الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: ليلة النصف من شعبان تمثل عيد استقلال المسلمين بقبلتهم

العلماء: ليلة النصف من شعبان تمثل عيد استقلال المسلمين بقبلتهم
22 يوليو 2010 21:28
شهر شعبان له في الإسلام منزلة خاصة، فهو الشهر الممهد لشهر رمضان، ولذلك كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم– يصوم أكثر هذا الشهر، ولما سئل عن ذلك، قال: «إنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». ومن فضائل هذا الشهر الكريم تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وهذا الحدث العظيم وصفه العلماء بأنه عيد لاستقلال الأمة الإسلامية، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخصه بمزيد من العبادة. تحذير ويؤكد الدكتور شعبان إسماعيل -أستاذ أصول الفقه والقراءات بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يخص ليلة النصف من شعبان بالمزيد من العبادة من الصلاة وكثرة السجود والدعاء بمناسبة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة وجاء في ذلك أحاديث كثيرة وإن كانت ضعيفة، إلا أنها رويت بطرق مختلفة يقوي بعضها بعضا ومنها حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، وهو الذي يثير الفتن والخلافات، وفي حديث آخر «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها؛ فإن الله عز وجل ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له، ألا من مسترزق فأرزقه، ألا من تائب فأتوب عليه، ألا من كذا ألا من كذا حتى يطلع الفجر». وهذه الأحاديث يستفاد منها في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أحيا هذه الليلة بالعبادة من الصلاة والدعاء والاستغفار. وحذر الدكتور شعبان من بعض الأعمال التي درج عليها بعض الناس في ليلة النصف من شعبان من صلاة عدد معين من الركعات بنية طول العمر وسعة الرزق وقراءة دعاء معين، ووصفها بأنها غير واردة في الشرع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث الشريف: «صلاة الليل مثنى مثنى إلا واحدة يوتر بها». فيصح للمسلم أن يصلي من النوافل ما يشاء سواء كان في ليلة النصف من شعبان أو في غيرها. مخالفة للشرع وأوضح إسماعيل أن هناك بعض الأدعية المعهودة التي يدعو بها البعض في هذه الليلة، ولكنها تخالف نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشرع الحنيف مثل: «اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترا عليَّه في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، واثبتني عندك في أم الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات». وأوضح أن هذا الدعاء يشتمل على مخالفات عديدة منها أن «أم الكتاب» ما كتبه الله تعالى في الأزل وهو لا يتغير ولا يتبدل ولابد من تحقق ما علم الله وقوعه، أما التغيير والمحو والإثبات فإنما هو في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي تكتب فيها الملائكة. كما أن في هذا الدعاء مخالفة أخرى، وذلك بوصف هذه الليلة بأنها هي التي يفرق فيها كل أمر حكيم وهذا الوصف إنما هو لليلة القدر. وعلى المسلم أن يقتدي برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد أحياها بالعبادة، وأن يدعو الله بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، بشرط ألا يكون هذا الدعاء مخالفا لنصوص الشرع. قبلة الأنبياء وحول قصة تحويل القبلة في ليلة النصف من شعبان قال الشيخ منصور الرفاعي عبيد -وكيل وزارة الأوقاف المصرية السابق: ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي تم فيها تحويل القبلة؛ لأن المسلمين عندما فرضت عليهم الصلاة كانوا يتجهون إلى بيت المقدس بأمر من الله، فلما انتقل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة المنورة بعد الهجرة وبعد ستة عشر شهرا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتجه بالقبلة إلى المسجد الأقصى لأنه قبلة الأنبياء السابقين وهو في الأرض الطيبة المباركة، فما من شبر من بيت المقدس إلا وسجد فيه نبي أو ولي كما دفن فيه الكثير من الأنبياء والشهداء والعلماء. والنبي -صلى الله عليه وسلم- جاء متبعا وليس مبتدعا فجعل الله تعالى قبلته إلى بيت المقدس لتكون رسالة إلى أهل الكتاب بأن النبي الخاتم يمشي على نهج الأنبياء السابقين وأن في كتبهم المقدسة هذه البشارة التي بشرت به وبمولده وأن قبلته بيت المقدس. ولهذا قال الله تعالى: «وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله» سورة البقرة 143. وأضاف: لكن اليهود كدأبهم بدأوا يغمزون ويثيرون الشكوك ويقولون إن محمدا اليوم يتجه إلى قبلتنا وغدا سيكون على ديننا، ولذلك ذهبوا إليه -صلى الله عليه وسلم- وقالوا له: يا محمد ما دمت تتجه إلى بيت المقدس وتعترف بأن الأنبياء جميعا بعثوا منه وعاشوا في رحابه وبعضهم دفن بجواره فلم لم تذهب أنت وتتخذ لنفسك مكانا هناك ونحن سنؤيدك. فنظر إليهم الرسول بعطف وشفقة وقال لهم: مقامي هنا بين قومي. لكن الشائعة التي روجها اليهود وجدت بعض الصدى عند ضعاف الإيمان فعز ذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم- وبدأ يرفع وجهه إلى السماء ويناجي ربه ويسأله في خشوع أن يحول قبلته إلى مكة المكرمة، فاستجاب الله له وحول قبلته إلى مكة، ولهذا يقول الله تعالى: «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره» سورة البقرة آية 145. ولكن اليهود عز عليهم أن تتحول القبلة فبدأوا يشيعون شائعات كاذبة منها: هل محمد اليوم على حق وهل كان بالأمس على باطل أم العكس؟ فأنزل الله تعالى: «سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» سورة البقرة آية 142. يوم من أيام العام يرى الدكتور محمد الدسوقي -أستاذ الفقه بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أن صيام يوم النصف من شعبان عادي كغيره من أيام العام وأن المسلم إذا ظن أنه يصوم هذا اليوم على اعتبار أنه يوم تغيير القبلة فهذا خطأ كبير، واعتبر أن الحرص على صيام هذا اليوم نوع من البدعة وأن دعاء هذه الليلة لا أساس له من الصحة وأن هذه الليلة ليست لها ميزة ولا مكانة خاصة أو دعاء خاص. وأن المسلم يجب عليه ألا يميز هذه الليلة بشيء وأن تحويل القبلة فيها لا يميزها عن غيرها من الليالي. كما أن الأحاديث التي تتحدث عن فضل هذه الليلة ضعيفة ومنها حديث علي رضي الله عنه: «فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان صيام ستين سنة ماضية وستين سنة مستقبلة».
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©