يبدو أن نظام النقل في مدينة نيويورك أصبح في طريقه إلى إضافة موقع جديد للإعلانات عبر استغلال الجدران الداخلية لأنفاق المترو·
وسوف يصبح بإمكان الركاب والمسافرين مشاهدة الإعلانات من خارج النوافذ بداية من فصل الربيع المقبل أثناء مرور القطارات بين المحطات، وسوف يطالع المسافرون هذه الرسائل الإعلانية وهي أشبه بإعلان تليفزيوني سريع القفزات لا يستغرق عرضه أكثر من 15 ثانية·
وتعتبر إعلانات الأنفاق في خطوط المترو جزءاً من خطة طموحة لهيئة متروبوليتان للنقل تهدف الى تحويل معظم عقاراتها الى ساحة إعلانية وبالإضافة الى إعلانات الأنفاق فإن الهيئة سوف تعمد الى بيع المساحات الموجودة في البوابات الدوارة وعلى الشاشات الرقمية في داخل المحطات وفي اللوحات المتوفرة في داخل وخارج عربات المترو·
علماً أن الشركات المعلنة تحرص دائماً على الاستفادة من كل ما من شأنه أن يجذب انتباه الزبائن، وترغب الهيئة في أن تؤدي إيرادات الإعلانات الى مساعدتها على تغطية عجزها في الميزانية الذي من المقدر أن يصل الى 900 مليون دولار في العام المقبل·
وعلى الرغم من أن الهيئة قد عمدت من زمن طويل الى بيع اللوحات في جميع القطارات وتلك المتوافرة على جدران المحطات الى الشركات المعلنة إلا أنها بدأت في تحويل أجزاء أخرى من نظام النقل الى ساحة إعلانية فقط قبل حوالى عقد من الزمان·
ولقد شرعت شركة ''سي بي إس آوت دور'' المعنية بالتصرف في الساحات الإعلانية في المحطات في بيع محطات بأكملها الى الشركات المعلنة قبل عشر سنوات من الآن بحيث سمحت لهم بتركيب الملصقات ورسم الجرافيك على الأرضيات· كما قامت الشركة مؤخراً بتوفير السلالم الثابتة والمتحركة وكامل الساحة الداخلية في القطارات أمام هذه الشركات المعلنة لممارسة آخر ما توصلت إليه صناعة الإعلان من تقنيات وإبداعات، ويبدو أن الإعلانات في هذا العام أصبحت أكثر إبداعاً وتميزاً·
إذ يقول جودي سينيز نائب المدير التنفيذي للتسويق في شركة سي بي إس آوت دور: ''لقد أصبح المعلنون وبخاصة في المناخ السائد الآن يتطلعون الى فعل شيء أكثر اختلافاً وجدير بالملاحظة والاهتمام''·
وشرعت الشركة مؤخراً في اختبار وتجربة الإعلان في شاشة كبيرة بحجم شاشة عرض الأفلام في دور السينما في محطة تايمز سكوير بنيويورك، ونسبة لأن مترو أنفاق نيويورك يعمل طوال فترة الأربع والعشرين ساعة في كل يوم فمن الصعوبة بمكان وضع الإعلانات على الجانب البعيد من المسار الحديدي، لذا فإن شركة سي بي إس تدرك إمكانية إسقاط الصور على طول وجانبي المسار·
وبداية من عام 2009 سوف تبدأ شركة سي بي إس في بيع لوحات الإعلانات الداخلية في بعض قطارات المترو للمعلنين، أما المسار المعروف باسم ''هيستوري شانل'' والذي تمتلك حقوقه الإعلانية شبكة ايه آند ئي التليفزيونية فقد عمدت أيضاً الى تغطية الجدران الداخلية لبعض القطارات بالإعلانات، كما تعكف الهيئة على دراسة أمر السماح بمشاركة المزيد من الشركات المعلنة·
ومن المخطط أن يبدأ العمل في وضع الإعلانات الجديدة في هذا المسار في ربيع عام 2009 على أن تشرف شركة ''سايد تراك تكنولوجيز'' التي تتخذ من ويني بيج في ولاية مانيتوبا مقراً لها على تصميم وتركيب الإعلانات·
ولقد بدأت بالفعل في رسم الخطوط على جدران الأنفاق بواسطة شرائط مشعة بأضواء الدايود على ارتفاع مواز لارتفاع نافذة القطار، إذ يقول روب والكر رئيس شركة سايد تراك: ''إن لدينا إمكانية لإسقاط صور متعددة على جانب جدار النفق أثناء مرور القطار من محطة الى أخرى، ولقد قامت الشركة بتجربة عرض حوالى 360 صورة خلال فترة وجيزة لا تتعدى 15 ثانية مع توقيت عرض هذه الصور مع سرعة القطار المعنية''·
ولقد وصف والكر هذه الصور بأنها أشبه بالصور المتحركة في كتب الأطفال، وأضاف: ''ولكن بإمكاننا أيضاً التلاعب في هذه الصور المتحركة عبر تغيير الإعلانات بحيث يتمكن المسافر من مشاهدة إعلانات مختلفة في كل قطار مختلف، وبدت النوافذ تشع بالإضاءة تماماً كما لو كانت هنالك شاشة للتليفزيون تضيء خارج النافذة، وحتى الآن تمكنت شركة المترو في لوس أنجلوس ولندن في هذا العام وجرى استخدامها من قبل كبريات الشركات العالمية مثل تارجت ومايكروسوفت وشركة وارنر بروزرز·
وسوف يكلف الإعلان لمدة شهر كامل في النفق مبلغاً بحوالى 95 ألف دولار، كما يقول والكر في شركة سايد تراك، ولكنه أشار الى أن الشركات بإمكانها حجز النظام لمشاريع ذات فترات أقصر من ذلك·
عن انترناشيونال هيرالد تريبيون
عدد اليوم
