الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر تحيي تراث دول البحر المتوسط في معرض فني

الجزائر تحيي تراث دول البحر المتوسط في معرض فني
7 مايو 2012
يحتضن رواق «عمر راسم» بالجزائر العاصمة معرضاً فنياً بعنوان «التراث الحي المتوسطي: إرثٌ مشترك»، بمشاركة فنانين من 11 دولة تنتمي إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي الجزائر والمغرب وتونس ومصر ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، حيث تمّ عرضُ 30 لوحة فنية فائزة في مسابقة أقيمت في 2010 وشارك فيها أكثر 300 فنان. حسين محمد (الجزائر) - نظم معرض «التراث الحي المتوسطي: إرثٌ مشترك»، الذي شاركت فيه 11 دولة، كل من جمعية «التراث» بالجزائر بالتعاون مع «برنامج الاتحاد الأوروبي لتثمين التراث في البحر المتوسط»، وجمعية «ريابيميد» لإعادة الاعتبار للمواقع التاريخية. وجسدت اللوحات المعروضة جانباً من تراث دول «المتوسط»، المادي وغير المادي، من طقوس مختلفة وتقاليد وعادات وحِرف تقليدية عريقة ومواقع أثرية، والتراث الشفهي، وغيرها من مظاهر التراث. تقاليد دينية برزت التقاليد الدينية بقوة في عدد من اللوحات، سواء ما تعلق بالأديان السماوية أو بالطقوس الوثنية القديمة لشعوب المتوسط، من خلال لوحات تصوّر تقاليد عيد الأضحى في المغرب والجزائر، حيث يجتمع الرجال والنساء بألوان زاهية في مدينة «المحمدية» قرب «الدار البيضاء» المغربية في صعيد واحد لا يفصل بين الطرفين سوى طريق من الطين، في مشهد يعكس مدى تعلق الشعوب الإسلامية بأعيادها الدينية. وفي صورة أخرى، يسير آلافُ الرجال بألبستهم التقليدية (قميص وبرنس) جماعياً إلى المسجد لأداء صلاة عيد الأضحى بمدينة غرداية، جنوب غرب الجزائر، دون أن تثني من عزيمتهم أشعةُ الشمس الحارقة. وفي إسبانيا، تتحلق مجموعة من النساء وهن يرتدين ملابس مزركشة ويضربن على الدفوف في صالون فخم بمدينة ألونسو، وهذا لإحياء مهرجان وثني قديم تطوَّر اليوم ليأخذ مسْحة دينية مسيحية، كما ظهر في صورة أخرى جانبٌ من تقاليد غجر فرنسا وهم يحتفلون بتقاليدهم الوثنية التي تأسست سنة 1935، بينما ركّز مصورون آخرون من فرنسا على عادات التمسُّح بتمثال العذراء بمرسيليا في «طواف» تقليدي يعود إلى مئات السنين، كما تظهر صورة أخرى تقليد إشعال الشموع بكنيسة القيامة بفلسطين احتفالاً بأعياد القيامة. حيِّزٌ للعادات العادات والتقاليد والحِرف أخذت بدورها حيزاً مهماً من المعرض، إذ يبرز الفنان جورج حداد من لبنان صناعة الصابون المعطر بزيت الزيتون في طرابلس، وهي الصناعة التي عرفتها المدينة منذ عام 1480م في عهد المماليك، حيث أنشأ يوسف بك صيفا، «خان الصابون» ومنذ ذلك الحين والطرابلسيون يصنّعون الصابون المعطر بزيت الزيتون ويصدّرونه إلى العالم العربي وأوروبا إلى الآن. كما تظهر في صور أخرى عادات «خبز الصباح» أو بيع الفطائر الخارجة لتوّها من الأفران لتُستهلك في وجبات الإفطار بمصر، بينما تم تجسيد ساحة القديس جون المحاذية لأرصفة ميناء مرسيليا حيث يمكن تأمل حركة القوارب وقصر فارو الذي يقع على الضفة الأخرى، في حين يقف بائعٌ متجول من أصل تونسي ليعرض القهوة على المارة. وفي مدينة «وجدة» المغربية التي أسسها القائد الأمازيغي زيري ابن عطية قرب الحدود مع الجزائر، تزدهر سوقٌ للحرفيين الذين يأتون إليها من كل مكان ليبيعوا فيها منتجاتهم التقليدية، بينما ركَّز الفنان إياد جدالة على الحِرف التقليدية بفلسطين من خلال صورة لحِرفي يمارس التعدين بنابلس تحت أنظار أبيه الذي يريد أن يطمئن إلى أنه أتقن هذه المهنة عنه. قواسم مشتركة في صور أخرى تظهر عادات توضيب الصوف في ورش عائلية بسوريا، وكذا لعبة «المنقلة» التي اكتسبت شهرة في الأردن ولا تزال تثير الحماسة بين اللاعبين إلى الآن، بينما تبرز صورة تلاميذ صغار وهم يكتبون القرآن بالصمغ على لوحة خشبية تقليدية في زاوية «تفسارة»، الدورَ العظيم الذي لعبته الزوايا الصوفية في الحفاظ على الإسلام واللغة العربية بالجزائر من الاندثار في عهد الاحتلال الفرنسي. وفي جانب التراث المادي، تمّ تخليد العديد من المواقع الأثرية التي تنتمي إلى عهود وفترات تاريخية مختلفة، وبخاصة الفينيقية والرومانية والإسلامية الأندلسية، وهو ما يمثل إرثاً مشتركاً لمختلف دول المتوسط، وبخاصة ما تعلق بالآثار الرومانية بدول المغرب العربي والآثار الإسلامية بالأندلس (إسبانيا). إلى ذلك، يقول توفيق فاضل، رئيس جمعية التراث للجزائر العاصمة، وأحد منظمي المعرض «الهدف من إقامة هذا المعرض هو توعية جماهير بلدان البحر البيض المتوسط بأهمية المحافظة على تراثها، وتنبيهها إلى القواسم المشتركة بينها، وهي أن شعوب البحر المتوسط أسهمت في بناء الحضارات المتعاقبة بالمنطقة منذ قرون طويلة، ما يمكن ملاحظتُه بسهولة في آثار الفترات الفينيقية والرومانية والأندلسية. وانطلاقاً من ذلك، ينبغي الاهتمامُ أكثر بالتراث الحي لهذه الشعوب، سواء المادي أو غير المادي». ويضيف فاضل «لهذا الغرض نُظم هذا المعرض في برشلونة في بداية العام الجاري ثم انتقل إلى الجزائر لينتقل لاحقاً إلى دول متوسطية أخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©