الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا فشلت العقوبات ضد كوريا الشمالية؟

18 سبتمبر 2016 22:17
كانت هذه العقوبات موضع ترحيب، كونها العقوبات «الأشمل» و«الأقوى» و«الأكثر ثباتا» التي تم فرضها حتى يومنا هذا على حكومة كوريا الشمالية المنبوذة. وعلى الرغم من ذلك، وبعد مرور ستة أشهر منذ أن صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على فرض عقوبات أكثر صرامة على بيونج يانج بسبب قيامها باختبار أسلحة باليستية ونووية، قام النظام الكوري الشمالي بتنفيذ اختباره النووي الخامس، وربما الأكثر قوة حتى الآن، حيث تسبب في حدوث زلزال قوته 5.3 درجة في موقع «بونجيي ري» الذي تم فيه الاختبار. وردا على التفجير المحظور الذي أحدثته كوريا الشمالية، تعهد الرئيس باراك أوباما، الجمعة الماضي، بالعمل مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية من أجل فرض «عقوبات جديدة» توضح لبيونج يانج أن هناك «عواقب لأفعالها المحظورة والخطيرة». ولكن لأن الجولة السابقة من العقوبات فشلت في كبح جماح مسيرة كوريا الشمالية في تطوير برنامجها للأسلحة النووية، فإنه لا تزال هناك شكوك حيال مدى فعالية الإجراءات الاقتصادية العقابية على أقوى نظام معزول في العالم. وقيل إن الرأس النووي الذي اختبرته كوريا الشمالية يوم الجمعة أدى إلى انفجار تتراوح قوته بين 20 و30 كيلوطن، وهو أقوى بكثير من التفجير الذي أحدثته كوريا الشمالية في يناير الماضي والذي تراوحت قوته بين 7 و9 كيلوطن. ورداً على هذا التفجير، اتفق دبلوماسيون حول العالم على قرار في مارس يدعو إلى تفتيش كل الشحنات المتجهة من وإلى البلاد، وفرض حظر على جميع عمليات تداول الأسلحة مع بيونج يانج، وتمديد قائمة الخاضعين للعقوبات من المسؤولين الكوريين. ووصف دبلوماسيون أمميون هذه الإجراءات بأنها الأكثر صرامة حتى الآن، وبأنها دلالة على التعاون بين الولايات المتحدة والصين (تعد الراعي منذ فترة طويلة لكوريا الشمالية). بيد أن فشل هذه العقوبات في وقف استفزازات بيونج يانج الأخيرة يجدد الاعتقاد بأن أداة واشنطن المفضلة لمعاقبة نظام «كيم جونج أون» لن يكون لها أي تأثير يمكن قياسه. وفي هذا الصدد، قال «جاي كو»، مدير معهد الولايات المتحدة وكوريا في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: «لا يمكن لأي عقوبات وقف كوريا الشمالية. إن الأسلحة النووية هي استراتيجيتهم الوحيدة للبقاء على قيد الحياة». وقال «كو»: طالما أن كوريا الشمالية تعتقد أن وجود ترسانة نووية هو الشيء الوحيد القادر على حمايتها من الجهود الغربية لتغيير النظام، فإن العقوبات سيكون لها تأثير محدود. ويتفق نقاد آخرون على أن العقوبات غير مجدية إلى حد كبير، لكن لأسباب مختلفة. يقول «ويليام براون»، خبير في الشؤون الكورية بجامعة جورج تاون، إن النظام يعرف منذ فترة طويلة كيف يحافظ على السيطرة على اقتصاد معزول ومدرج في القائمة السوداء. وأوضح: «إن العقوبات ليس لديها تأثير كبير على اقتصاد كان مفلساً بالأساس وقد فقد منذ فترة طويلة أهم المحسنين إليه». واستطرد: «ربما تساعد العقوبات كيم على السيطرة على تدفق الأموال للأفراد الذين ينظر إليهم على نحو متزايد، باعتبارهم منافسين لضوابط الدولة الاستبدادية، وحتى لحكم كيم». بيد أن آخرين ما زالوا يأملون في أن تنجح العقوبات، ويقولون إن السبب في أن الإجراءات لم تتمخض حتى الآن عن التأثير المرجو يتعلق بالوقت والإنفاذ. وقال «سكوت سنايدر»، خبير في الشؤون الكورية بمجلس العلاقات الخارجية، «كانت هناك توقعات بأن الأمر سيستغرق نحو ستة أشهر حتى يظهر تأثير العقوبات، هذا إذا ما نفذت الصين هذه العقوبات بشدة». ويعتقد منذ فترة طويلة أن بكين كابح محتمل لطموحات بيونج يانج النووية. لكن العلاقات توترت بين البلدين منذ أن تولى كيم جونج أون مقاليد الحكم. فلم يقم ديكتاتور كوريا الشمالية بزيارة للصين باعتباره رئيساً للبلاد، ولم يلتق بالرئيس شي جين بينج. وفي يوم الجمعة، دانت بكين الاختبار النووي الأخير الذي قامت به كوريا الشمالية، ووصفت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء التفجير بأنه «غير حكيم». *محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©