الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم تنبض بروح الماضي وتعزف لحن الحياة العصرية

تصاميم تنبض بروح الماضي وتعزف لحن الحياة العصرية
7 مايو 2012
يسعى مصمم الأثاث الإماراتي خالد الشعفار إلى تحديد خط ونمط التصميم المحلي من خلال الأسلوب الذي ينتهجه في عملية تصميم مفردات الأثاث المستوحاة من البيئة المحلية، متخذا من أدواتها وملامحها أسلوبا جديدا في عالم تصميم الأثاث، لينبض روح الماضي فيه ولكن بما يتوافق مع نمط الحياة العصرية، ساعيا لتكون مرجعا للتصميم في الدولة وفي المنطقة، وتكون واحدة من ضمن نمط التصميم المعترف به دوليا. خولة علي (دبي) - استطاع المصمم خالد الشعفار، أن يقدم توليفة رائعة من الأثاث، له بصمته وتفاصيله الذي يعكس من خلاله هوية هذه البيئة، وبتصميم يغلب عليه الإبداع والابتكار في التعاطي مع الفكرة وتحويلها إلى أسلوب أنيق وجذاب، يحقق به طموح الفرد في تلبية احتياجاته دون الإغفال عن المتعة والجمالية التي تترك أثرا وانطباعا مريحا في المكان. حيث إن عالم التصميم هو فن بحد ذاته ويعتمد بشكل رئيسي على ذوق المرء في التعاطي مع خامات التصميم، وينظر للأمور من حوله بطريقة أكثر جمالية، محاولا اقتناص الفكرة ليحولها إلى قطعة فريدة لها إيقاع فني خاص، وقد وجد الشعفار نفسه ينتهج طريق التصميم الذي شغف به طويلا، فعكف على دراسة تخصص التصميم الداخلي الذي في حقيقة الأمر لم يلب طموحه في المجال الذي يبحث عنه وسرعان ما اتجه إلى نوعا ما مختلف وهو تخصص إدارة الأعمال، وعمل في مجال التسويق لفترة من الزمن إلا ان شغف التصميم لم يغب عن ذهنه، فأراد أن يحقق له خطا ونمطا معينا في التصميم من خلال دراسة تصميم قطع الأثاث الخشبي يدويا، والالتقاء بأشهر مصممي الأثاث في العالم ليتعلم تقنيات جديدة في صناعة الأثاث الفني المبتكر. تراث الشعوب ويشير المصمم خالد الشعفار قائلا: أصبح الكثير من المصممين العالمين يستقون من تراثهم وثقافتهم نمط لمحاكاة تصميم الأثاث ومفرداته التي تظهر بصورة مختلفة ومتميزة، وهذا ما يمكن أن نجده في الكثير من قطع الأثاث التي تختزن في طياتها معاني ومفاهيم لها طابعها وصورتها، وبغض النظر عن جمالية هذه القطع إلا أنها أصبحت رافداً من روافد التبادل الثقافي ونشر تراث الشعوب والتعريف به. وبطبيعية الحال فالمصمم كثيرا ما يتأثر بالبيئة التي نشأ فيها وترعرع، محاولا استنباط كل ما يحيط به من أشياء، فأجد متعتي في التأمل والبحث عن الفكرة من خلال الوجوه والحرف، والعمارة، وبعبارة أدق أبحث عن كل شيء جميل من حولي، يستثير انتباهي ويجذبني. هنا أبدا أنسج نغمة العمل والتصميم الذي أجسده في هذه القطعة التي تشد كل زائر ينظر لها برغبة في الكشف عن سر ما تحمله هذه القطعة التي جُلبت من أحضان القديم، لتكون حاضرة كتحفة جمالية وقطعة وظيفية تزدان بها ردهات المنازل العصرية. خطوط بسيطة متناغمة ويوضح الشعفار: حتى تخرج وتنفذ الفكرة بطريقة جيدة ومتقنة لابد أن نقوم بدراسة الفكرة، وتوفير كافة المعلومات التي قد تساعدنا في تقديم المنتج بطريقة متكاملة، ثم نقوم بوضع المخططات والرسومات الأولية التي عادة ما يحركها الذوق والفن الذي يتحلى به المصمم والذي يبدأ في محاكاة الفكرة، حتى تظهر بطريقة جمالية، والذي يساعد على إبراز ملامح الفكرة هو عملية استكشاف واختيار الخامات ومتطلبات التقنية المناسبة للنموذج، عندها نبدأ بعملية التنفيذ حتى تظهر القطعة وقد تحقق فيها الجانب الجمالي والوظيفي. ويؤكد الشعفار: عادة ما تتسم تصاميمي في قطع الأثاث بخطوطها البسيطة المتناغمة، وبتفاصيلها الغنية، مع جودة خامتها، هذه القطع التي تحاكي الثقافة المحلية، ولكن بروح متجددة وبإيقاع عصري حيوي، فكل قطعة منها تنتمي لحكاية ما، وتختزن في طياتها الكثير من المفاهيم المتعلقة بتراثنا وثقافتنا، وهذا هو الجانب الجمالي والهام التي تحمله كل قطعة من تصاميمي. الفانوس والعقال ويشير الشعفار قائلا: تستهويني الكثير من أعمال المصممين منهم الأخوان كامبانا، والمصممة نيكا زبانك، نظرا لكون هذه الأعمال مسطرة بروح إبداعية مبتكرة تختزن في طياتها قصة قد جلبت من أحضان ثقافتهم، وأعتقد أن هذه القطعة المبتكرة ستبقى حاضرة في الأذهان، وهذا ما يزيد من قيمتها، كونها باقية ولن تنتهي. موضحا أن، مصمم الأثاث لا يتوقف عند نوع معين من الخامات، ولكن نظرا لكوني متخصصا في الأعمال اليدوية الخشبية، فاستخدم الأخشاب كمادة أولية، مع الاستعانة بخامات صناعية أخرى تساهم في خلق فكرة مبتكرة ومختلفة، فعلى سبيل المثال استوحيت من شكل “العقال” وهي قطعة من الزي الشعبي للرجل، من خلال عمل قطعة من الأثاث، وهي البرافان أو حاجز مبتكر من خلال تكرار قطعة العقال في صفوف أفقية وراسية لتشكل في النهاية قطعة فاصلة متميزة. وقد قدم الشعفار مجموعة من الأثاث تحمل توقيعه وماركته التجارية التي تحمل اسمه، ومن هذه القطع مشجب لتعليق الملابس، وعدد من المقاعد والطاولات مستوحاة من شكل الشجرة ومن خامتها أيضا. كما أنه جمع بين الفانوس القديم والعقال ليقدم مقترحا فريدا من الإضاءة، ونجد أيضا ثريات مستوحاة من صناعة التلي، والعديد من القطع الأخرى التي تنطق بسحر القديم، وتغوص في التراث والثقافة المحلية ، لتكون حاضرة وبقوة في المنزل العصري. روائع ميلانو يقول الشعفار حول واقع سوق الأثاث: هناك طلب متزايد على قطاع التصميم بشكل عام محليا، وفي الوقت ذاته نجد قلة وجود مصممين أثاث محليين، فلا توجد منافسة كبيرة تساهم في تقديم أفكار تنافسية مبتكرة وتغطية احتياجات السوق، ما يدفع الكثير من الناس إلى التوجه للشراء من المتاجر العالمية، في حين نرى على سبيل المثال في ميلانو، الأمر يختلف تماما فنجد التنافس على أشده نظرا للأعداد الكبيرة من مصممين الأثاث الذي يغرقون الأسواق بالكثير من الأفكار المبدعة والمتجددة، ففي كل موسم منتج مختلف من حيث الشكل واللون، كموضة الأزياء. ونحن نأمل أن يهتم شبابنا بقطاع تصنيع الأثاث حتى نثري هذا القطاع، ونلمس مدى التقديم الكبير في مجال تصنيع خامات الأثاث، ما يفتح للمصممين آفاقا واسعة في ترجمة أفكارهم بطريقة مبتكرة ومتميزة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©