كل منارة مرجلين للطبخ) ويتولى هذه العملية مختصين ثم يتم الغرف تمهيداً لنقلها إلى مواقع التجفيف وتسمى “المساطيح” وتترك هناك لعدة أيام حتى يتم جفافها وبالتالي يتم تعبئتها وتخزينها تمهيداً لبيعها. أسباب التلف ثمة أسباب تؤدي إلى تلف البسور، وهي: - طبخ البسور قبل موعدها. - هطول الأمطار خاصة في اليوم الأول من تجفيف البسور. - زيادة أو نقص مدة الطبخ. - عملية وضع البسور للتجفيف على كمية تراكمها يؤدي إلى تعفن البسور وتلفها. - تخزينها في الأماكن ذات الرطوبة العالية. - تعبئتها في الأكياس قبل جفافها.
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©