علمت “الاتحاد” أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” أرسل وفداً من “الانتربول” للتحقيق مع اتحاد الكرة، بخصوص الدورة الودية التي أقيمت في مارس الماضي بمشاركة منتخبات الأردن والكويت والعراق وكوريا الشمالية وأقيمت منافساتها على ملعب نادي الشعب بإمارة الشارقة. والتقى وفد “الانتربول” المكون من شخصين بالأمين العام السابق للاتحاد ومسؤول الشؤون القانونية، حيث تمت الإجابة على مختلف الاستفسارات، وتوضيح موقف اتحاد الكرة الذي برأ نفسه من الدورة، خاصة أنه لم يكن يعلم بتنظيمها وأخطر الاتحاد الآسيوي بذلك.
وسيتم رفع التقرير إلى “الفيفا” من أجل توضيح ما حدث في المباريات الودية التي أقيمت على ملعب نادي الشعب، من أجل اتخاذ اللازم، وذلك ضمن سياسة الاتحاد الدولي للتصدي إلى ظاهرة التلاعب بالنتائج والقضاء على الفساد الذي يهدد اللعبة، بسبب المراهنات.
وسبق لاتحاد الكــرة أن تبرأ من إقامـــة هذه الدورة الودية بالإمــارات، بسبب وجود العديد من التجــاوزات التنظيمية، والتي أثارت الشكوك، حيث لم يتم إعلام اتـحاد الكرة بالدورة مسبقاً، ولم يتلق سوى خطابات من اتحادات الأردن والعراق والكويت، لإقامة معسكر بالإمارات، وخوض مباريات ودية.
كما لم يعلم اتحاد الكرة بمشاركة منتخب كوريا الشمالية، حيث لم يكن الجهة المعنية بإصدار التأشيرات، بالإضافة إلى استعانة اللجنة المنظمة بحكام أفارقة، كما لم يعلم أيضاً بمكانها، حيث تم نقلها في اليوم نفسه من ملعب الشارقة إلى نادي الشعب، وتدخل اتحاد الكرة للتحقيق في ملابسات الدورة، من خلال الاتصال بالاتحاد الكويتي، والاستفسار عبر خطاب رسمي إلى نظيره الكويتي أيضاً، لمعرفة من وراء إسناد مباراة الكويت والأردن الأولى لطاقم تحكيم أفريقي، خاصة أن اتحاد الكرة كلف طاقماً تحكيمياً إماراتياً لإدارة اللقاء.
كما خاطب أيضاً نظيره الأردني ليخبره بعدم علمه بشأن مباراة “النشامى” أمام كوريا الشمالية، ورفض بذلك الاعتراف بالدورة، وأخطر الاتحاد الآسيوي، فاضطرت المنتخبات لخوض مباريات ودية فقط، وليس دورة دولية ودية.
وأخبر اتحاد الكرة وفد “الانتربول “بالوكيلين المسؤولين، عن إقامة هذه الدورة، حيث ينتظر أن تشمل التحقيقات مختلف الأطراف المعنية بالدورة للتحقق من إمكانية وجود تلاعب أو فساد، على أن يعلن “الفيفا” بعد ذلك قراراته في الموضوع.
ومن بين التقارير التي دفعت “الفيفا” للتحقيق في هذه الدورة، عدم وجود نقل تلفزيوني للمباريات أو رعاية تسويقية، بالإضافة إلى انتهاء نتيجة مباراة الأردن والكويت التي جرت يوم 26 مارس بالتعادل 1 - 1، وتم تسجيل الهدفين عن طريق ركلتي جزاء.
وتعد الدورة الودية التي أقيمت بنادي الشعب، واحدة من قائمة من المباريات يتم التحقيق فيها من قبل “الإنتربول و”الفيفا” حالياً، خاصة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم يكثف من جهوده للتصدي للتلاعب في المباريات، والقضاء على الفساد الذي يهدد اللعبة، حيث وقع مؤخراً اتفاقاً مع جهاز الشرطة الدولية “الإنتربول” لتمويل برنامج مكافحة الرشوة و المراهنات غير الشرعية والتلاعب بالنتائج.
ويمتد الاتفاق على مدى عشر سنوات مقابل عشرين مليون يورو، ويهدف إلى إنشاء وحدة لمكافحة الفساد في مجال كرة القدم في مقر الإنتربول بسنغافورة.
وتأتي هذه الخطوة بعد اكتشاف استمرار ظاهرة التلاعب في النتائج بشكل يهدد مبادئ اللعبة والأسس الأخلاقية التي تقوم عليها.
وأكد جوزيف بلاتر، رئيس “الفيفا”، أنه من الضروري تعاون الاتحاد الدولي للكرة مع الحكومات وأجهزة الأمن” لمحاربة هؤلاء الذين يريدون تدمير اللعبة.
وسيركز البرنامج في البداية على محاربة المراهنات غير القانونية، والتي ترتبط بها عادة التلاعب بنتائج المباريات، حيث أكد الأمين العام للإنتربول، روب نوبل، أن المتلاعبين بنتائج المباريات يستخدمون احدث أساليب الاحتيال والعنف أحياناً لتحويل الأموال بين دول عدة.
وأوضح أنها جريمة منظمة تتم عبر دول العالم، وتحقق أرباحاً طائلة للمتورطين فيها، مع نسبة مخاطر أقل، كما أن العملية تعتمد بشكل أساسي على مراهنات تجري عبر شبكة الإنترنت وبمبالغ مالية كبيرة.
«الفيفا» يحقق في 300 مباراة
كشف مدير الأمن في الاتحاد الدولي، كريس ايتون، أن “الفيفا” يحقق في نحو 300 مباراة، تم التلاعب بنتائجها، مشيراً إلى أن الشكوك تتعلق بمباريات دولية ودية، بالإضافة إلى مباريات بين أندية أوروبية على علاقة بسوق المراهنات الرياضية في آسيا.
وأعلن “الفيفا” أيضاً أنه قرر تشكيل مجموعة للتحقيق الداخلي، حول نزاهة سوق المراهنات تتكون من أعضاء في قسم الأمن والمصالح القانونية للفيفا.
وتقوم وحدة الإنتربول الجديدة بتنظيم دورات تدريبية للمسؤولين كافة المنخرطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عالم كرة القدم الدولية أو الوطنية.
كما يقدم الإنتربول بالتعاون مع “الفيفا” تدريباً إقليمياً ومشورة، فيما يتعلق بالأحداث الكروية العالمية الكبرى مثل كأس العالم وكأس العالم للأندية، بالإضافة إلى مونديال المراحل السنية.
ويناقش “كونجرس الفيفا” الذي يعقد 31 مايو الجاري في زيوريخ، جملة من المواد الجديدة التي تشملها العديد من التعديلات بهدف فرض المزيد من الرقابة على المباريات والدورات الودية، وذلك بالتشديد على الجوانب التنظيمية والتأكد من إقامتها في ظروف شفافة وطبيعية حفاظاً على مبادئ اللعبة.
عدد اليوم
