الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصر الحمراء» بالأندلس.. استغرق بناؤه 150 سنة

«قصر الحمراء» بالأندلس.. استغرق بناؤه 150 سنة
14 يونيو 2018 20:28
مجدي عثمان (القاهرة) اختار أمير الشعراء «أحمد شوقي» الأندلس منفى له بعدما أجبره الإنجليز على مغادرة مصر سنة 1915، ونظم سينية في أكثر من مئة بيت بعد زيارته لقصر الحمراء، ثم قال نزار قباني: قالت هنا الحمراء زهو جدودنا، فاقرأ على جدرانها أمجادي، أما «غروب الأندلس» فكانت المسرحية الشعرية لـ«عزيز أباظة» في منتصف القرن العشرين، وتدور بعض أحداثها داخل «قصر الحمراء»، كما كان الشاعر العربي المعاصر «فوزي معلوف» الوحيد الذي خلده القصر، فعلقت لافتة باسمه بجنة العريف إكراماً لذكراه، بعد مسرحيته «ابن حامد أو سقوط غرناطة»، وكانت دواوين أمير شعراء إسبانيا «فرانسيسكو فياسبيسا» الثلاثة «برج دار عائشة» و«بهو الريحان» و«جنة العريف» تتغنى بغرناطة وقصر الحمراء. وفي لندن عام 1851م، ومنذ وضع المعماري الإنجليزي «أوين جونز» مجسم لقصر الحمراء ضمن معرض المجسمات العمرانية التي ترمز إلى أهم الحضارات الإنسانية، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ العمارة بالغرب، اصطلح على تسميتها ب «الفن الموريسكي الجديد»، استوحت تصاميمها من قصر الحمراء. تقع مدينة الحمراء فوق هضبة مرتفعة طولها حوالي 736م، وعرضها نحو 200م، وتطلّ من جهة الشمال والغرب على مدينة غرناطة، وتشرف من جهة الشرق والجنوب على جبال سييرا نيفادا، المعروفة باسم جبل شُيلّر أو الثلج، وتمر على مجرى نهر حدرّة، وحي البيّازين أو البائسين، ويحيط بها سور ضخم بقيت منه أجزاء كبيرة، وللسوّر أبراج وأبواب عدة ما زال معظمها حتى اليوم، ولم يكن «قصر الحمراء» سوى جزء من تلك المدينة أو «قصبة الحمراء» التي بناها في عصر ملوك الطوائف الملك الأمازيجي «باديس بن حبوس» وكان قد أنشأ سوراً حول الهضبة، على زاوية توجد على تل سبيكا، وتحدّها من بعض جوانبها تلال نيفادا. بدأ ابن الأحمر بإنشاء سور منيع حول الهضبة، وسميت القلعة أو القصبة الحمراء، وصار القصر جزءاً منها، وبذلك يعود بناء القصر إلى القرن العاشر الميلادي، وترجع بعض أجزائه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وقد أستغرق بناؤه أكثر من 150 سنة، حيث مع أواخر القرن السابع الهجري، أنشأ بن الأحمر الغالب بالله، ثاني سلاطين غرناطة، مباني الحصن الجديد والقصر الملكي، ثم أنشأ ولده «محمد» إلى جوار القصر مسجداً قامت محلّه فيما بعد «كنيسة سانتا ماريا». وقد تم الانتهاء من بناء القصر قبل نهاية حكم المسلمين في الأندلس على يد يوسف الأول 1353م، ومحمد الخامس سلطان غرناطة 1353 - 1391م، مع توقف بين عامي 760 و763م، خُلع خلالهما عن الحكم، ثم أُعيد فبدأ أهم التطويرات، وكُتب خلالها أغلب الأشعار التي تزين جدران القصر.وحول التسمية للقصر ب «الحمراء»، دار جدل كبير، فهناك من يرى أنه مشتق من بني الأحمر، حُكام غرناطة، ويرى آخرون أنها تعود إلى التربة الحمراء التي تم تشييده عليها، وتفسيرات أخرى منها، أن بعض القلاع المجاورة لقصر الحمراء كان يُعرف منذ نهاية القرن التاسع الميلادي باسم المدينة الحمراء، أو نسبة للون حجارته الضارب للحمرة.‏ ينقسم قصر الحمراء إلى 3 أقسام، الأول هو المشور، الذي يصرف الملك فيه أمور دولته، والثاني للاستقبالات، ويشمل الديوان وقاعة العرش، والثالث للحريم، ويضم المسكن الخاص بالملوك، ويتشكل من مجموعة من المباني أهمها فناء الريحان الكبير، وتتوسطه بركة مياه وتظلله أشجار الريحان. ويحاط قصر الحمراء بـ37 برجاً عملاقاً منهم: قُمارش والأسيرة والأميرات والعقائل، وعدد من الأبواب العملاقة والمزخرفة بالنقوش الإسلامية منها: الغدور والطّباق السبع والسّلاح وباب الشراب داخل الأسوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©