الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حفلة شاي»...لذوي الأصول الأفريقية

20 يوليو 2010 23:41
لم يسبق لي أن شاركتُ في تظاهرة أو تجمع لـ"حفلة الشاي"، ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك يوما ما. والسبب بسيط: فأنا من أصل أفريقي، وفخورة بانتمائي، وليس ثمة أميركي من أصل أفريقي سينضم لتلك الحركة المحافظة صراحةً أو يدعم أهدافها في يوم من الأيام. أليس كذلك؟ الواقع أنني أبالغ قليلاً، ولكنني أحاول فقط إعادة توجيه نقاش بدأ الأسبوع الماضي. ففي مؤتمرها السنوي الذي عقد بمدينة سانت لويس (ولاية ميسوري)، مرَّرت "الجمعية الوطنية لتقدم الملونين" قرارا يندد بـ"الجانب العنصري" داخل حركة «حفلة الشاي»، وقال رئيس الجمعية بينجامين جيلوس موضحاً: "ليست لدينا مشكلة مع وجود حفلة الشاي؛ بل مشكلتنا هي مع قبولهم وترحيبهم بأشخاص عنصريين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض في منظماتهم". ومن جانبها، كتبت "سارة بالين"، التي تعد من أبرز الشخصيات الداعمة لحفلة الشاي على صفحتها في موقع "الفيس بوك" الأسبوع الماضي، تقول إن "الاتهام القائل بأن الأميركيين المنتمين إلى حفلة الشاي يحكمون على الناس انطلاقاً من لون بشرتهم باطل ومروع، ويُعد تكتيكاً رجعياً يروم صرف الانتباه عن الموضوع الرئيسي". والواقع أن السجال مثال واضح على كيف أصبحنا، مرة أخرى، أمة منقسمة على نفسها، سياسياً وعرقياً. والواقع أنه يفترض أن أقف في صف "الجمعية الوطنية لتقدم الملونين" في هذا السجال؛ وذلك لأنني عضو في أقدم جميعة نسائية سوداء، ومؤسِّسة منظمة وطنية تركز على الأميركيات المهنيات من أصل أفريقي، ولدي كتاب سيصدر مطلع العام القادم حول التحديات الفريدة التي تواجه النساء المتعلمات من أصل أفريقي في الولايات المتحدة. وبالتالي، فلدي الكثير لأخسره جراء الاصطفاف في صف المجموعة الخطأ: إذ يمكن أن أُتهم بأنني متذللة للبيض أو خائنة لأبناء عرقي. وهكذا، فقد كنت خائفة خلال الآونة الأخيرة والتزمت الصمت، ولكنني بدأت أشعر بالضيق والانزعاج من هذا الصمت. الحقيقة هي أنني أدعم العديد من الأهداف الجوهرية لحركة "حفلة الشاي"، ليس كامرأة من أصل أفريقي، ولكن كأميركية. ودعوني هنا أوضح الأمور التي أتفق معها والأمور التي أجدها غير مقبولة. فأنأ لا أدعم الأشخاص الذين لا يحبون الرئيس لأنه من أصل أفريقي، وهذا يظهر في إشارات تصدر في تجمعات حركة "حفلة الشاي" كما لا أدعم الأشخاص الذين ينفثون السموم العنصرية، وبخاصة عندما تصدر عن زعماء داخل الحركة كلمات نارية، على غرار ما حدث الأسبوع الماضي مع مارك ويليامز، المتحدث الوطني باسم المسيرة الوطنية التي تقوم بها الحركة "تي بارتي إكسبريس"؛ وأكره وأرفض أي شخص يتلفظ أو يطلق نعوتا عرقية على مسؤول يحظى بالاحترام والتقدير مثل النائب جون لويس وأعضاء من أصول أفريقية في الكونجرس، مثلما يقال إن أعضاء من "حفلة الشاي قد فعلوا. ولكن تلك الكراهية الكبيرة ليست كل الحركة. فأنا أحب فيها مبدأ الاحتجاج بشكل سلمي ضد الحكومة؛ كما أنني ضقت ذرعاً بارتفاع البطالة، وبالاكتفاء بوظائف صغيرة ومؤقتة، وبارتفاع الضرائب. وعلى غرار الكثير من المحتجين، فإنني أتفق مع الرأي الذي يرى أن الحكومة قد تضخمت وأصبحت أكبر مما ينبغي، وأنه باتت لديها سلطة أكبر مما ينبغي على حياتنا. وأنا أيضاً أعتقد أن قوانين الهجرة في بلدنا ينبغي أن تُفرض وتطبق بشكل أكثر صرامة. كما أتفق مع الرأي الذي يرى أن الرأسمالية ودفاعاً وطنيا أقوى هما الوسيلتان الأفضل، ليستمر هذا البلد العظيم في الازدهار وهزم الإرهاب وقيادة العالم. وفي استطلاع حديث للرأي لـ"يو. إس. إيه توداي"، وصف 77 في المئة فقط من الأشخاص الذين عرَّفوا أنفسهم كأعضاء في حفلة "الشاي" بأنهم بيض. كما أنني أسمع الأشياء نفسها من خلال حواراتي مع أصدقائي: ضرائبنا مرتفعة؛ اضطررت للجوء إلى حساب تقاعدي؛ يمكن أن أفقد منزلي إذا فقد زوجي وظيفته؛ إنني قلقة على المستقبل الذي سنتركه لأطفالنا بالنظر لكل هذا الدين الوطني، إلخ. والواقع أنه حتى الأشخاص الذين لا يتفقون معي لا يعتقدون أن حرب كلمات حول العرق، هي الوسيلة الأفضل للتقدم للأمام. "كيف يمكن للتنديد بأفعال بعض المجانين البيض في حفلة الشاي أن يساعد على تأمين القوت اليومي العاطلين من ذوي الأصول الأفريقية ؟"، هكذا تساءل صديق لي - وهو محام أسود في أواخر عقده الثالث وديمقراطي حتى النخاع – في حفل عشاء أقيم مؤخراً. فهو لا يفهم كيف يمكن لقرار لـ"الجمعية الوطنية لتقدم الملونين" أن يخلق الوظائفَ في مدن حيث يعاني الرجال الأفارقة من البطالة بمستويات تذكر بـ"الركود الكبير". وقد شاطرت الرأيَ نفسه صديقة أخرى لي في ذلك العشاء - وهي امرأة سوداء تعمل لدى عضو في الكونجرس- إذ قالت: "علينا أن نستيقظ؛ فالأشخاص السود تضرروا كثيراً في الظروف الحالية، على غرار العديد من البيض واللاتين. ولذلك، يجدر بنا أن نبدأ البحث عن طريقة للعمل معاً ووقف كل هذا الشتام العنصري. إننا في حاجة إلى حفلة شاي تتألف مما يمكن تسميته بـ"ائتلاف قوس قزح" من أجل وقف هذا الأمر قبل فوات الأوان". والواقع أنه من أجل التقدم فعلًا إلى الأمام، فإننا لسنا في حاجة إلى التصريحات والتنديدات الاستفزازية؛ بل ما نحتاج هو أن تأتي قيادتا "الجمعية الوطنية لتقدم الملونين" وحفلة الشاي، على حد سواء، بحلول وأفكار ملموسة تحد من هذه المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها جميعاً. صوفيا إيه. نيلسون صحفية أميركية من أصل أفريقي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©