الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عصر أبرهة الجديد

31 يوليو 2017 22:37
هناك من يريدون (تدويل الحرمين)؛ لذا نطلب منهم أن يعيدوا قراءة التاريخ ويتعظوا منه، فمنذ أيام أبرهة الأشرم حينما بنى (القليس) لينافس به، بيت الله العتيق ومروراً بالقرامطة والمغول والصليبيين والترك وغيرهم ماذا كانت نتائج تهورهم؟ إن تدويل الحرمين يعني عدم وجود سلطة مركزية تحميه من أهواء المذاهب الفاسدة مما يعني أن يؤمنا فيه في اليوم التالي أحد أتباع المذاهب الضالة ومن الحوادث التي وقفت أمامها طويلاً، وأنا لا أكاد أصدق أن إنساناً يمكن أن يفعلها فضلاً عن كونه يدعي الإسلام، ما فعله القرامطة ببيت الله الحرام سنة 317 من الهجرة في يوم التروية، وقف قائدهم أبو طاهر القرمطي على باب الكعبة ونادى في الحجيج لمن المُلك اليوم؟ فلم يجبه أحد، فقال: (أنا الله أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا)، ثم هجموا على الحجاج فقتلوا منهم أكثر من ثلاثين ألف نفس وهدموا قبة زمزم وخلعوا باب الكعبة وأزالوا كسوتها وذبحوا كل من تعلق من الحجاج بأستار الكعبة ودفنوا المسلمين القتلى في بئر زمزم ثم قلعوا الحجر الأسود من مكانه وأخذوه معهم ولما رفض المسلمون الحج إلى كعبة القرامطة باعوا الحجر الأسود للخليفة العباسي بـ (50.000) ألف دينار ذهبي، وعادت بعد (22) عاماً. ولنا في فتنة جهيمان وأعوانه من أصحاب الفكر المتطرف في تسييس الحرم مثال،? ‏بالإضافة إلى من حاولوا تفجير الحرم النبوي والصواريخ الحوثية الموجهة إلى الكعبة لإظهار السعودية بأنها غير قادرة على حماية الحرمين، كل ذلك المقصد منه استغلال الحرمين سياسياً، وقطر التي تطالب بتدويل الحرمين?، وتريد حقاً في السيادة عليهما يخرج منها سنوياً 1600 حاج، والمضحك في من يريد تدويل الحرمين من القطري أو الإيراني أن ?الأول لا يعرف كيف ينظم كأس العالم، والثاني لا يعرف كيف ينظم المرور في قم وطهران، ويطالبون بالسيادة على الحرمين. ولنتذكر من التاريخ الحرب التي كانت بين الدولة الزبيرية والأموية، وبالرغم من التنافر فإن الحرم كان مفتوحاً أمام الحجاج في وقت الحرب، لذلك نقول إن إقحام المسجد الحرام في السياسة يجعل للمتصيدين لأمننا ورقة ضغط، وهم بالمناسبة أكبر دول تشجع الإرهاب، فالأول سمى بلده بكعبة المظيوم، والثاني بنى له كعبة لا يحج إليها أحد، ويكفينا حديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، حينما أرجع مفاتيح الكعبة وسدنتها بعد فتح مكة إلى بني شيبة، فقال: (خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم). إن استعمال الحج كورقة ضغط سياسية أمر مرفوض وأصبح واضحاً من الظالم وإن ادعى المظلومية. (قطر تريد أن تدخل التاريخ من أوسخ أبوابه)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©