السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عزالدين المصطفى: لا نصنع من الفسيخ شربات

10 يناير 2006
أحمد طه:
' من شابه أباه فما ظلم' ، مقولة لا تنطبق على الفنان السوداني عزالدين أحمد المصطفى الذي استطاع أن يشق طريقه بنفسه بعيداً عن جلباب أبيه بالرغم من أنه ابن أسطورة الطرب الأصيل المطرب الراحل والمطرب الكبير أحمد المصطفى الذي استطاع خلال عقود من الزمان أن يجعل ' الأذن تعشق قبل العين' في كثير من الأحيان· 'الاتحاد' التقت المطرب المهندس عزالدين الذي أصرّ على إكمال دراسته ومن ثم التفرغ للفن الذي توارثه أبا عن جد حيث ان عائلته تتنفس الفن قبل ان تتنفس الهواء وتعشق الموسيقى قبل ان تعشق أي شيء آخر فكان هذا الحوار:
؟ نحن نعلم انك تنحدر من أسرة تعشق الفن وتحترفه بدءاً من والدك الفنان الذي اثرى الساحة الفنية، ثم خالك المطرب سيد خليفة الذي استطاع ان ينقل الأغنية السودانية الى أرجاء الوطن العربي، فهل يمكن القول إنكم فنانون بالوراثة؟
؟؟ نعم يمكن ان يرث الابناء صفات الوالدين وطباعهم من ناحية جينية أو بواسطة الاكتساب في كثير من الأشياء، اما الفن فلا يمكن ان يرثه الابن إذا لم يكن لديه الاستعداد الكامل مع توفر الشروط المطلوبة·
؟ يلاحظ انك لم تحترف الغناء إلا في السنوات الأخيرة رغم ان المقربين منك يعلمون انك تعزف على كل الأدوات الموسيقية وتمارس الغناء على نطاق ضيق؟
؟؟ منذ الصغر لاحظ والدي انني كنت ميالاً للاستماع للموسيقى ثم تبلورت المسائل تدريجيا فتعلمت العزف على آلة العود التي كانت الدافع الأساسي للغناء، فكل من يتعلم العود لابد ان يغني وبالرغم من أن البيئة كانت مساعدة بيد أن الوالد لم يشجعني على احتراف الغناء كغيره من الآباء الذين يريدون ان يكون ابنهم طبيبا أو مهندسا، لذا درست هندسة الطيران مجاملة له ولكي أحقق حلمه المتعلق بالشهادة الأكاديمية أولاً ثم الغناء لأنه كان يدرك ان الغناء لا يقيم في السودان وليست له مؤسسة معترف بها اعترافا كاملا من قبل الدولة، لكل هذه الأسباب جاء احترافي للغناء متأخرا بعض الشيء رغم انني كنت أشارك المبدعين من الطلاب الذين يسهمون في دفع الحركة الطلابية في مختلف المجالات·
؟ أغاني الفنانين الشباب مثل فقاعات الصابون لا يكتب لها الخلود مما جعل معظمهم يردد أغاني كبار الفنانين دون أن يضيف شيئا جديدا فأين يكمن الخلل؟
؟؟ العيب ليس في الفنانين الشباب، ولا في الكلمات فالشعر موجود وبنفس الزخم ولكن نعاني من أزمة ملحنين، اللحن هو الذي يحرك الوجدان والموسيقى لغة يمكنها ان تبكيك أو تهز مشاعرك، للأسف لا يعرف المطربون الشباب كيف ينتقون ملحنين جيدين مع ندرتهم·
؟ ومع ذلك نلاحظ ظهور عشرات الفنانين وكأن الفن أصبح مهنة من لا مهنة له، فما هي أسباب هذه الظاهرة؟
؟؟ دفعت الظروف الاقتصادية معظم الشباب الى التوجه نحو الغناء لأنهم يعتقدون انهم سيجنون من ورائه مكاسب كبيرة فأصبحوا مهتمين بالمادة وليس الفن، لذا ليس من المستغرب ان تعج الساحة الفنية بفنانين لا علاقة لهم بالفن، بل يؤدون أغنيات غيرهم بطريقة رديئة لعدم وجود قانون الملكية الفكرية في أدبيات الأغنية السودانية، مع العلم ان هؤلاء المقلدين ينتهون بنفس السرعة التي ظهروا بها·
؟ من المسؤول عن الترويج لهذا النوع من الغناء الهابط؟
؟؟ المستمع هو المسؤول، لقد لاحظت ان هناك اسرا كبيرة وفي منتهى الوقار تحيي حفلاتها ومناسباتها بهؤلاء المطربين كما يقوم آخرون بالترويج لأشرطة الكاسيت التي تنتجها بعض الشركات في ظل غياب قانون الملكية الفكرية لأن المستمع لم يعد يتمسك أو يكترث بالغناء الأصيل·
؟ بعد رحيل الفنان سيد خليفة لم يبرز أي فنان لنشر الأغنية السودانية على نطاق أوسع·
؟؟ نلاحظ ان وسائل الإعلام السودانية تروج للأغاني العربية ولم تفكر يوما في الترويج للأغنية السودانية في الخارج، ومن وجهة نظري كفنانين ليست مسؤوليتنا ان نقوم بهذا العمل، علينا ان نغني فقط وأن يؤدي الإعلام دوره اذا كان هناك اصلا ما يسمى بالإعلام مقارنة بالدول الأخرى، فضلا عن ذلك فالدولة لا تفكر بدعم الفن لأنه ليس من أولوياتها لكنها في الوقت نفسه تبذل جهدا كبيرا في دعم الإعلام السياسي الذي يطبل لها ولوزرائها ويكون بوقا سياسيا ملازما لرحلات وقرارات الساسة بينما يكون الفن والثقافة مجرد اشياء هامشية، علما ان النية بتقديم فن محترم يقنع المستمع لا تكفي وحدها، فكيف تقدم فنا منافسا دون آلات صحيحة وعازفين معاقين ومشلولين لأن الساسة لا يحبون الفن هم يريدون منا ان نصنع من 'الفسيخ شربات'؟ لقد طالبنا كثيرا بالدعم ولكن لا حياة لمن تنادي·
؟ هل يمكن ان نعتبرك خليفة لوالدك الفنان المبدع أحمد المصطفى، وهل هناك مشروع محدد لتخليد ذكراه؟
؟؟ لا يمكن ان اكون خليفة لإنسان عاش في زمن تختلف معطياته وأدوات وحتى مستمعيه، لذا فضلت ان يكون لي اسمي ومكانتي الخاصة اضافة الى ذلك فالوالد له صوته ولونه الخاص الذي لا يشبه أي شخص غيره·
؟ جئت الى دولة الامارات في زيارة خاصة بعد عودة البعثة الفنية التي كنت برفقتها في الهند، فما هي اسباب زيارتكم للهند؟
؟؟ زرنا الهند بدعوة وتنظيم منظمة ةز بالاتفاق مع السفارة السودانية ورعاية الخرطوم عاصمة الثقافة العربية في اطار العلاقة الثقافية بين السودان والهند، وقد قدمنا عملاً جيداً ادى الى نتائج طيبة، وتعتبر زيارتي للامارات الزيارة الأولى، والهدف منها التعرف عن كثب على هذه الدولة التي شغلت العام بنهضتها وعمرانها اضافة الى ذلك سأقوم بإحياء عدد من الحفلات في الإمارات المختلفة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©