الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعلام منسية (1)

19 سبتمبر 2016 22:45
مُبْرمَانِ: أبو بكر: محمد بن علي بن إسماعيل العسكري، الملقب مبرمان: من كبار علماء العربية في بغداد، كان مسقط رأسه في رامَهُرمُزْ من خورستان التي منها الأهواز المشهورة. أخذ علم اللغة عن أبي العباس محمد بن يزيد المشهور بالمبرَّد «ت: 285 هـ» وهو الذي لقبه مُبرمان لجمعه بين كثرة السؤال والملازمة له، وأكثر الأخذ بعده عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد السري المشهور بالزَّجاج البغدادي «ت:311 هـ». ظهر علم مُبرمان في الأهواز وبغداد فأقبل الناس عليه تعلماً واستفادة، فكان ضَنيناً بعلمه يطلب الأجرة على تعليمه وألح في الطلب من تلامذته، فكان لا يُقرئ كتاب سيبويه إلا بمئة دينار، قال الذهبي في «العبر في خبر من غبر» تصدّر مبرمان بالأهواز، وكان مهيباً، يأخذ من الطلبة ويلح.. وقال عنه في تاريخ الإسلام: أفاد الناس بالأهواز مدة. وذكر ياقوت الحموي «ت 626 هـ» في معجم الأدباء، والسيوطي «ت: 911هـ» في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة أن أبا هاشم الجُبَّائي المعتزلي «ت 321هـ» قصد مبرمان لأخذ كتاب سيبويه، فقال له مُبرمانْ: قد عرفت الرّسم؟ قال: نعم، ولكن اسألك النّظِرة «التأجيل»، وأحمل لك شيئاً يساوي أضعاف القدر الذي تلتمِسه، فتَدَعَهُ عندك إلى أن يجيئني مالٌ لي ببغداد، فأحمِل إليك ما تريد، وأسترجعُ ما عندك، فتمنَّع مبرمان من ذلك أولاً.. ثم أجابه، فجاء أبو هاشم إلى زِنْفِيلجَة «وهي: زنبيل» حسنَة مغشاة بالأدم، محلاة فملأها حجارة وقفلها، وختمها، وحملها في منديل، حتى وضعها بين يدي مبرمان، فلما رأى منظرها وثقلها لم يشك في حقيقة ما ذكره أبو هاشم الجبائي، فوضعها عنده، وأخذ عليه، فما مضت مدة حتى ختم قراءة الكتاب، فقال له: احمل مالي قِبَلك.، فقال: أنفذ معي غُلامك حتى أدفع إليه، فأنفذه معه، فجاء أبوهاشم إلى منزله، وكتب إليه رقعة فيها: قد تعذر علي حضور المال، وأرهقنيّ السّفر، وقد أبحْتُك التّصرف في الزنفيلجة، وهذا خطِّي حجةً بذلك. وخرج أبوهاشم الجبّائي لوقته إلى البصرة، ومنها إلى بغداد، فلما وقف مبرمان على الرقعة، استدعى بالزنفيلجة، فإذا فيها حجارة!! فقال: سخر منا أبوهاشم، لا حيَّاه الله! واحتال عليّ بما لم يتم لغيره قطُّ. كانت لمبرمان تصرفات يضيق بها الناس، تدل على قلة مروءةٍ، فربما كان معه نَبِقٌ أو تمرٌ فيأكل، ويرمي الناس بالنّوى، يتعمد رؤوسهم، وكان إذا أراد الحضور إلى منزله، طلب الحمال وقعد في طبليته فيحمل من غير عجْزٍ به، وربما بال على رأس الحمال فيصيح ذلك الحمال!! فيقول له مبرمان: احسبْ أنك حملتَ رأس غنم... وكان ذا هيبة.. وإن كلم عن فعله اعتذر.. من أشهر تلاميذ مبرمان: أبو علي الفارسي «ت 376هـ»، وأبو سعيد السيرافي «ت 368هـ» وقد أخذ عنه أبوعلي القالي «ت 356هـ» صاحب الأمالي.. توفي مبرمان سنة 345هـ وخلف كتباً منها: شرح كتاب سيبويه لم يتم وشرح شواهد سيبويه والمجموع على العلل وشرح كتاب الأخفش، وكتاب العيون وكتاب المجاري وكتاب التلقين وكتاب صفة شكر المنعم، وغير ذلك. وقديماً، قيل الحكمة إتقان العلم وإجراء الفعل على وفق ذلك العلم.. وكان مبرمان يحسن علم النحو ويتقنه غاية، وكان الناس محتاجين إلى علمه، فيبذلون فيه الأموال ولم تثنهم سخافته عن الصبر عليه وأخذ العلم منه، فرحم الله القائل: مَا الفَخْرُ إِلاَّ لأَهْلِ العِلْمِ إِنَّهُـــــمُ عَلَى الهُدَى لمن اسْتَهْــدَى أدلاَّءُ وَقَدْرُ كل امرئ مَا كَـــانَ يُحسِنهُ والجَاهِلُون لأَهْلِ العلْمٍ أَعْــــــدَاءُ فَعِشْ بِعِلْمٍ تَفُزْ حَياً بِهِ أَبَــــــــــداً الناسُ موتى وأهل العلم أحيــاءُ الشريف سيدي محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©