الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مينارسات» في بيروت يجمع الشرق والغرب

«مينارسات» في بيروت يجمع الشرق والغرب
22 يوليو 2010 21:30
استضافت بيروت مؤخراً حدثاً فنياً وتشكيلياً معاصراً في “مجمّع البيال”، تمثل بإقامة معرض “مينارسات فير” الذي افتتحه رئيس الحكومة سعد الحريري. المعرض عبارة عن مقدمة لمعرض آخر يقام سنة 2011، وسوف يكون على نطاق أوسع، وهو أول معرض مخصص للفن المعاصر يشارك به فنانون عالميون. يأتي اختيار بيروت لاستضافة معرض “مينارسات فير” فضلاً عن كمّ كبير من المعارض -حسب قول المشرفين- لكون العاصمة اللبنانية تعج بالمواهب الواعدة.. وشكلت على مدى الزمن قاعدة استراتيجية لكافة أنواع التبادلات والتأثيرات، كما أن لبنان يُعد موقعا مهماً لحوار الثقافات وملتقى كافة التيارات الثقافية التي تختلط وتمتزج لإنشاء هذه الفسيفساء الثقافية الغالية على قلوب اللبنانيين. العدد صفر يعتبر هذا الحدث عبارة عن وضع حجر الأساس لاستكمال المراحل الأخرى، أي إعادة بيروت إلى قلب الأحداث الكبيرة الخاصة بالفن المعاصر. تقول لور دوتفيل- مديرة المعرض العام “ميناسارت” حول أسباب تسمية المعرض بـ”العدد صفر”: “حركت هذه التسمية الرغبة لتجسيد المفهوم المجنون حول “العام صفر” مع وجود ثلاثين صالة عرض وتحفة فنية- أي فنان واحد عن كل صالة عرض”. وحول الإقبال المنتظر والحماسة لهذا الحدث، تقول دوتفيل: “إن هذا الفن وبكافة اشكاله يدل على مجموعة من الفضائل التي تمنح قيماً كبيرة بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي، إذ يساهم هذا الفن في تقريب المسافات بين الناس ويسقط الجدران الفاصلة ويطلق التقارب ويحرك المشاعر العالمية ويثير الأفكار ليتم تقاسمها ويطلق سبل الحوار ويعزز التفاهم وحب الاختلاف ويدعو إلى التسامح والمحبة”. شاركت في المعرض ثلاثون صالة عرض فنية، ولم تتمكن إدارة “مينارسات” من تلبية طلب كافة صالات العرض للمشاركة في هذا الحدث بسبب ضيق الوقت. ومن الأسماء المشاركة أجيال أوجانين ربيز من لبنان، ايمبتي كوارتر من دبي، أيام ومنى أتاسي من سورية، المرسي من تونس، صالة ري من المغرب، الأثر من السعودية، صالة غرين آرت، والفن البيئي). يقول بسكال أوديل- مدير فني للمعرض: “أتمنى أن ينجح هذا المعرض الذي يقام في بيروت، كما نجح في دبي وما حققه من إقبال كبير”، وأشار إلى اختيار لبنان بعد دبي يعود إلى “مواقع التطور والانفتاح الثقافي للبشرية، ولطالما كان هذا البلد أرضاً متعددة الثقافات، وقد عزز موقعه الجغرافي بين الشرق والغرب عملية الاندماج والتبادل، وبيروت قادرة أن تستعيد مكانتها، فتصبح مركز التلاقي والسخاء الفني المميز بالأحداث والابتكارات”. يضيف أوديل: “إن عجلة الوقت لم تتسع لنا، إلاّ لعرض لوحة واحدة لكل فنان، ومن هنا برزت فكرة “العدد صفر” التي فاق نجاحها توقعاتنا، حيث طلبنا من كل صالة عرض لوحات نتاج فني لفنان واحد يمثل الفكرة، لذلك فالمهمة لم تكن سهلة بالنسبة إلى صالات المعارض المشاركة، ولم يكن سهلاً أيضاً بالنسبة للجنة الحكم، فقد كان عليها أن تكتفي فقط بثلاثين صالة عرض فنية، بين العديد من الصالات التي ترشحت للمشاركة، والغاية أن يعكس مفهوم المعرض خصوصية هذه الساحة الفنية الناشئة”. حدث عالمي في تصريح خاص لـ”الاتحاد” قال وزير الثقافة سليم وردة عن هذا الحدث الفني: “يجمع المعرض محطات فنية هامة، ونتاجاً عالمياً لفنانين كبار مشهورين في عالم الفن المعاصر. وهذا الحدث العالمي يجلب إلى لبنان الاهتمام والرعاية، مما يؤكد أن هذا البلد يبقى الأساس للثقافة والحضارة، وعلى اللبنانيين الاستفادة من هذا المعرض الذي يضم ويجمع أهل الفن والأصدقاء ومتخصصين في عروض وجمع التحف والأعمال الفنية في المنطقة”. فيما قال الفنان وجيه نحلة: “المعرض خطوة كبيرة جداً ومهمة، وسوف يكون لها الأثر الكبير في تغيير عقلية بعض الفنانيين اللبنانيين والعرب. فالمعرض يعتبر نقلة نوعية إلى معرض الغد، وهو الأساس إلى الفن والتراث الاسلامي، وكل المدارس عرضت نتاجاتها. وخلف هذا كله هناك كتلة هائلة تجذب رؤوساء الأموال، وبعض الأموال في مواقع ثانية إلى الاستثمار في الفن التشكيلي المعاصر. لذا من الجميل أن صالات عرض مهمة شاركت في هذا المعرض”. وعبر نخلة عن استغرابه من أمرين، بقوله: “أستغرب غياب أسماء لفنانين كبار عرفهم العالم فلم أجد بصماتهم فيه، باستثناء من شاركوا في “مينارسات”. كما أستغرب عدم مشاركة فرنسا ولا أعرف السبب”! بيروت بعد دبي شاركت الإمارات من خلال صالة عرض دبي التي عرضت لوحة واحدة لفنان ومصور تركي يدعى “نظيف توبكواغلو”، تقول ياسمين الأتاسي- المشرفة في الصالة: “إن شروط وقواعد المعرض تفرض هذا المنحى الفني، واللوحة المعروضة للفنان نظيف تمثل وضع المرأة في الشرق الأوسط وتركيا، فالمرأة أصبحت الآن أقوى بكثير مما كان سائداً من قبل من حيث بعض العادات والتقاليد البالية. والرسالة التي أحب إيصالها عبر هذا الرسم الإيحائي تدل على حالة الصراع السائد بين المرأة والمجتمع، مع العلم أن المرأة متحررة كثيراً في تركيا، وكذلك في العالم العربي”. وحول كيفية انتقاء هذه اللوحة المشاركة، تقول الأتاسي: “إنها أول مرة أزور فيها لبنان ويتم عرض اللوحة المذكورة التي تدل على الفن المعاصر بكل تجلياته، لاسيما بعد الضجة الكبيرة التي أثارها هذا الفن في تركيا وغيرها، فاخترنا الفنان نظيف نظراً لمفاهيم المعاني التي تمثلها لوحته بإشكالياتها وطقوسها وخلاصة القيم المعروفة في المنطقة”. بينما تقول الإعلامية مي شدياق: “إن لبنان يفخر بإقامة هكذا معارض تعرض نتاجات فنية رائعة ومميزة، وهذا يدل على الحركة الثقافية التي أصبحنا نتمتع بها، بعيداً عن أجواء الحروب التي تعم العالم. فهذا المشروع هو تحد بحد ذاته، وكان يجب أن يقام في سنة 2005 في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري، بالرغم من كل هذه الظروف وما يشهده لبنان من أزمات، فإن النشاطات الفنية والثقافية لم تتوقف بل عادت بقوة وزخم إلى لبنان، ومعرض “ميناسارت” جمع عدد كبير من البلدان والصالات المشاركة”. تضيف شدياق: “لفتني في المعرض “ستاند” يعرض نماذج فنية من الأسلحة والرشاشات عبر “فنانين” وعند سؤالي عن مغزى اللوحة، قيل لي إنها تدل على مرارة وسوداوية بعض الأحداث، والفنان صاحب اللوحة المعروضة حسب ما فهمت هو من أم لبنانية وأب سنغالي، والغرض هو التحذير من ثورة الشر والخراب”. إضاءات - شكل الحدث الثقافي الذي استضافته بيروت محطة هامة في الحياة الفنية، التي هي جزء من حياة المدينة التي بدأت تستعيد شعاعها بتألق ولمعان تبشر بمستقبل يعيد الفن المعاصر إلى قلب الأحداث الكبيرة. - حضر فعاليات المعرض فنانون كبار، ومواهب شابة رافقت اللوحات الفنية العائدة إلى محطات ثقافية مهمة. كما جذب المعرض جمهوراً كبيراً، وكذلك أنظار العالم وانتباه كبار محبي جمع اللوحات التشكيلية المعاصرة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©