الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غارات تستهدف حلب للمرة الأولى منذ بدء الهدنة

غارات تستهدف حلب للمرة الأولى منذ بدء الهدنة
19 سبتمبر 2016 21:06
عواصم (وكالات) شنت مقاتلات حربية غارات جوية أمس مستهدفة أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق مدينة حلب، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الهدنة في سوريا قبل أسبوع، مسفرة عن سقوط جرحى على الأقل، بينما لم يتمكن المرصد الحقوقي من تحديد هوية الطائرات ما إذا كانت روسية أو سورية. وتحدثت مصادر روسية عن قصف مجموعات مسلحة حي سيف الدولة في حلب مستخدمة الرشاشات الثقيلة تزامناً مع سقوط قذائف هاون على مناطق الزبلطاني وساحة العباسيين شرق دمشق ، في حين أعلنت الخارجية الروسية أن الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد الجيش النظامي السوري تهدد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك على خلفية 4 ضربات «خاطئة» نفذتها طائرات أميركية طراز اف-16 وايه-10 عصر السبت طالت قاعدة عسكرية في دير الزور موقعة 90 قتيلاً من قوات الأسد. وفي بيان شديد اللهجة، قالت الخارجية الروسية إن حادثة دير الزور «تندرج بين الإهمال الجنائي والتآمر المباشر مع إرهابيي (داعش)»، وعزت وقوعها إلى «الموقف الأميركي المتعنت» الرافض للتعاون مع موسكو لمجابهة التنظيمات الإرهابية بما فيها «النصرة»، معلنة أن القصف يهدد بتقويض وقف النار، مطالبة واشنطن بتحقيق شامل في الواقعة وتوضيح ملابساتها. بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن التوتر يتصاعد في حلب، حيث تستخدم الفصائل الهدنة لإعادة تجميع قواها استعداداً لهجمات واسعة في المدينة، قائلة إن الجانب الأميركي «فشل في التأثير على مسلحي المعارضة المعتدلة ولم يقدم بيانات دقيقة حول أي منها أو عن مدى التزامها وقف النار» مقابل «التزام حقيقي» من قبل النظام. وظلت مدينة حلب الأكثر هدوءاً منذ بدء الهدنة، بينما تجدد القصف والمعارك بشكل محدود في جبهات أخرى . واستعر الخلاف بين راعيي الهدنة بعد الغارة الجوية التي نفذتها مقاتلات أميركية وطالت الموقع العسكري السوري وأتاحت للتنظيم الإرهابي التقدم لبعض الوقت، وأسقاط مقاتلة تابعة للنظام من طراز سوخوي- 23. وعلى الإثر طلبت روسيا اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الدولي ليل السبت الأحد لطلب توضيحات من الولايات المتحدة بعد الغارة، فيما أعربت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور عن أسفها حيال الغارة، لكنها رفضت دعوة روسيا لعقد اجتماع طارئ للمجلس، معتبرة أنه «حيلة» تصب في مصلحة نظام الأسد. وأضافت باور للصحفيين :«نحن نحقق في الحادث.. في حال حددنا أننا فعلاً قصفنا الجيش السوري، فتلك لم تكن نيتنا. ونحن نأسف بالطبع للخسائر بالأرواح». وتحولت جلسة مجلس الأمن الطارئة إلى مشادات واتهامات متبادلة بين مندوب روسيا فيتالي تشوركين ونظيرته الأميركية التي تركت مقعدها فجأة بعد أن انتقد الأول ضربة دير الزور واعتبرها «نذير شؤم» للاتفاق الأميركي- الروسي لوقف القتال في سوريا. ووصفت الخارجية الروسية في بيان شديد اللهجة موقف الولايات المتحدة من الواقعة بأنه «غير بناء وغير واضح». وأضافت «تندرج تحركات طياري التحالف إذا لم تكن تنفيذاً لأمر صادر مباشرة عن واشنطن وهو ما لا نتمناه، بين الإهمال الجنائي والتآمر مع إرهابيي (داعش)». وأضافت «نحث واشنطن بشدة على ممارسة الضغط اللازم على الجماعات المسلحة غير المشروعة التي ترعاها لتنفيذ خطة وقف النار دون شروط. وإلا فإن تنفيذ المجموعة الكاملة من الاتفاقات الأميركية الروسية التي تم التوصل إليها في جنيف في 9 سبتمبر سيكون عرضة للخطر». من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «نخلص إلى استنتاج مروع حقاً للعالم بأسره: أن البيت الأبيض يدافع عن (داعش).. الآن لا يمكن أن يكون ذلك محل شك». وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن الوزارة تجمع معلومات عن ضربة دير الزور وأوقفت الغارات بعد أن تم إبلاغ قوات التحالف أنها استهدفت جيش النظام، مضيفاً «مازلنا نحاول تحديد كل الحقائق فإذا كنا هاجمنا بطريق الخطأ موقعاً للنظام ، فإننا نأسف على فعل ذلك ولاسيما وقوع خسائر في الأرواح». كما ذكر أن المسؤولين الروس لم يبدوا قلقاً أمس الأول لدى إبلاغهم أن طائرات التحالف ستعمل في المنطقة التي وقعت فيها الضربة وذلك بعد مراقبة لعدة أيام. وفيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس، أن المسؤول الرئيسي عن انتهاك الهدنة في سوريا هو «أولاً ودائماً» نظام الأسد، أعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الأسد أن الغارات الأميركية كانت «مقصودة»، مضيفة «كل المشاهد العينية والوقائع على الأرض لا تظهر أن هناك خطأ أو مصادفة، إنما كل شيء كان محسوباً و(داعش) كان على علم به، وحين دخل التنظيم الإرهابي، توقفت الغارات». بالتوازي، نقلت وكالات أنباء إيرانية عن متحدث باسم الخارجية قوله «العمل الأميركي تزامن مع هجوم نفذه (داعش) في انتهاك لاستقلال وسيادة سوريا ومثل هذه التحركات تشير إلى أن واشنطن تدعم الجماعات الإرهابية في سوريا». وتزامن القصف الجوي على أحياء حلب الشرقية، مع إعلان المرصد الحقوقي احتدام الاشتباكات العنيفة أمس بين النظام وحلفائه ومقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر التي تسيطر عليها المعارضة شرق دمشق. وذكر فصيل ضمن الجيش الحر أن مقاتليه دمروا دبابة تابعة للنظام وقتلوا جنوداً بعد أن حاولوا اقتحام جوبر للمرة الثانية. وأكد المرصد مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة كثيرين بجروح خطيرة عندما ألقت طائرة هليكوبتر براميل متفجرة على بلدة تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©