الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كوينزلاند» الأسترالية.. عشق المغامرات بين أحضان الطبيعة

«كوينزلاند» الأسترالية.. عشق المغامرات بين أحضان الطبيعة
7 مايو 2013 20:36
غالباً ما يندرج السفر إلى القارة الأسترالية ضمن خانة المغامرات التي يفرضها واقع الطيران عبر المحيط الهادئ لأكثر من 14 ساعة فوق السحاب. وعندما تكون الوجهة ولاية «كوينزلاند» المعروفة بإقليم أشعة الشمس وموطن الغابات والصحارى والخلجان البراقة، تزداد وتيرة التشويق لاستكشاف الجانب الآخر من الأرض، وهناك حيث قرص القمر يتخذ رسماً معاكساً في السماء، يغدو النظر إلى كل الأمور الأخرى مغايراً ولا تفلح معه التوقعات المسبقة لأن عامل المفاجأة حاضر باستمرار، وهو يتراءى على غفلة كما هرولة الكنغر وقفز الدلافين وأمطار الصيف والشطآن العامرة في الشتاء. نسرين درزي (كوينزلاند) - تجذب ولاية «كوينزلاند» الأسترالية عشاق المغامرات الطبيعية الباحثين عن تجارب استثنائية يضيفونها إلى سجل مذكراتهم، وهي إلى جانب احتضانها الكثير من الأنشطة الحركية غير التقليدية، تفاخر بكونها من أهم نقاط الجذب العائلي للرحلات الطويلة. إشباع الحواس ومنذ فترة ليست ببعيدة بدأ السفر إلى «كوينزلاند» ينشط من دول الخليج، ولا سيما خلال إجازة الصيف، حيث تنعم مدنها بمناخ ربيعي معتدل على مدار السنة، ومع تشغيل شركة الاتحاد للطيران رحلات يومية من أبوظبي إلى العاصمة «برسبن»، باتت فرص زيارتها أكثر سهولة لمواطني الدولة والمقيمين فيها، وتحديداً برفقة الأطفال الذين يجدون في مناطقها متسعاً من أماكن اللهو المفتوح على مساحات التأمل والتثقيف البيئي، إذ لا تقتصر جزرها وسهولها ووديانها على مرافق الاستجمام فحسب، وإنما تنعم بكم هائل من العناوين الممتعة للأسرة جمعاء. من المتنزهات الطبيعية وحدائق الحيوانات النادرة وأقدم الغابات، إلى المواقع الترفيهية ومدن الملاهي العجائبية، وعروض الأفاعي، والتماسيح. والكثير من البرامج المثيرة التي تحمل معها مشاهد لا يتوافر التقاطها بالكم والكيف في أي بقعة أخرى على الأرض، وأهم ما فيها أنها تحمل معلومات قيمة عن حقائق بيولوجية لا تكفي القراءة عنها لفهم مدلولاتها وإشباع الحواس كلها. وعند اختيار السفر إلى «كوينزلاند» الأسترالية، فإن الوجهة الأولى ستكون عاصمتها «برسبن» الشهيرة بكورنيشها الحيوي وبأسواقها التجارية الناشطة بالحركة نهاراً، كمركز مير على شارع «كوين ستريت». فيما ينتقل المشهد ليلاً إلى نهرها الممتد على ضفتين مشبعتين بالمطاعم ومقاهي الأرصفة الراقية التي توفر إطلالة ساحرة على الجسر الأكثر دلالة على الموقع. و«برسبن» التي لم تعهد ظهور ناطحات السحاب في أفقها إلا خلال العقدين الأخيرين، بخلاف مدينتي «سيدني» و«ملبورن»، تعتبر اليوم ثالث أكبر مدينة أسترالية. ولا يفصلها عن شاطئ «جولد كوست» ذائع الصيت بترفه إلا مسافة قصيرة لا تتجاوز الـ 45 دقيقة براً. جزر «تانجالوما» من الأفكار المناسبة للاستفادة من قضاء أيام في «برسبن» المشمسة، التوجه برحلة بحرية إلى واحدة من جزرها السياحية عبر العبارات المخصصة لنقل الركاب عند مينائها. وبينها جزيرة «فرايزر» أكبر جزيرة رملية في العالم، وجزيرة «نورث سترادبروك» بشواطئها البيضاء المتكئة على سلسلة من هضاب الصحراء. وهناك يقع منتجع جزر «تانجالوما» الذي يوفر برنامج أنشطة قد لا ينتهي على مدار الـ 24 ساعة. ويتحدث تشاد كروفت مدير التسويق العالمي في المنتجع عن الاهتمام المتزايد الذي يسجله السياح القادمون من الشرق الأوسط، ولا سيما لعيش تجارب السباحة مع الدلافين وإطعامها. وكذلك استكشاف معالم الصحراء الأسترالية والتعرف على أوجه الاختلاف بينها وبين صحراء الجزيرة العربية. ويقول إنه بات من المتعارف عليه هنا ما يبحث عنه السائح الخليجي من خصوصية برفقة أفراد أسرته، لذلك يتم توفير أجنحة واسعة ومريحة لهم مع فريق متخصص لاصطحابهم خلال جولاتهم. والتي يتنوع فيها الخيار ما بين الإبحار فجراً في قارب زجاجي الأرضية لإطعام الأسماك الملونة، والانضمام إلى رحلات السفاري وسط الأدغال الصحراوية وصولاً إلى القمم الرملية الناصعة. وكذلك خوض مغامرة السباق بالدراجات على المنحدرات الحادة في محاولات عصيبة للولوج من جديد باتجاه الشاطئ.? وبالتركيز على الأجواء الساحلية التي تطغى على «كوينزلاند» تشير الخبيرة الإعلامية في الولاية جاين هودجز إلى أن معظم مواقع الجذب السياحي ترتكز عند الشريط البحري الضيق الذي يتميز بمعالمه الطبيعية. وأكثرها إبهاراً الحاجز المرجاني الفريد والغابات الممطرة المورقة. وتلفت إلى الجمالية التي تتمتع بها المنطقة الداخلية عند مرتفعات «جريت دافيدنج رانج» الجبلية، حيث تنتشر الأراضي الزراعية الخصبة. وتقول إن المناخ المعتدل هو أكثر ما يميز هذا الإقليم المتنوع بخيراته ولوحاته المتموجة ما بين خضرة الغابات وزرقة البحر والصحارى الناصعة برمالها. وتعتبر الأشهر الممتدة من يناير إلى مارس الأكثر ارتفاعاً في نسبة الأمطار، في حين لا تشهد في العادة المناطق الساحلية للولاية أي طقس بارد، باستثناء المناطق الداخلية أو المرتفعة التي تنخفض فيها درجة الحرارة في المساء ما بين شهري مايو وسبتمبر. في حين تستقر أجواء مدينة «برسبن» على معدل الـ 20 درجة مئوية في فصل الشتاء الممتد في أستراليا من يونيو حتى أغسطس. كنغر وكوالا بالانتقال جنوباً يعبر السائح بساتين كثيفة بالأشجار المورقة وصولاً إلى «حديقة الحيوانات في أستراليا» التي تعتبر الأكثر تنوعاً في القارة. وفيها مناطق تكاثر الكنغر الذي لا يوجد في أي بلد آخر من العالم متخذاً من أستراليا مستقراً له وموطناً. والحديقة هي لمؤسسها «صائد التمساح» الأسترالي ستيف إروين، الذي كان خبيراً بالطبيعة وشخصية تلفزيونية معروفة، وقد توفي عام 2006 جراء ثقب في الصدر سببته له سمكة «ستينجراي»، بينما كان يغوص في شعاب «كوينزلاتد» المرجانية العظيمة. من داخل الحديقة الممتدة عمقاً يتحدث واين بول مدير التطوير التجاري عن أهمية هذه المحمية الطبيعية التي تضم أصنافاً عدة من حيوانات الكنغر، والكوالا، والتماسيح، والأفاعي، والطيور، والتي تقدم كل منها ضمن مناطق مخصصة أشبه بمسارح الإبداعات المشهدية، عروضاً تفاعلية مع الجماهير تأسر الناظرين. ويشير إلى أن بدايات الاهتمام بالحفاظ على هذه الأصناف النادرة من الانقراض كان عام 1970 مع لين وبوب والدي ستيف إروين اللذين قررا إنشاء متنزه للحيوانات والزواحف. وهكذا نشأ وريث المحمية بين التماسيح، حيث تعلم كيفية التعامل معها وصيدها بقصد حمايتها، إلى أن اكتشف نوعاً جديداً من السلاحف بات يحمل اسمه، وهو «إرويني إيلسيا»، وأجمل ما في الحديقة اليوم مما يسحر الزوار من الكبار والصغار، الكنغر الذي تخبئ أنثاه أطفالها في جيبها، والكوالا من صنف الدببة ذات الجراب المفتوح من الخلف والذي لا يعيش إلا على أشجار الكينا في القارة الأسترالية البعيدة ولا ينزل على الأرض إلا نادراً. «جولد كوست» خليج «الجولد كوست» بشواطئه الذهبية التي تمتد حتى 70 كيلومتراً، وجهة يضعها السائح في قمة اهتماماته ضمن جولته المكوكية على معالم «كوينزلاند» الأسترالية. والمنطقة المشبعة بالقنوات المائية والأنهار المتدفقة، والتي يشكل عبورها حلما لملايين من السياح حول العالم، تقع جنوبي مدينة «برسبن» ولا يستغرق الوصول إليها أكثر من 45 دقيقة في السيارة، وتقول ضحى سيف منسقة العلاقات العامة للمجموعات السياحية في «الجولد كوست» إن العمل جار هذه الأيام على تفعيل استقطاب الزوار من الشرق الأوسط ودول الخليج، حيث يلتقون في هذه الربوع بالكثير من الجاليات العربية التي أوجدت لها عدداً غير قليل من المطاعم والمقاهي وحتى وكالات العطلات وتنظيم الرحلات. وتلفت إلى أنه من ضمن عوامل الجذب على طول الشطآن الذهبية، نهر «ساوث بورت برودوتر»، وخليج «ساوث مورتون»، اللذين يشكلان أكبر منطقة مائية هادئة وساكنة في أستراليا. حيث تتاح هواية ركوب الأمواج في أكثر من 35 منتجعاً شاطئياً مصنفة على أنها من الأروع حول العالم. وتنبع الشهرة التي اكتسبها خليج «الجولد كوست» من كونه عاصمة مدن الملاهي إذ يضم أضخم 4 متنزهات في العالم، إضافة إلى الاهتمام بقرى التسوق المفتوحة والمصممة وفق مفهوم المتاجر المطلة على الساحل الذي يعج بحركة السياح على مدار الساعة. وعند منتصف الطريق المؤدي إلى شواطئ «جولد كوست»، تتربع واحدة من أكثر المرافق استقطاباً للسياحة العائلية في الولاية، وهي مدينة ملاهي «دريم وورلد» التي تجمع مفاهيم الترفيه في مكان واحد يوفر سلسلة لا تنتهي من الألعاب الممتعة المثيرة لكل أفراد الأسرة، وتضم مدينة الأحلام مجموعة من أعلى وأسرع الألعاب في العالم، وأكثرها تشويقاً بما لا يحتمل القدرة على مقاومة حتى أكثر المغامرات خطورة، والمتمثلة هناك بقطار «السيكلون» الأفعواني، وبرج الرعب، و«الرولر كوستر»، وسواها الكثير. ولا تنتهي الجولة إلا بزيارة مسرح «إيماكس»، حيث سحر عالم الأفلام، فيما ينعم الأطفال بالشخصيات الكرتونية داخل مدينة «نيكولوديون». وتزداد وتيرة الحماس عند خوض غمار الألعاب المائية في «وايت ووتر» مع صاروخ «هايدرو كوستر» الذي يعد الأكثر إثارة وحداثة من الناحية التقنية في عالم الألعاب المائية. وبذكر المنشآت السياحية في «الجولد كوست» لا يمكن إغفال أحد أهم معالمها، فندق «بلازو فيرساتشي» الذي يحمل توقيع أسطورة مصممي الأزياء في إيطاليا، والفندق الذي يقع بالقرب من منطقة «سيرفرز بارادايز» الأكثر شهرة في الخليج، يمثل تحفة فنية مشغولة بخطوط رومانية أصيلة، وفق مفهوم المنتجعات الغارقة وسط بحيرات الزينة، وأشجار النخيل الوارفة، وتوضح ستيفاني مانينج مديرة التسويق أن علامة الفندق تعد الأولى من نوعها، على أن يتم افتتاح النسخة الثانية منه قريباً في مدينة دبي، وأن هندسته وديكوراته الداخلية تعكس بكل تفاصيلها الجرأة الاستثنائية التي يتسم بها المصمم جياني فيرساتشي. ? جسر وخليج «كوينزلاند»، هي ثاني كبرى ولايات أستراليا، وتقع في الشمال الشرقي منها، حيث تتمتع بمناخ دافئ في مختلف الفصول لتداخل جزء كبير منها مع المنطقة الاستوائية، وتشتهر عاصمتها «برسبن» بجسرها الساحر الذي يتلألأ على خليج فسيح يشكل أيقونة معالمها، ويمتد وصولا إلى أشهر مناطقها السياحية. ومنها «جولد كوست» و«سانشاين كوست» و«تانسفي» و«ماكاي». عناوين تكثر عناوين الجذب في عاصمة ولاية «كوينزلاند» الأسترالية، ومعظمها مناسبة للسياحة العائلية، ومنها: حدائق «البوتنيك» الغناء، ومتنزه «البيون»، حيث نادي سباق الكلاب، ومزرعة الخراف التي تقدم فيها العروض التراثية للسكان الأصليين، وجبل «مونت كوت» الكاشف، وحدائق «بوندالير» المطرية، وكذلك حديقة حيوانات أستراليا، حيث يمكن حمل الكوالا، وإطعام الكنغر، ومشاهدة التماسيح، ومدينة «دريم وورلد» العجائبية، والحديقة المائية «ووتر وورلد»، وعالم أفلام «وارنير بروس»، حيث بالإمكان التمتع بالألعاب المستوحاة من أشهر الأفلام، والبحيرة والشاطئ الصناعيان على ساحل بحري خلاب بأشجاره وشطآنه ومياهه.? مناطيد عملاقة من أروع الأنشطة المثيرة التي توفرها المرافق السياحية في «برسبن» الرحلات الاستطلاعية عبر المناطيد الملونة العملاقة التي تنطلق الساعة 4:30 فجراً باتجاه البراري البكر على بعد ساعة من وسط المدينة، والمغامرة الجوية التي تستمر لنحو 40 دقيقة على ارتفاع 2800 متر، كفيلة بكشف أجمل المعالم الطبيعية لعاصمة ولاية «كوينزلاند» بما فيها إطلالة على خليج «جولد كوست».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©