الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عادل خزام: لا أستطيع أن أكتب رواية بلا شعر

عادل خزام: لا أستطيع أن أكتب رواية بلا شعر
7 مايو 2013 23:48
أبوظبي (الاتحاد)- قال الشاعر والروائي عادل خزام «ذهبت إلى الفن الروائي وكتبت فيه روايتي الظل الأبيض بدون أي تخطيط مسبق، إذ وجدت نفسي فجأة وقد فكرت بكتابة رواية وخاطبت نفسي بأنني سأكتبها». وأضاف في امسية نقدية حول روايته الأولى «الظل الأبيض» اقيمت مساء امس الأول في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي «كنت واعياً للخطوط العامة للرواية بحدها المقبول وليس لحدها الأقصى، وأنني لم ألتزم بتعميق الشخصية، كوني لم أعط الشخصيات حقها الكامل، إذ أنني جئت للرواية من الشعر الذي يعتمد الإيجاز بالقول إلى فن الإسهاب في السرد». الامسية التي اقيمت بمقر اتحاد الكتاب في المسرح الوطني بأبوظبي شارك فيها الباحث المصري الدكتور أيمن بكر بورقة نقدية بعنوان «الوعي وأزمة الإنسان المعاصر.. قراءة في رواية الظل الأبيض للروائي الإماراتي عادل خزام» وأسهم فيها خزام بمداخلة عن تجربته في كتابة أول رواية له وقدم الأمسية الإعلامي والأديب المصري وليد علاء الدين. واستهل أيمن بكر الأمسية وتحدث عن مبنى قراءته للرواية التي لخصها بجزئين وهما الجانب النظري والآخر التطبيقي وتحدث في الجانب النظري عن مفهوم النقد وفعل القراءة وأقر بأنه يبتعد عن المعيارية في النقد أي «الجيد والرديء» وأكد بكر أن هذا التحليل يسعى لرصد علاقة يفترضها بين الشكل السردي والشخصيات السردية من ناحية والوعي المبطِّن للنص السردي في رواية عادل خزام «الظل الأبيض.. تجربة في الاستنارة»من ناحية أخرى. وهو وعي يتعرض لأزمة الإنسان المعاصر الذي يعيش في المدن الأكثر تطورا من العالم ورغم ذلك، وربما بسبب ذلك، يشعر بالاغتراب عن ذاته». وأضاف «المدن الأكثر تطورا كمدينة دبي تبدو كواجهة زجاجية لاتسمح للناظر أن يرى ما وراء تلك الواجهة، إنها واجهة مُشوِّشة لكل ما هو عميق، بحيث تحاصر البصر والبصيرة كليهما في مساحة السطح، تنعكس حالة الواجهة الزجاجية البراقة تلك على وعي الإنسان ونفسيته معا». وقال«ما أراه مهماً للغاية في هذه الرواية هو تقديمها لعالمها على مستوى البنية ورسم الشخصيات بصورة تتوازى مع تلك الواجهة الزجاجية البراقة السطحية، وسأحاول توضيح الفكرة السابقة عبر تحليل الشخصيات السردية في رواية الظل الأبيض». ويقول «بالنسبة لي تبدو شخصية إبراهيم قريبة من بطل باولو كويلهو في رواية الخيميائي». ويضيف»الشخصية الثانية في أهميتها هي نور التي تفتح باب تجربة الخلاص أمام إبراهيم. حين تساعده في التخلص من تعلقه بها هي شخصيا في أندونيسيا عبر تعلقها العنيف ببرهان زوجها الذي وافته المنية بصورة مفاجئة وهو في طريقه إلى أندونيسيا، ما يؤكد وظيفية شخصية نور أن علاقتها بإبراهيم تبدو غير مبررة على الإطلاق». ويقول «الكلام نفسه يمكن أن يقال عن شخصية برهان التي تبدو شاحبة في جزء كبير من تجربة الدخول إلى الذات لدى إبراهيم. يظنه إبراهيم في البداية خادما، ثم تتحول شخصية برهان من خادم إلى المعلم الأكبر في حياة إبراهيم ونور كليهما، الفكرة الرئيسة هنا هي أن شخصيات عادل خزام المركبة كانت أقنعة لوعيه حال الكتابة». ويختتم ورقته «لقد تحرر المؤلف من الشكل التقليدي للرواية، لأنه بالأساس كان يسعى لممارسة حالة انعكاس على وعيه الشعري». ومن جهته قال عادل خزام في مداخلته على نقد أيمن بكر «أنا اكتب الذي أحب أن أقوله بطرائق شتى، ولو تحدثنا عن شخصية نور فإنني لم أعمقها لأنها شخصية صامتة أرادت أن توصلني بالصمت إلى شيء أعمق، تغوص معي في رحلة من الصمت لمدة واحد وعشرين يوماً، وكان بيننا صمت حيث لا وجود للتواصل حتى بالعين» وأضاف «إن برهان زوج نور هو الذي حملته أن يقول كل شيء، إذ أصبح لسان نور، فقد كان لديه الخاصية الشعرية». وقال «أما ذهابي إلى الشعرية فلأنني لا أستطيع أن أكتب رواية بلا شعر». وأكد أنه ذهب إلى أماكن مختلفة ومحاولته خلق حكايات مثل حكاية الفجيرة ولدغة الماء ومعالجته من شخص في الجبال كان بسبب رغبته بتنويع السرد. وقال عادل خزام «إنني حاولت أن أذهب إلى أماكن وإلى قصص وأشياء أثناء الكتابة، ولكنني كنت أربطها بحركة الرواية وبسيرها الذي رسمته، وأن إبراهيم عندما تعلق بنور وأراد أن يدخل بديلاً لزوجها برهان وهو ميت نجده قد رفض منها». وقال «ولكن في نهاية الرواية تحول إبراهيم إلى شاعر ومعلم ينصح الناس وأن القصيدة لديه عالية القيمة وهي قصيدة النثر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©