تدرس شركة بريتش بتروليوم (بي بي) حلاً جديداً لسد البئر التي يتسرب منها النفط إلى خليج المكسيك نهائياً. وأعلنت (بي بي) أمس عن بيع أصول بـ7 مليارات دولار ضمن خطة لبيع أصول بـ10 مليارات دولار. وبينما أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن أنه يتفهم "غضب" الأميركيين إلا أنه حذر من أن المجموعة البريطانية يجب أن تظل قوية لمصلحة البلدين. من جهة أخرى، تحدثت وسائل إعلام عن احتمال استقالة المدير العام للمجموعة النفطية البريطانية العملاقة توني هايورد.
وأعلنت شركة (بي بي) أمس أنها تدرس سد البئر التي يتسرب منها النفط في خليج المكسيك نهائياً، وتشبه العملية المسماة "ستاتيك كيل" تلك التي حاولت المجموعة القيام بها في مايو ولم تنجح. وتقوم العملية الجديدة على ضخ محلول من المياه والمواد الصلبة تحت ضغط منخفض في أنبوب يمر عبر الصمام المانع للانفجار، ثم سده بالإسمنت. وتقول (بي بي) إن فرص نجاحها أكبر هذه المرة لأنها أوقفت تسرب النفط. وعليه فإن المخلوط الذي سيتم ضخه لن يتعين عليه مقاومة ضغط خليط النفط والغاز المتسرب. وقالت بي بي إنها ستتخذ هذا القرار بشكل نهائي قبل الانتهاء من حفر أول بئر لتحويل النفط في نهاية الشهر.
وكانت البقعة النفطية التي تسبب فيها غرق منصة "ديب ووتر هورايزن" في 22 أبريل وتبعاتها، في صلب مباحثات الرئيس الأميركي باراك أوباما وكاميرون الذي قال إنه "يتفهم تماماً غضب الأميركيين". وأكد كاميرون أن على بريتش بتروليوم "وقف التسرب وتطهير المنطقة ودفع تعويضات عادلة". إلا أنه قال محذراً إن "بي بي شركة مهمة للاقتصاد البريطاني وللاقتصاد الأميركي وآلاف الوظائف مرتبطة بها على ضفتي الأطلسي". وأضاف "لذلك من مصلحة البلدين أن تبقى المجموعة قوية ومستقرة في المستقبل". من جهة أخرى، قال كاميرون إنه لا يعتقد أن قرار الإفراج عن الليبي عبدالباسط المقرحي اتخذ تحت تأثير (بي بي) ورفض الدعوات الأميركية للتحقيق في هذا الشأن.
وأبرمت (بي بي) أمس الأول اتفاقاً مع منافستها الأميركية آباتشي لبيعها أصولاً لقاء 7 مليارات دولار، في إطار خطة بي بي لبيع أصول بعشرة مليارات دولار ستدفعها لصندوق تعويض ضحايا كارثة خليج المكسيك. وأعلنت (بي بي) أن الصفقة تمثل 385 مليون برميل من الاحتياطات النفطية في الولايات المتحدة وكندا ومصر. وأوضحت شركة "اباتشي" في بيان أن عملية البيع تتعلق بجميع نشاطات إنتاج النفط والغاز والأراضي والبنى التحتية لشركة "بي بي" في غرب تكساس ونيو مكسيكو جنوب الولايات المتحدة والصحراء الغربية في مصر. وأضافت أن "بي بي" باعت في كندا عملياتها لاستخراج وإنتاج الغاز الطبيعي في غرب البرتا وكولومبيا البريطانية. كما قررت "بي بي" بيع بعض عملياتها غير الأساسية في باكستان وفيتنام. وقال متحدث باسم "بي بي" إن الشركة ستبيع أنشطة التنقيب والإنتاج في باكستان وخصوصا في مجال إنتاج الغاز الطبيعي ورفض تحديد سعر البيع المتوقع. وأضاف أن المجموعة ستبيع حقلين للغاز وأنبوب غاز ومحطة لتوليد الكهرباء في فيتنام.
وذكرت صحيفة تايمز أمس أن المدير العام لـ"بي بي" الذي يواجه انتقادات لإدارته مشكلة البقعة السوداء في الولايات المتحدة سيعلن استقالته في الأسابيع العشرة المقبلة. ونقلت الصحيفة اللندنية عن مصادر قريبة من المجموعة البريطانية أن هايورد البالغ من العمر 53 عاماً سيغادر المجموعة في الأول من أكتوبر شرط أن تكون البئر أغلقت نهائياً. وسيتزامن رحيله مع إعلان استراتيجية جديدة تحمل اسم "فيوتشر بي بي" لتحسين سمعة المجموعة وحمايتها من عرض شراء من جانب مجموعة منافسيها مثل مجموعة موبيل أو داتش شل. ونفت متحدثة باسم (بي بي) ذلك وقالت إن هيوارد "باق في منصبه ويتمتع بدعم الإدارة ومجلس الإدارة".
ومن جهة أخرى قالت وكالة التصنيف الائتماني موديز في دراسة أمس الأول إن البقعة السوداء ستؤدي حتى نهاية السنة إلى خسارة 1,2 مليار دولار بسبب توقف نشاطات وفقدان 17 ألف وظيفة في منطقة خليج المكسيك. وأضافت أن تبعات الكارثة التي أدت إلى اتخاذ الرئيس أوباما قراراً بوقف التنقيب عن النفط أمام سواحل الولايات المتحدة سيؤدي إلى خسارة 100 ألف وظيفة وخسارة 7,4 مليار دولار حتى نهاية 2010 في الولايات الأميركية المطلة على الخليج.
عدد اليوم
