الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حياكة الصوف.. فن يجمع بين قسوة البداوة ودفء الأنامل المبدعة

حياكة الصوف.. فن يجمع بين قسوة البداوة ودفء الأنامل المبدعة
21 يوليو 2010 00:43
ارتبطت حياة المرأة الإماراتية والعربية مثلما البشرية جمعاء بالنسيج والصوف لما له من أهمية في حياة الناس، خصوصاً البدوي الذي كان ينسج لحافه وملبسه وما يحتاجه في حله وترحاله، بحسب ما قالت زائرات لمشغل الاتحاد النسائي العام في مهرجان ليوا للرطب. وقد كان للمرأة الإماراتية إبداعات في هذه المهنة والحرفة التي تتطلب الكثير من الدقة، فسكبت فيها روحها وشكلتها بحنانها وصبرها وسعة صدرها، فجاءت ألوانها زاهية باهية عكست عمق تراثها وحضارتها. ولا يزال الاتحاد النسائي العام حريصاً على بقاء هذه الحرفة بين الأجيال وتسويقها كنوع من الثقافة الأصيلة التي يقرأ من خلالها الذوق العام في الألوان والتشكيل وما كانت عليه الظروف في الماضي. وقالت أم عبد الله الحائزة صفة “مبدعة” إن الصوف وحياكته وإن كانت مهنة ارتبطت بالبداوة، إلا أنها حرفة يستشف منها الصبر وحسن اختيار الألوان وتنسيقها والعلاقة الخاصة بين المحوك والحائك. وأضافت أن المرأة الإماراتية حنونة وودودة وراسخة الجذور في الإبداع وإن كان الصوف ارتبط بالبداوة مع ما تعنيه من خشونة وشظف، إلا أننا استطعنا تهذيبه وتشذيبه وتنعمه وأعطيناه من ذواتنا فصار دافئاً حنوناً وجميلاً وطيباً كما أهل الإمارات. وقالت إن الصوف يفرز بعد جزه، فالأسود تنسج منه بيوت الشعر، أما الأبيض فيصبغ بعد تنظيفه، ليصار إلى غزله وتجديله وحياكته حسب ما يراد، فيصنع منه الزولية والجلسة الشعبية والخرج وبيت الشعر ذاته الذي يستعمل فيه الأسود ويطرز بألوان وخيوط بيض من الوبر أو الصوف نفسه. وبينت أم عبد الله أن كل متطلبات البيت البدوي في معظمها كانت تصنع من الصوف واليوم يصنع منه كثير من متطلبات البيت الحديث. وعن الطريقة والكيفية التي كن ينسجن بها، قالت أم عبد الله كنا نقوم بـ”التسدية” بناء على رغبة المرأة من حيث ألوان الخيوط وطولها وما إذا كانت رقيقة أو غليظة، وينجز العمل على آلة “السدو” وتتم تسوية الصوف بآلة صغيرة تسمى “الملاه” وهي قرن ظبي حتى تم الاستغناء عنها بأداة مماثلة تصنع من المعدن. وأضافت أن النساء كن يجتمعن لحياكة بيت الشعر أو أي عمل كبير تسمى “الجمعة” تدعو إليها إحداهن، ويقمن بغسل الصوف وغزله من الصباح إلى العصر، وفي اليوم التالي يجتمعن عند البيت الآخر وهكذا إلى أن ينهين عملهن وعادة ما تكون “الجمعة” في زمن “القيظ” حتى إذا ما جاء الشتاء يكون كل بيت جاهزاً للاستخدام، مشيرة إلى أنهن يأخذن الصوف والوبر من الإبل والضأن أما شعر الماعز فهو قليل، ويؤخذ فقط عقب ذبح الشاة للتزيين. وبينت أم عبد الله أن النسيج قد يتكون من مزيج من خيوط القطن والصوف وتلف الخيوط القطنية حول “النول” ويشغل عليها الصوف بهدف صناعة والأحزمة والشنط والمناظر. وأضافت: “كانت كل امرأة حريصة على تعليم ابنتها، ويبدأ التعليم من سن الثامنة، وعلى البدوية معرفة الصوف وغزله وحياكته وعلى الريفية أن تتعلم الخوص وطرق استخدامه”. وأكدت سميرة مبارك العامري من العلاقات العامة بالاتحاد النسائي العام أن الاتحاد النسائي العام حريص على تعليم هذه المهنة للأجيال وتسويقها والتعريف بها، مشيرة إلى أن محال الاتحاد الحرفية في معرض ليوا شهدت خلال الأيام الماضية إقبالاً كبيراً من الأجانب والمواطنين والعرب بهدف التسوق والتعرف إلى التراث الإماراتي القديم ومن ذلك النسيج والحياكة.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©