الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لاعبو «الأولمبي» يرفضون الإفطار في «لندن 2012» دون فتوى شرعية

لاعبو «الأولمبي» يرفضون الإفطار في «لندن 2012» دون فتوى شرعية
7 مايو 2012
رفض لاعبو المنتخب الأولمبي التفكير في فرضية، إفطارهم خلال شهر رمضان الكريم، والذي يتزامن مع بداية دورة الألعاب الأولمبية “لندن 2012”، دون وجود فتوى شرعية رسمية، تبيح هذا الأمر، على أقل تقدير، دون أن يعني ذلك إمكانية تطبيقها على الجانب الأكبر من عناصر المنتخب الذي سوف يخوض مباريات قوية في مشواره بالدورة الأولمبية، حتى يتمكن من الأداء بقوة خلال المباريات التي يتوقع أن يخوضوها في غمار نهائيات الحدث العالمي، بداية من يوم 23 يوليو المقبل، مما يعني أنه يتزامن مع ثالث أيام رمضان الكريم، وهو ما غاب عن الكثيرين. وكان المنتخب الأولمبي قد تأهل إلى دورة لندن، وحقق الإنجاز الذي طال انتظاره للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم الإماراتية، إلا أن المرحلة المقبلة سوف تشهد بدء وضع برنامج الإعداد من الجهاز الفني للمنتخب حتى يستعد اللاعبون لخوض غمار البطولة، وأوقعت قرعة منافسات الكرة، منتخبنا في المجموعة الأولى التي ضمت أيضاً بريطانيا صاحبة الأرض والجمهور، والسنغال وأوروجواي. مواعيد صعبة وتشهد تصفيات كرة القدم بأولمبياد لندن صعوبات كبيرة بالنسبة للمنتخبات المسلمة الثلاثة الإمارات ومصر والمغرب والتي تأهلت بالفعل رسمياً للبطولة، وتكمن الصعوبة في المواعيد المقترحة التي تتراوح بين الساعة الرابعة عصراً والساعة السابعة إلا الربع مساءً بتوقيت لندن، وهو موعد يتعارض تماماً مع مواعيد الإفطار والسحور، حيث يفطر سكان لندن في الساعة التاسعة والنصف مساءً، وهو موعد غروب الشمس في “عاصمة الضباب”، التي تشتهر بزيادة عدد ساعات النهار الطويل، بينما يكون موعد أذان الفجر في الساعة الثالثة والربع صباحاً. وعلى جانب آخر اقترح البعض في مصر والمغرب أن يتم استغلال معسكر الإعداد وتحديداً في الأسبوعين الأخيرين، قبل انطلاقة الدورة في النصف الأخير من شهر شعبان، بصيام التطوع، للاعبي المنتخبات المسلمة خاصة في كرة القدم، فضلاً عن بقية اللاعبين المسلمين المشاركين بالدورة الأولمبية، والبالغ عددهم أكثر من 3 آلاف لاعب يمثلون دولاً عربية وإسلامية، وغيرها من دول العالم، حتى تعتاد أجسادهم على اللعب خلال رمضان وتتحمل مشقة الأداء البدني العالي. تجارب مشابهة وشدد عدد من اللاعبين على أنهم سبق وأن خاضوا فترات معسكرات، ولعب مباريات ودية في رمضان قبل انطلاقة كأس العالم بالقاهرة في 2009، ولفتوا إلى أنهم قادرون على الالتزام خلال معسكر الإعداد للأولمبياد، بهدف تحقيق الحلم الأكبر، والتأهل للدور الثاني، والسعي نحو المنافسة على إحدى الميداليات. وأكد اللاعبون أيضاً أنه حتى في حالة وجود فتوى، فإن إمكانية الأخذ بها يعتبر أمرا مستبعدا لدى الكثيرين منهم، وقال سعد سرور مدافع المنتخب الأولمبي والنادي الأهلي “نحن معتادون على الأداء بقوة خلال التدريبات أثناء الصيام، سبق وخضنا معسكرات إعداد في ظروف مشابهة، وجميع اللاعبين لديهم إصرار على التمسك بمناسك الشهر الكريم، وكل ما يتعلق بها من صيام وإفطار وسحور، بخلاف الفروض الدينية الأخرى من قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح، ولفت سرور إلى أن هذه المناسك والروحانيات العالية كافية لتعويض الجوع والعطش خلال المباريات. وعن وجود فتوى شرعية في هذا الجانب قال “هذا الأمر سيكون خاصا بكل لاعب على حدة، ولكني بالنسبة لي لا أتقبل فكرة أن أفطر عن قصد في نهار رمضان”. الإجبار غير وارد ومن جانبه أكد مترف الشامسي مدير المنتخب الأولمبي أن التفكير في خوض غمار البطولة في بداية شهر رمضان يأخذ حيزا كبيرا من تفكير الجهاز الفني بقيادة مهدي علي، خاصة أنه يعكف على التحضير لبرنامج الإعداد والذي يتوقع ألا يترك شيئاً للمصادفة. واعترف الشامسي بصعوبة المعادلة التي تتطلب ضرورة التمسك بالأداء القتالي والرجولي، طوال مشوار الدور التمهيدي للبطولة، سعياً وراء التأهل للدور الثاني، ومن ثم محاولة المنافسة على التأهل للمباريات النهائية، بالإضافة إلى التمسك بالصيام، خاصة أن اليوم الواحد لا يعوض من شهر الروحانيات. وعن موقف الجهازين الفني والإداري من هذا الأمر، وما اذا كانت هناك إمكانية لإجبار اللاعبين على الإفطار، خاصة أنهم في مهمة وطنية، وفي محفل تنافسي رسمي بحجم الأولمبياد، فضلاً عن وجود فتوى رسمية سبق وأن تم إصدارها من الأزهر الشريف في مصر تقضي بجواز إفطار اللاعبين حال تأثر أدائهم في مهمة وطنية للمنتخبات بالصيام، قال الشامسي “لا يمكننا أن نجبر أي لاعب على الإفطار في نهار رمضان، حتى لو كانت هناك فتوى، فكل لاعب حر في الأخذ بها أو تركها، ولكن الجهازين الفني والإداري لن يطلبا ذلك، ولا يمكن لأحد أن يتحمل ذنب إنسان آخر، خاصة فيما يتعلق بأمور الدين وفي شهر فضيل بحجم وقيمة رمضان الكريم”. وكشف مترف أن لاعبي “المنتخب الأولمبي” يمتازون بالالتزام الخلقي والديني، والحرص على أداء الصلاة في كل وقت، خاصة خلال المعسكرات الخارجية تحديداً، فضلاً عن مرورهم فيما سبق بموقف مشابهة خلال معسكر الإعداد لكأس العالم للشباب في 2009 بالقاهرة عندما رفض اللاعبون أيضاً الإفطار في المعسكر الإعدادي للبطولة ووقتها كانت هناك فتوى بذلك. وقال “لا أتوقع أن يوافق اللاعبون على الإفطار، رغم ضروريته، ونعلم أن المهمة صعبة وسوف تزيد صعوبة بصيام اللاعبين في هذا المحفل المطلوب خلاله أن يواصل هذا الجيل السعي لتحقيق أفضل النتائج، كما عود الشعب الإماراتي، وأدخل عليه الفرحة في كثير من مشاركاته خلال مشواره الذي ينتهي لمعظم عناصره بنهاية أولمبياد لندن 2012، وأبناؤنا رجال وقت الشدائد، ورمضان الكريم شهر عبادة وروحانيات، ونثق أنه سيكون فاتحة خير على اللاعبين، وعلينا جميعاً وسوف نحقق إنجازاً جديداً يحسب لأبناء الإمارات”. وعن تحرك الجهاز الإداري أو الفني للمنتخب الأولمبي، للسعي من أجل الحصول على فتوى شرعية تتعلق بهذا الأمر، قال “لن نشغل بالنا بذلك، فهناك جهات يمكنها مخاطبة دار الفتوى والتواصل معها في هذا الصدد، ولكننا سوف نركز على أفضل إعداد ممكن للفريق”. وعن ملامح برنامج الإعداد للبطولة في ظل إقامة المباريات في نهار رمضان، وهو ما يعني ضرورة أداء التدريبات والمباريات الودية قبل البطولة مباشرة أثناء الصيام أيضاً لتعويد اللاعبين على الأجواء نفسها التي تصاحب المباريات الرسمية، قال “هذا المقترح بالتأكيد سوف يأخذه الجهاز الفني بعين الاعتبار”. وأضاف “أعتقد أن تمسك اللاعبين بالصيام خلال البطولة سوف يستدعي أداء مرحلة كبيرة من المعسكر التحضيري أيضاً أثناء الصيام، ولكنه صيام تطوع، وهذا مقترح قد يتم الأخذ به مستقبلاً وفق رؤية الجهاز الفني بقيادة مهدي علي الذي عودنا على أنه لا يترك شيئاً للمصادفة، فيما يتعلق بتجهيز اللاعبين، لأي مباراة أو بطولة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©