ماجدة محيي الدين (القاهرة)
يتأثر الإنسان بما حوله من أحداث بعضها يجعله سعيداً ومنها ما يجعله يحزن ويشعر بالألم والحسرة، وفي سعيه للترويح عن نفسه قد يتخبط ويبحث عن الوسائل التي تمنحه الشعور بالرضا دون أن يقصر في طاعة أو يقع في محظور، وتظل الحياة الطيبة هي مطلب كل مخلوق على ظهر الأرض وربما يختلف الناس في أمور عديدة، لكنهم جميعاً ينشدون راحة النفس والبال والطمأنينة. يؤكد الدكتور رمضان عبد الرازق عضو المركز الإعلامي بالأزهر الشريف أن الله سبحانه وتعالى وضع لنا وصفة واضحة في كتابه العزيز في قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ...)، «سورة النمل: الآية 97»، والمقصود بالحياة الطيبة هي الراحة النفسية والسكنية والسعادة والرضا هو المعنى المباشر للحياة الطيبة، حتى النظر في نفسه ضابطه الرضا.
وقد أمرنا الله بالرضا، والسعادة كلها في الرضا، وحياة المؤمن كلها رضا، وقال عز وجل: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى?)، «سورة الضحى: الآية 5»، فإن الإنسان المؤمن حياته كلها رضا فإن أغناه الله استخدم ما له في طاعة الله وشكره فحياته طيبة وإن افتقر صبر واحتسب ورضي، فحياته طيبة، فإن صح جسده جدّ في الطاعات وتحصيل الحسنات فهو في حياة طيبة، إن مرض احتسب مرضه عند الله، فهو في حياة طيبة، فالمؤمن لله وبالله لا يخطو خطوة إلا بالله اعتماداً عليه، (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ...)، «سورة النحل: الآية 127» وإلى الله مرجعه، فهو دائماً راضٍ وسعيد بما كتبه له الله وهو يشعر بالرضا والسعادة لأن نيته صالحة ويحتسب كل عمله لوجه الله.
ويضيف الدكتور عبد الرازق: علينا تجديد النية لله وأن يكون عملنا خالصاً لوجه الله، ومن أهم وسائل السعادة والترويح الاحتساب والنية الصالحة بمعنى أن تكون نيتك ابتغاء مرضاة الله عز وجل وهذا يسعدك ويملأ قلبك بالرضا وعلى سبيل المثال مررت بقوم وألقيت عليهم السلام، فإنك تلقي السلام لله، ولا يهم إذا كانوا يردون السلام أم لا، لا تحزن لقد أخذت 30 حسنة، إنما لو كانت النية لغير الله وانتظرت الرد منهم والترحيب، فإذا لم يردوا عليك السلام سوف تصاب بالحزن والنكد، فما كان لغير الله انقطع وانفصل.
ويضيف أن النية الصالحة تحول السعادة إلى عبادة وعلى سبيل المثال النوم والأكل والشرب كلها أعمال لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان، فإذا كانت لدي نية صالحة وفي ذهني مرضاة الله عز وجل، أكل وأشرب اليوم لأنني أنوى الصوم غداً، واستيقظ قبل الفجر لأشرب قدراً من الماء وفي نيتي لله أن يعينني على الصيام.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم توضيح لقيمة أن يستحضر الإنسان النية الصالحة يقول صلى الله عليه وسلم «يؤمر يوم القيامة بأناس إلى الجنة، حتى إذا دانو منها واستنشقوا رائحتها، ورأوا ما أعده الله لأوليائه فيها، نودوا أن اصرفوهم إلى النار، فيرجعون بحسرة وندامة ما رجع الأولون والآخرون بمثلها، يقولون ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أعددته من ثواب لأولياءك فيها كان أهون علينا.
عدد اليوم
