محمد حامد (دبي) - فرض نجوم التدريب أنفسهم على الصحف العالمية وفي بورصة الانتقالات الكروية للموسم المقبل في مشهد لم يسبق له مثيل، فقد أصبح البرتغالي جوزيه مورينيو، والإيطالي كارلو أنشيللوتي، والتشيلي مانويل بيليجريني وغيرهم من الأسماء يهددون نجومية اللاعبين، وتؤكد تقارير الصحف الأوروبية أن “العقول المهاجرة” سوف تخطف الأضواء من “الأقدام” في إشارة إلى سعي الأندية الكبيرة إلى الاستعانة بأفضل المدربين قبل التفكير في التعاقد مع أمهر وأشهر اللاعبين.
تشابك الخيوط
للوهلة الأولى تبدو الخيوط مشابكة، حيث يقترب جوزيه مورينيو من الرحيل عن الريال بعد 3 مواسم صاخبة، شهدت الكثير من الضجيج والقليل من الإنجازات الكروية، حيث لا يشعر أنصار الملكي بالرضا عن تصرفات وتصريحات مورينيو، وجاء ضياع حلم التتويج باللقب القاري العاشر ليضع حداً لمغامرة “مو” في البرنابيو، وعلى الأرجح سوف يعود المدرب المثير للجدل إلى قواعده اللندنية، في تجربته الثانية مع فريق تشيلسي، والذي حقق معه انطلاقته التدريبية بين عامي 2004 و 2007، وتحمل إشارات وتصريحات “سبيشل ون” في الفترة الأخيرة، ما يوحي بأنه أصبح لا يطيق أجواء “برنابيو”، ويتطلع إلى أجواء الدفء الجماهيري في “ستامفورد بريدج”.
وفي المقابل تشهد الغرف المغلقة في الريال مناقشات ومداولات مكثفة لإنهاء العلاقة مع مورينيو والتعاقد مع مدرب جديد يقود الفريق في المرحلة المقبلة، ووفقاً لما أكدته الصحف الفرنسية والإسبانية تبدو حظوظ الإيطالي كارلو أنشيللوتي المدير الفني الحالي لباريس سان جيرمان كبيرة للجلوس على مقعد الإدارة الفنية للنادي الملكي، والجديد كشفت عنه صحيفة “آس” حينما أشارت إلى أن فلورنتينو بيريز رئيس الريال يفكر في الاستعانة بأسطورة الريال زين الدين زيدان للعمل جنباً إلى جنب مع “كارليو”. وأضاف التقرير: “يتطلع بيريز إلى منح زيزو دوراً كبيراً في القيادة الفنية للريال، فقد فشلت تجربة الدفع بالنجم الفرنسي المعتزل في جهاز فني واحد مع مورينيو الذي أصر على تقليص صلاحياته، ثم الإطاحة به لينفرد بمقاليد العمل في النادي، ولكن الفرصة مواتية في الوقت الراهن لمنح زيدان فرصة العمل مع أنشيللوتي، ويشعر الجميع في قلعة الملكي بأن علاقته بالنجوم القدامى، خاصة كاسياس، فضلاً عن الدور الملهم الذي لعبه في تتويج الفريق بلقب دوري الأبطال للمرة التاسعة والأخيرة، بالإضافة إلى حب الجماهير له، قد تكون عوامل مساعدة في إعادة الاستقرار للنادي، ومن ثم تحقيق الحلم الغائب بمعانقة اللقب القاري العاشر”.
ومن المعروف أن زيدان خضع لدورات تدريبية مكثفة في التدريب بعد أن تأكد من صعوبة العمل مع مورينيو في الفريق الأول، وهو ما يعني أنه أصبح مؤهلاً من للقيام ببعض الأدوار التدريبية مع الخبير الإيطالي أنشيللوتي، ولن يكون زيزو مجرد واجهة إعلامية وجماهيرية في الجهاز الفني للفريق الملكي.
فينجر وبيليجريني
وبالنظر إلى اقتراب “كارليتو” من مغادرة حديقة الأمراء، فإنه إدارة الـ”بي إس جي” يتعين عليها البحث عن المدرب الذي يمكنه تحقيق طموحات الفريق الباريسي، والذي يتمتع بدعم مالي كبير، وتلوح في الأفق محاولات للحصول على توقيع البروفيسور أرسين فينجر، بالإضافة إلى فتح قنوات التفاوض مع لاعبين فرنسيين مثل كريم بنزيمة وغيره، من أجل إضافة الطابع الفرنسي للنادي، ومن ثم يصبح فينجر اختياراً مثالياً، كما أنه يملك خبرة قارية كبيرة اكتسبها من مسيرته التدريبية مع أرسنال منذ عام 1996، ولكنه نفى مؤخراً رغبته في الرحيل عن قلعة “المدفعجية” على الرغم من إغراءات النادي الباريسي. وجاء اعتذار فينجر ليعيد الإدارة الباريسية إلى نقطة الصفر، وسط إشارات من الصحف الفرنسية بأن بيليجريني المدير الفني لفريق ملقه، والذي نجح في فرض اسم الفريق الأندلسي على الساحتين الإسبانية والقارية أصبح هدفاً لإدارة باريس سان جيرمان، كما أنه وفقاً لتقارير بريطانية مطلوب لقيادة مان سيتي، إلا أن الأمر لم يتعد مرحلة التكهنات، وتبدو حظوظ مانشيني كبيرة في البقاء على رأس الإدارة الفنية لمان سيتي، خاصة إذا نجح في الظفر بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي.
هاينكس الضحية
بالانتقال إلى أرض الأحلام الجديدة في عالم الساحرة المستديرة، ما زال الألمان يشعرون بالحيرة ويتعاطفون مع الثعلب العجوز يوب هاينكس الذي يقترب من تحقيق مجد غير مسبوق في تاريخ العملاق البافاري بايرن ميونيخ، ولكنه على الرغم من ذلك يعلم منذ عدة أشهر انه سيرحل عن النادي، بعد تعاقد الإدارة البافارية مع الإسباني بيب جوارديولا، والذي يواجه تحدياً كبيراً، ليحقق الإضافة المأمولة للبايرن، الذي قدم أفضل العروض وحقق أفضل النتائج مع هاينكس.
وعلى الرغم من نجاحاته اللافتة مع البايرن، خاصة خلال الموسم الجاري، إلا أن هاينكس ما زال يترقب العرض التدريبي المناسب، وسط توقعات بأن يبقى في ألمانيا، وسط اهتمام من عدة أندية، وتبدو فرص الثعلب العجوز صعبة في الجلوس على مقعد الإدارة الفنية لأحد الأندية الأوروبية العملاقة، في ظل ما يتردد عن أن نجاحات البايرن ليست منسوبة لهاينكس حصراً، بل تعود في جزء منها لعمل عناصر إدارة النادي، الذين يتمتعون بخبرات كروية كبيرة.
وفي إيطاليا يتصدر إنتر ميلان قائمة الأندية الباحثة عن مدرب جديد، حيث يواجه ماسيمو موراتي رئيس النادي ضغوطاً جماهيرية وإعلامية هائلة من أجل الاعتراف بفشل تجربة المدرب الشاب ستراماتشوني، والذي لم يحقق نجاحات تذكر في أحد أسوأ مواسم الفريق الإنتراوي، ويبحث موراتي مجموعة من السير الذاتية لعدد من المدربين وفقاً لتقارير إيطالية، أبرزهم والتر زنجا مدرب النصر الحالي، وميهايلوفيتش المدير الفني للمنتخب الصربي، والفرنسي لوران بلان لاعب الإنتر المعتزل، والمدير الفني السابق للمنتخب الفرنسي.
عدد اليوم
