ما أحوجنا - نحن العرب - لمحركات بحث جادة يمكنها أن تقدم للمتصفحين خدمات في مستوى تلك التي تقدمها محركات البحث الناطقة بالإنجليزية· حيث أصبحت محركات البحث الجامعة مثل (جوجل) و(ياهو) تصنف ضمن الثروات الوطنية والاستراتيجية في الولايات المتحدة، فهي الأكثر قدرة على تحقيق العوائد والأرباح من الأسواق المحلية والعالمية، فضلاً عن أن رصيدها من المحتوى المعرفي أصبح يضم مليارات الصفحات من المعلومات والصور والبيانات· وهي تعدّ أيضاً كنوزاً تضم الإرث الثقافي والمعرفي العالمي، ويمكنها أن تغني عن استخدام القواميس والمعاجم والمراجع للبحث في مختلف ضروب العلوم والمعارف·
ويدور الحديث الآن في الولايات المتحدة عن حرب تنافسية حقيقية في مجال افتتاح محركات البحث الجديدة التي ستدعّم من دون شك الرصيد المعرفي لمحركي (جوجل) و(ياهو)· وكانت (جوجل) قد أطلقت في شهر أغسطس الماضي متصفحاً جديداً يدعى (كروم) لتتبعها مايكروسوفت بإطلاق المحرك (إن برايفت)·
وصحيح أن الإنترنت تتضمن محركات بحث عربية إلا أنها فقيرة بالمعلومات والبيانات والصور، وتفتقر للتقنيات اللازمة للبحث في رؤوس الموضوعات، وتعوزها الطرق المنهجية في التصنيف الرقمي للمواضيع وروافدها·
وأثبتت الظروف حتى الآن أن إنشاء محرك بحث عربي شامل هو مشروع ضخم لا يمكن إنجازه إلا من خلال قرار سياسي على أعلى مستوى، وبإشراف لجان خاصة ذات خبرة عريضة تتبناها جهات تملك إمكانات مادية كبيرة·
وتأتي أهمية هذا المشروع من الحاجة الماسة لمحركات البحث بعد أن أصبحت أدوات لا يمكن الاستغناء عنها لأداء العمل اليومي في كافة قطاعات النشاط البشري من دون استثناء·
المحرر
adnanod@maktoob.com
عدد اليوم
