الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«شروق» تستثمر نصف مليار درهم لتطوير «جزيرة صير بونعير»

7 مايو 2013 21:09
مصطفى عبدالعظيم (دبي) - كشفت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» النقاب اليوم عن «جزيرة صير بونعير» أول مشروع سياحي متكامل ضمن جزر الإمارة، وأحد أبرز المحميات الطبيعية البحرية في الدولة، والذي تقدر استثماراته بنحو 500 مليون درهم. وأعلنت «شروق» خلال مؤتمر صحفي على هامش فعاليات معرض سوق السفر العربي «الملتقى 2013» في دبي، وبحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، عن بدء العمل في المشروع الذي سيستغرق قرابة الأربع سنوات لتنفيذه، تمهيداً لافتتاحه في عام 2017. ويهدف المشروع إلى رفد الإمارة بمزيد من عوامل الجذب السياحي ضمن إستراتيجية "شروق" الرامية إلى تطوير مشروعات السياحة البيئية في إطار التزامها الثابت بالتنمية المستدامة، فضلا عن تطوير مختلف القطاعات في الإمارة، وتحديداً قطاع السياحة. ويتضمن المشروع، فندقاً فاخراً 5 نجوم، وشقق وفلل فندقية وأخرى للإقامة، إضافة إلى قرية الخِيام المخصصة لمحبي التخييم، ومتاجر تجزئة، وسوق، ومناطق مخصصة للعائلات، ومسرح، ومتحف، ومسجد، ومركز تعليمي، ومرفأً للسفن ومطار، ويستهدف السياح من كافة الجنسيات والسوق المحلي والخليجي، بحسب مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير"شروق". وأكد السركال أن المشروع الذي استغرق قرابة العامين لدارسته سيشكل عند اكتماله إضافة نوعية ومتميزة للوجهات السياحية في الشارقة وعلى مستوى الدولة والمنطقة، باعتباره أول مشروع سياحي متكامل المتفرد بموقعه في قلب الخليج العربي وبأهميته الطبيعية والبيئية. وأشار إلى أنه تم اختيار موقعة على الجزيرة بعد دراسات طويلة لتنجب إي تأثيرات بيئة على الجزيرة، التي سيتم ربطها عن طريق الجو والبحر برحلتي طيران وسفن يومياً في المستقبل. وأضاف أن "شروق" تهدف إلى تطوير «جزيرة صير بونعير» وتحويلها إلى وجهة فريدة تقدم مزيج يجمع ما بين الفخامة والراحة، وتوفر تجربة فريدة للسياح من حيث طبيعة المكان والإحساس بنبض التراث الثقافي لهذه المنطقة، وحيويتها، ومعالمها المعمارية، وفعالياتها الشيقة". وقال إن الشارقة تشهد تطوراً ملحوظاً في قطاع السياحة سواءً على مستوى المشاريع السياحية الجديدة أو على مستوى نسبة تزايد السياح إلى الإمارة، ونسعى في شروق إلى دعم هذا التطور بشكل مستمر وتدعيمه بمنشآت ومرافق نوعية وجودة خدمات عالية لإبراز الشارقة كوجهة متميزة للسياحة والاستثمار السياحي في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف السركال خلال العرض الذي قدمه حول تفاصيل المشروع في المؤتمر الصحفي بأن المشروع سيتم تنفيذه عبر إعادة تطوير الجزيرة من النواحي البيئية، ومن ثم بناء المراكز التجارية والترفيهية والخدمية لرسم معالم المشروع المعمارية، وبعدها تجميل الجزيرة من حيث المناظر الطبيعية والمساحات الخضراء، وأخيراً تعزيز السياحة للمشروع بترويج الكنوز الطبيعية والثقافية للجزيرة من خلال فعاليات وأنشطة مختلفة. وفيما يتعلق بالناحية المعمارية للمشروع، قال السركال: "سيتميز مشروع «جزيرة صير بونعير» بطابع معماري فريد حيث سيتم من خلال المباني إعادة إنتاج النسيج الاجتماعي، والتجاري، والبيئي النابض بالحيوية والذي يوجد في بلدات الموانئ الصغيرة حول العالم بطريقة تتماشى مع تقاليد وقيم دولة الإمارات والمنطقة. وتتمثل رؤيتنا في أن تعكس الهندسة المعمارية أسلوب، وتركيبة، وملامح القرية التراثية العربية، وتتكون من مباني منخفضة الارتفاع تبدو جزءاً طبيعياً من بيئة الجزيرة". وتتميز «جزيرة صير بونعير» بتنوعها البيولوجي وغناها بالشعب المرجانية، وتعتبر وجهة مفضلة لعشاق رياضة الغوص، كما تقدم عدد من عناصر الجذب الأخرى. وتحتضن الجزيرة منافسة بيئية ورياضية سنوية تُعتبر نقطة التقاء وتجمع للصيادين، والغواصين، والبحارين للمشاركة في منافسة البحث عن الكنز لمدة ثلاثة أيام، بالإضافة إلى العديد من المنافسات الرياضية، والثقافية، والتراثية، والبيئية المختلفة. كما تُعتبر الجزيرة نقطة انطلاق للجولة قبل الأخيرة من سباق القفال للقوارب، حيث يجتمع مئات المراكب الشراعية التي يبلغ طولها 60 قدما للمنافسة في سباق من جزيرة صير بونعير إلى دبي. التنمية المستدامة وقال السركال: "بالنظر إلى النظام البيئي الحساس للجزيرة، وفي إطار التزامنا الثابت بالتنمية المستدامة، تقوم شروق بوضع برامج التثقيف البيئي والحفظ على البيئة في مشاريعنا. ونحن نتخذ دوراً إستباقياً في حماية أصولنا الطبيعية، ونخطط بدقة للحد من التأثيرات البيئية وضمان الاستدامة". وأضاف: "تتميز جزيرة صير بونعير بجمالها الطبيعي، وغناها، وطبيعتها الصحية، وتنوعها، ونحن سعداء بإطلاق هذا المشروع، وسنركز كما نحن دائما على تقديم مشروعات متميزة وبجودة عالية، مع المحافظة على معايير الاستدامة البيئية". بدورها قالت هناء سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة في كلمة لها خلال المؤتمر "تعد «جزيرة صير بونعير» من المحميات المهمة ضمن منظومة المحميات الطبيعية في الشارقة والإمارات، وقد دأبت إمارة الشارقة على إنشاء محميات مختلفة خلال الأعوام الماضية لصون التنوع الحيوي الذي تزخر به بيئتنا". وأضافت : تتمتع الجزيرة بشواطئ وسواحل طبيعة خلابه ويعرفها أهل البحر بـ (صير القواسم)، وقد عثر في الجزيرة على أواني من الفخار يعود بعضها إلى العصر الحديدي أي إلى حوالي 3500 عام قبل الميلاد في حين بعضها الأخر إلى 1500 عام قبل الميلاد. كما تعد «جزيرة صير بونعير» ملجأً مهماً للطيور البحرية التي تزورها في معظم فصول السنة، ونتيجة لبعد الجزيرة ووجود الهدوء فيها، تلجأ إليها السلاحف البحرية، مثل : سلاحف منقار الصقر، والسلاحف الخضراء، وكسابقة فقد تم اكتشاف أعشاش السلاحف الخضراء في الجزيرة حيث أنه من المعروف أن هذه السلاحف لا تعشش في الخليج العربي، حيث سجل هذا العام وجود 385 عش للسلاحف على سواحل الجزيرة. وأوضحت السويدي أن البعد التاريخي لجزيرة صير بونعير يشكل ارتباطا وثيقاً بتاريخ المنطقة، كونها نقطة التقاء سفن الغوص عن اللؤلؤ في نهاية الموسم، ونقطة انطلاق العودة لسواحل الإمارات، وما زالت الجزيرة تحتفظ بخصوصيتها الثقافية والتراثية ومكانتها الاجتماعية والحضارية، وتحظى بالحماية والرعاية الرسمية، من خلال إعلانها كمحمية طبيعية وفقا للمرسوم الأميري رقم 25 لسنة 2000، كما وقد تم اعتماد جزيرة صير بونعير كأحد المواقع الثقافية والطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن القائمة التمهيدية عام 2012 من قبل مركز التراث العالمي في منظمة اليونسكو كموقع طبيعي تأكيدا على أهميتها. وأشارت إلى أن الجزيرة تضم أنواعاً من الأسماك النادرة وغير الموجودة في مياه إمارة دبي وإمارة أبوظبي وخليج عمان، كما تتوفر أنواع من النباتات البحرية، حيث توجد أنواع مختلفة من الأعشاب والطحالب البحرية، وكذلك تحتوي الجزيرة على أنواع مهمة من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، ويمكن مشاهدة طيور الخرشنة، (الغواي، الخشاش، الصر، الباشق)، غراب البحر (اللوه)، أم صنين، وفي الشتاء طيور النورس (الحصيني، الصلال، الحريش ، بوزط)، كما تلجأ إليها بعض الطيور البرية مثل الأصرد، الحمام البري، الورقأ، القوبع، بالإضافة إلى الطيور الجارحة مثل الصقر، الشرياص، والشاهين. كادر: جزيرة صير بونعير حقائق ومعلومات تقع جزيرة صير بونعير على بعد 65 كلم من سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة على الخليج العربي، وتمتد على مساحة 13 كلم مربع، وهي غير مأهولة بالسكان، ويستغرق الوصول إليها ما بين 2-3 ساعات عن طريق البحر، و25 دقيقة بالطائرة من أبوظبي وجبل علي، و40 دقيقة من الشارقة. وتعد الجزيرة محمية طبيعية نظراً لمعالمها البيئية المهمة، والتي تتضمن طبقات جيولوجية، ونباتات طبيعية، وطيور بحرية، وتتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة. يشار إلى انه تم التقدم بملف اعتماد جزيرة صير بونعير، كموقع تراثي عالمي من قبل اليونسكو، إذ تشكل الجزيرة ملجأ طبيعيا للسلاحف لأكثر من 2000 عام، وتتميز بالنظام البيئي البحري النابض بالحيوية. وكشفت الدراسات والمسوحات البحرية في الجزيرة على وجود أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية والتي تحدد بنحو عشرين نوعاً مثل مرجان المخ، وخلية النحل، والشجيري، وقرون الغزال، وغيرها و تم تسجيل ما مجموعه 58 نوعاً من أسماك الشعاب المرجانية خلال الدراسات الاستقصائية التي أجريت في المناطق المرجانية الشمالية والغربية في جزيرة صير بونعير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©