الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهند تحتاج نصف مليون فني معلومات بحلول 2010

10 يناير 2006

على الرغم من السمعة التي اكتسبتها كمعين لا ينضب من المهارات والحرفية بحيث أصبحت مستعدة لاختطاف الوظائف الأميركية والأوروبية إلا أن الهند أصبحت تعاني من صعوبات متزايدة في الحصول على العمالة المؤهلة للمضي قدماً في ازدهار قطاعها الخدمي، وبات هذا النقص واضحا بشكل خاص في صناعة التكنولوجيا التي تشهد ارتفاعاً في الأجور بمعدل 15 في المائة في كل عام في الوقت الذي استمرت فيه مراكز خدمة العملاء الهاتفية وشركات برامج المعلومات تنفق المزيد من الأموال على قطاع الشباب·
وكما ورد في صحيفة 'الوول ستريت' جورنال مؤخراً فقد أشار مكتب ماكينزي آند كومباني للاستشارات إلى أن صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية يمكن أن تواجه عجزاً بمقدار 500,000 مستخدم بحلول العام 2010 مما سيلحق أضراراً جسيمة بجاذبية الدولة كوجهة استثمارية، وحتى إذا ما تمكنت الشركات من الحصول على العمالة الماهرة التي تحتاجها في المستقبل القريب فإن الفاتورة الباهظة لهذه العمالة من شأنها أن تشكل المعوقات أمام مستقبل التنافسية الهندية على المدى الطويل وكذلك أمام الشركات الأجنبية التي استمرت تضخ الأموال في سوق ناشئ في المهارات أصبح فيما يبدو يوفر الفرصة لدول أخرى مثل روسيا لكي تتنافس مع الهند في انتاج السلع النهائية لصالح الشركات الأجنبية مثل تصاميم برامج المعلومات، كما يسمح أيضا للدول الطامحة مثل الفلبين ــ التي يتحدث معظم مواطنيها الانجليزية بطلاقة ــ للمنافسة بشكل أفضل على الأعمال التجارية في مراكز خدمة العملاء الهاتفية، ويقول أناند ساراف المدير الإداري لشركة 'اقرأ تكنولوجيز' لبرامج المعلومات في بانجلور 'هنالك أعداد هائلة من خريجي الجامعات الذين لم يعد من الممكن توظيفهم'·
وأشار أيضا إلى أن شركته خسرت مؤخراً بعض عقود العمل لصالح دول أخرى مثل الفلبين وبولندا بسبب ارتفاع أجور العمالة المحلية، قبل أن يضيف قائلاً: 'إن الهند أصبحت مكاناً باهظ التكلفة لأداء الأعمال التجارية'·
ويقف خلف هذه الأزمة الهندية المستعصية نظام التعليم العالي العتيق في الدولة الذي ظل ينتج حوالي ثلاثة ملايين خريج في كل عام، إلا أنه استمر يخرج كميات هائلة من الطلاب الذين يفتقدون إلى الكفاءة اللازمة لتوظيفهم، إلا أن لم يكن يشكل صعوبة كبرى مع توفر إعداد هائلة من المرشحين المهرة لملء الموجة الأولى من الوظائف الخاصة بتحديث الاقتصاد، ولكن ومع الاستمرار في توظيف خيرة الخريجين في كل عام وجدت الشركات نفسها تواجه المشاكل في الحصول على العمالة الماهرة ــ من أقل درجات العاملين في الهواتف وحتى أعلى المناصب التنفيذية ــ بينما استمرت الإيرادات والعمليات تشهد المزيد من التوسع لمواكبة الازدهار الهائل في الاقتصاد الهندي على أن من المؤكد أن الهند ليست الدولة الوحيدة التي أصبحت تعاني من النقص في المهارات، فالولايات المتحدة أيضاً انزلقت إلى هذه الهوة بسبب التقاعد المبكر في أوساط العاملين مع النقص في ــ البدائل المانسبة ــ وهنالك جفاف متوقع في المهارات في الصين بسبب أن العديد من الخريجين يعيشون في مناطق بعيدة من المدن التي تم استحداث الوظائف فيها كما يشير مكتب ماكينزي آند كومباني·
ولكن الطلب العالي على العمالة المدربة أدى إلى انفجار في مستوى الأجور بالنسبة لمعظم ذوي الخبرة من العاملين الهنود، كما أن عمليات الأفراد بالانتقال وصلت إلى مستويات عالية في ظل اندفاع العمالة نحو الأجور الأفضل، ويذكر أن أجور العاملين في مجال التكنولوجيا، ومديري المصارف وقباطنة الطائرات والمهندسين وجميع القطاعات التي تشهد النمو المضطرد قد قفزت بواقع يتراوح ما بين 25 و30 المائة في عام ،2005 واستمرت المنافسة على المهارات تتخذ طابع الشراسة إذ ان شركة لارسن أند توربو المحدودة الأكبر في شبه القارة في مجال الانشاءات والتشييد قد ظلت تخسر مؤخراً 800 من أكثر مهندسيها خبرة في كل عام لصالح شركات برامج المعلومات وشركات الهندسة المتعددة للجنسيات على الرغم من أن الشركة عمدت الى مضاعفة الأجور والرواتب في خلال فترة العامين الماضيين·
وكنتيجة لذلك أطلقت الشركة حملة عالمية لاصطياد العقول وأفراد المستخدمين بالعودة بعرض أجور تصل بعضها الى 100,000 دولار في العام وهو مبلغ خيالي في الهند حيث لا يتعدى متوسط الدخل السنوي 620 دولاراً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©