الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ماجد المنصوري: قلة الدعم وراء نقص «المحترفين»!!

ماجد المنصوري: قلة الدعم وراء نقص «المحترفين»!!
18 سبتمبر 2016 21:17
عبدالله القواسمة (أبوظبي) ليس غريباً على نجم بحجم ماجد المنصوري أن يعتلى سلم المجد الرياضي كأحد أبطال الرياضات البحرية، وذلك بالنظر إلى شغفه الكبير بالبحر وارتباطه الوثيق بكل ما له صلة بالمياه منذ نعومة أظفاره، وهو الذي تمتد مسيرته الرياضية الاحترافية على صعيد الرياضات البحرية على مدار عقدين من الزمن، وتحديداً منذ عام 1996، لتتصاعد هذه العلاقة وتتطور حتى بات أحد الصانعين المهرة للقوارب بشتى أشكالها. ويؤكد المنصوري الفائز بلقب العالم على صعيد سباقات الفورمولا 2 مرتين عامي 2010 و2011، والحاصل على المركز الثاني في سباقات «الكلاس وان»، والعشرات من الألقاب المحلية والخارجية، أن نجاحاته التي حققها على صعيد الرياضات البحرية لم تكن لتحدث لولا وجود حالة نادرة من الشغف بكل ما له صلة بالبحر، والذي بدأ ينمو ويتعاظم مع مرور الأعوام، حتى بات لا يطيق صبراً على معانقة المياه وتحدي أمواجها بشتى أشكال القوارب والزوارق، وهو الأمر الذي يشدد عليه المنصوري دائماً وأبداً، فليس بالإمكان على من يزاول أي شكل من أشكال الرياضات البحرية بلوغ سدة الإنجاز إن لم يكن يُكنّ لهذه الرياضة الحب الكبير. بدايات المنصوري مع الرياضات البحرية كانت في سنوات مبكرة بصحبة صديقيه أحمد الهاملي وثاني القمزي، إذ كان الثلاثة يحرصون على مزاولة الرياضات البحرية المتنوعة قبل أن يخوضوا تجربة الالتحاق بنادي أبوظبي للرياضات البحرية ليزاولوا من خلال الأخير السباقات البحرية المتنوعة لكن بشكل احترافي. وعن رؤيته لمستقبل الرياضات البحرية، كشف المنصوري أن أعداد المزاولين للرياضات البحرية كانت في مرحلة من المراحل يحد من تطلعاتها رغم أنها في الوقت الراهن تعيش شكلاً فريداً من أشكال التطور بفضل الاهتمام الكبير الذي تحظى به من قبل القيادة الرشيدة، ومن هنا فإن العديد من الخطط كانت قد وضعت من قبل كافة المهتمين هدفت إلى الحفاظ على وجود العديد من الأجيال الصاعدة، فكان أن تم فتح أبواب نادي أبوظبي للرياضات البحرية أمام العديد من المواهب لينجح النادي في إنشاء قاعدة من المتسابقين الذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل أمثال راشد القمزي ومحمد المحيربي الذين يملكون الطموح والشغف الكبيرين بهذه الرياضة. وشدد المنصوري على أن قلة الدعم تحد من أعداد المزاولين المحترفين للعبة، داعياً الجهات والمؤسسات إلى الاهتمام بأبطال الرياضات البحرية الذين لا يقلون أهمية عن الرياضيين الذين يزاولون الألعاب الأخرى، ذلك لأن الرياضات البحرية تعتبر إحدى الرياضات الترويجية المهمة للدولة حيث تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة في العديد من الدول وبشتى أنحاء العالم، مؤكداً أنه يجب أخذ هذا الأمر بعين الاهتمام، مع التأكيد على وجود عدد لا بأس به من المزاولين، لكن ليس بشكل احترافي. ورفض المنصوري البالغ من العمر الآن 33 عاماً وضع سن محددة لاعتزال الرياضات البحرية، مؤكداً أن المتسابق أو الدراج طالما يملك القدرة البدنية والذهنية فإنه مؤهل للمشاركة في السباقات بل وتحقيق الإنجازات، ضارباً مثال على ذلك بالمتسابق المخضرم نادر بن هندي، الذي تخطى الخمسين من العمر، لكنه لا يزال يحرص على المشاركة في السباقات حيث يملك الأخير خبرة طويلة مع الرياضات المائية لا يمكن الاستهانة بها. وتختلف فلسفة المنصوري في طريقة التعامل مع الزورق أو القارب عن العديد من زملائه، وبالأخص فيما يتعلق بالنواحي الميكانيكية، فالبعض يرى أنه من الضروري على المتسابق أن يكون مطلعاً وبشكل مفصل على آلية عمل المركبة والقدرة على إصلاحها، لكن على العكس من ذلك يدعو المنصوري المتسابقين إلى أن ينصب تركيزهم على قيادة المركبة وليس تفاصيلها الدقيقة، فالإحساس بالمركبة وحده يكفي لاكتشاف العطل والذي تكون مسألة إصلاحه منوطة بالطواقم الميكانيكية وليس المتسابق نفسه. ولم يقف شغف المنصوري الكبير بالرياضات البحرية عند حدود مزاولتها فهو تخطى ذلك بالتفرغ الكامل لها إلى جانب إنشاء مصنع خاص للزوارق بشتى أشكالها، حيث يعتبر أحد الصانعين المهرة على صعيد الدولة، متفوقاً بمدرسته الهندسية الخاصة التي تنتهج أسلوب تطوير المنتجات على الدوام بحيث تتخطى في جودتها وتصاميمها إنتاج العديد من الدول الأخرى المتطورة على هذا الصعيد. وكشف المنصوري أن العديد من المصانع الخاصة بالزوارق تعتمد أسلوب نسخ التصاميم الحديثة التي تطرح في السوق وبشكل دوري دون الأخذ في عين الاعتبار وجود بصمة خاصة، لافتاً إلى أنه تنبه لهذا الأمر من خلال انتهاج أسلوب الاستفادة من الأفكار المتوافرة في السوق لكن مع وجود هوية خاصة للتصاميم التي ينتجها وهو ما ساهم في وضعه ضمن قائمة الصانعين المهرة، حيث تقبل العديد من المؤسسات في كافة أنحاء الدولة على شراء الزوارق أو القوارب التي يصممها. وأنهى المنصوري حديثه بالتأكيد على أن الإنسان متى ما خاض في عباب البحر وتحدى أمواجه فإن هذا التحدي يخلق شكلاً فريداً من الشغف لا يمكن تخطيه، فمهما بلغ الإنسان من العمر حينها سيظل مشتاقاً للبحر وعاشقاً له على الدوام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©