الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

??«جسم الإنسان».. أعقد آلة وجهاز.. أصله من التراب

??«جسم الإنسان».. أعقد آلة وجهاز.. أصله من التراب
14 يونيو 2018 20:25
القاهرة (الاتحاد) خلق الله الإنسان في أحسن صورة وجعل له العقل ليتفكر فيما حوله من مخلوقات، خلقه في عده أطوار، حيث أنشأه بالتدرج طوراً بعد طور، حتى صار في أحسن تقويم، وهو سبحانه قادر على أن يقول له كن، ولكنه اختار سنة الإنشاء المتدرج، ويعد خلق الإنسان من آيات الله العظيمة، خاصة أن كل طور آية في ذاته، وجسمه أعقد آلة وأعقد جهاز على سطح الأرض، يملك هذا الجسم بعظامه وعضلاته وشرايينه وأوردته وبأعضائه الداخلية، نظاماً وتخطيطاً دقيقاً. يقول العلماء، كثيراً ما توجه آيات القرآن نظر الإنسان لكي يلتفت ويتمعن ويتأمل في خلقه ونفسه، فالماء هو العنصر الأول الذي خلق الله منه كل شيء حي سوى الملائكة والجن، والتراب العنصر الثاني من عناصر خلق أبي البشر آدم عليه السلام، قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، «سورة آل عمران: الآية 59»، وقال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ)، «سورة الروم: الآية 20»، فالتراب أساس تكوين كل إنسان، إذ من الترابِ النبات، ومن النبات الغذاء، ومن الغذاء الدم، ومن الدم النطفة، ومن النطفة الجنين، قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)، «سورة فاطر: الآية 11». والطين ناتج من امتزاج الماء والتراب، قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ)، «سورة السجدة: الآية 7»، ويصف الله هذا الطين بأنه كان لازباً، لزجاً لاصقاً متماسكاً يشد بعضه ببعض، قال تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ)، «سورة الصافات: الآية 11». وترك الله الطين حتى صار حمأً مسنونا، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)، «سورة الحجر: الآية 26»، والحمأ الطِّين الأسود المتغير، والمسنون المُصوّر من الوجه، والصلصال هو الطين اليابس الذي له صلصلة، ما دام لم تمسه النار، ومن الأحاديث التي تُبين هذه المرحلة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم من تراب، ثم جعله طيناً، ثم تركه حتى إذا كان حمأً مسنوناً خلقه وصوَّره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالاً كالفخَّار، فكان إبليس يمرُّ به فيقول له لقد خُلِقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه فعطَس، فلقَّاه الله حمد ربه، فقال الله يرحمك ربك»، فبعد أن سوَّى الله الإنسان الأول وصوَّره، نفخ فيه الروح، وبعدها تكوين السمع والبصر. وقد توصل العلم الحديث إلى أن كل العناصر المكونة للإنسان هي عناصر التراب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك والسهل والحزن وبين ذلك، والخبيث والطيب، وبين ذلك». فالبداية من التراب، ثم النطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة، فالعلقة وهي القطعة من العلق وهو الدم الجامد، ثم المضغة، وهي القطعة الصغيرة من اللحم بقدر ما يُمضَغ وهذا الطور يمرُّ بمرحلتين، المخلَّقة وغير المخلَّقة، ثم المضغة وتنمو فيها الخلايا وتتطور، ليكون الإنسان في أحسن تقويم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©