الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي بن ثالث: العدوان على البحر يؤلمني.. وصور لاجئي سوريا تمزِّق القلوب

علي بن ثالث: العدوان على البحر يؤلمني.. وصور لاجئي سوريا تمزِّق القلوب
20 مايو 2014 20:53
قبل سفره إلى نيويورك للحصول على جائزة القيادة في التصوير الاحترافي للقيادات المؤسسية في الأمم المتحدة، تحدثنا مع علي بن ثالث الحميري، أول إماراتي وعربي، يحصل على هذه الجائزة الدولية المرموقة. وبن ثالث هو الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، وحصل على هذه الجائزة تثمينا للأدوار التي يقوم بها في إدارة الجائزة التي تم تسخير الصورة الفوتوغرافية فيها لخدمة القضايا الإنسانية، أو لإبراز كل المشاعر الإنسانية التي تفيض من عدسات المشاركين. موزة خميس (دبي) كان بن ثالث قد وصل إلى مخيم «مريجب الفهود» للاجئين السوريين في الأردن، ورصد بعدسته الأوضاع التي يعيشها اللاجئ السوري هناك، والمشاعر المؤلمة نتيجة تدهور الأوضاع. وقال بن ثالث: نتيجة تلك الصور التي التقطت تم إصدار كتاب يحمل اسم «وجوه»، وبجانب ذلك أقيمت ثلاثة معارض ترصد معاناة الأطفال في المخيم، وكان ذلك محل اهتمام وتقدير من لجنة الأمم المتحدة، إلى جانب أننا خلال زيارة اللاجئين علمناهم التصوير، وكان المجلس الدولي للتصوير في حالة رصد لنشاطات جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، وهذه الجائزة التي حصلت عليها، ما هي إلا تقدير لكل فريق العمل الذي عمل من خلال الجائزة، وتم اختياري مع ثمانية مصورين دوليين على درجة من الاحترافية، في حفل الدورة السادسة عشرة لجوائز مجلس التصوير الدولي الاحترافية، وتأتي هذه الجائزة تثمينا للدور الإنساني لجائزة الشيخ حمدان بن محمد. قصته مع البحر وقصة بن ثالث مع التصوير بدأت من خلال علاقته بالبحر، فهو ابن المنطقة المطلة مباشرة على شاطئ البحر بدبي، حيث يبعد منزله 20 مترا فقط عنه، ويوضح، أن أهله وهو في الصغر، كانوا يعرفون أنه عندما يختفي لم يذهب بعيداً، فهو إما يسبح في البحر، أو يقف على الشاطئ أو يركب إحدى السفن الصغيرة التي كانت ترسو في المكان القريب من منزله. ويضيف: كنت أشعر مع الوقت بأن البحر لم يعد كما هو، فقد كنت أسبح وأغوص وأرى المتغيرات التي تطرأ على قاع البحر، والحياة التي تكمن في أعماقه، والإحصائيات تدل على أن كل كائن بحري إن لم يجد البيئة الآمنة له فإنه ينتقل إلى البيئات البعيدة التي توفر له الملاذ الآمن، وهناك تأثير سلبي بصورة واضحة وقوية على البيئة البحرية نتيجة تدخل الإنسان. وعن بداياته مع التصوير، قال: كانت في عام 1992، وفي عام 1997 سافرت للخارج لدراسة اللغة الفرنسية، وكنت ألتقط الكثير من الصور لأن هناك من طلب مني التخصص في مجال التصوير الفوتوغرافي، وفي عام 2004 كانت أوَّل رحلة غوص تحت الماء مع كاميرا احترافية خاصة، ورغم أنني لم أكن أسعى وقتها لجوائز فقد حصلت على عضوية الناشيونال جيوجرافيك عام 2008، ورغم أنني توسعت في التصوير ولم يعد مقتصرا على اللقطات تحت الماء، فإنني أب عن جد من أبناء البحر، ولذلك تذوقت معهم ملح البحر ومرارة الصبر عليه وعلى ما كابدوه في أعماقه، ويؤسفني أن أرى مخلفات تصب في مكان جميل، والبعض يريد أن يوهمنا أن تلك المياه ما هي إلا مخلفات الأمطار. خلل بيئي ويضيف بن ثالث: قربي من البحر فتح لي المجال للتأمل، حيث كنت أذهب من السابعة صباحاً وأبقى هناك حتى الثانية عشرة ليلًا، ومن خلال البحر أرى عالماً متكاملاً مليئاً بالزوارق والصيادين وهم يروحون ويغدون، ويعملون في مهن لها علاقة لها بالبحر، واليوم بعد أن أصبح البحر يساء له ولا يجد من يهتم به لم أعد أغوص، لأن تلك الصور التي كنا نراها وتلك الألوان الرائعة التي صبغ الله بها الأعماق، لم تعد كما كانت، ومن كان من عشاق البحر والأعماق من قبل 20 عاماً يشعر الآن بالتغير المخيف، وقد قال خبراء البيئة، إن كنت قد رأيت أخطبوطاً ولم تعد تراه إلا كل خمس أو سبع سنوات فعليك أن تشعر بالقلق، لأن ذلك يعني أن هناك خللا في بيئته. تأثير فن الضوء ويضيف بن ثالث: فزت بالعديد من الجوائز وكانت المشاركة تعنيني أكثر من الجائزة، ولذلك لم أشارك لأجل الفوز وإنما لأكون وسط ذلك المشهد الذي يضم الخبراء في التصوير الفوتوغرافي، وعندما يكون للصور هدف فإن المشاهد سوف يكتشف ذلك من خلال الصورة، وكانت الصورة الأكثر تأثيراً في المتلقي، لطفل سوري مبتور القدمين، وكانت الصورة مؤلمة بشدة بالنسبة لي، وفن الفوتوغرافيا هو أكثر الفنون التي تعمل على توحيد البشر، فهناك العديد من المشاعر التي تجمع أشخاصاً بمجرد النظر لصورة والتواصل معها، حيث تتجاوز حالة الانحياز إلى التوحد معها، وقد قمت بمهام استكشافية تحت الماء في أنحاء آسيا، بما في ذلك جزر «رجا أمبات» الإندونيسية وسيبادان في ماليزيا، وساعدنا في تأسيس برنامج تعليمي للأطفال في كلتا المنطقتين. إطلاق العنان للعدسات يقول علي بن ثالث: أحب الحياة البرية، والمشاركة فيها كعضو ناشط في برامج الحياة البرية الإماراتية، كما أسعى للمشاركة في برامج التوعية بأنواع الأحياء المحلية ومواطنها عبر أعمالي في مجال التصوير الفوتوغرافي، وأيضا من خلال عملنا في جائزة الشيخ حمدان، وأهميتها تكمن في البعد الإنساني، وفي اهتمام القيادة الحكيمة بإبراز المشاعر الإنسانية وكل ما يخدم الإنسان، وطبيعي أن ينصب اهتمامنا الأول على الإنسان، وخلال الدورة القادمة، وكعادتنا في كل دورة، نشجع المبدعين على إطلاق العنان لعدساتهم، وعدم كبح جماحهم لتصوير ما يجول في بالهم إيماناً من القائمين على الجائزة بأن المبدع يملك الحرية المطلقة أكثر من سواه للتعبير عما في نفسه، ويحرض فكره، للخروج بأجمل اللقطات والقبض على اللحظة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©