الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شيلي .. معقل جديد لاستثمارات الطاقة المتجددة

شيلي .. معقل جديد لاستثمارات الطاقة المتجددة
18 سبتمبر 2016 19:53
ترجمة: حسونة الطيب بما يزيد على 6 آلاف كيلو متر من المساحة الساحلية و123 من البراكين النشطة والعديد من الصحارى والجبال، تزخر شيلي بموارد ضخمة من الطاقة المتجددة. ونظراً إلى ما تعانيه من ارتفاع في فواتير الكهرباء والمياه التي تعتبر من بين الأعلى في العالم الناتجة عن اعتمادها على استيراد الوقود الحيوي، وضعت شيلي تطوير الطاقة المتجددة على رأس أولوياتها. وتعتبر شيلي أول بلدان العالم التي تعمل على إصلاح سوق الطاقة، لتتمكن مشاريع الطاقة المتجددة من منافسة الموارد الأخرى بصورة مباشرة. وخلال السنوات القليلة الماضية تم الترويج بشدة لحاجة العالم إلى التحول نحو الاقتصاد النظيف، حيث أقبلت العديد من الحكومات والبنوك والشركات العالمية على استثمار أموال ضخمة في الموارد البديلة. ورغم صغر سوق الطاقة فيها، إلا أن شيلي تعتبر واحدة من أفضل أسواق الطاقة في العالم. وتشير الأرقام الواردة من البنك الدولي، إلى أنجذب قطاع الطاقة في شيلي جذب استثمارات بنحو 9,2 مليار دولار منذ العام 2012، ما يوازي 20 مرة ما استقبلته البلاد من استثمارات في هذا المجال طيلة السنوات العشرين التي سبقت هذه الفترة. ويأتي على رأس المحركات التي تدفع بعجلة نمو قطاع الطاقة المتجددة في شيلي، هدف وزارة الطاقة الطموح الرامي لإنتاج 70% من طاقة البلاد من موارد متجددة بحلول منتصف القرن الحالي. علاوة على ذلك، اتخذت حكومة شيلي خطوات حاسمة لتحرير سوق الطاقة عبر السماح لموردين غير دائمين للطاقة المتجددة في أوقات محددة سواء أثناء ساعات النهار أو الليل. كما عقدت الحكومة مزادات لتوريد الطاقة، بجانب فرض ضريبة على انبعاثات الكربون، في محاولة منها لتخفيف القيود التي تحول دون الوصول للمصادر غير التقليدية. وساهمت مثل هذه التدابير، في احتلال البلاد المرتبة الرابعة في تصنيف مؤشر أرنست آند يونج الخاص بجاذبية البلدان للطاقة المتجددة، في قائمة تضم 40 بلداً. وفي حقيقة الأمر، ساعدت سياسة شيلي بنسبة كبيرة في تعضيد قطاع الطاقة المتجددة واستثماراته في العديد من المشاريع، ما جعلها بؤرة جاذبة للاستثمارات الأجنبية. وفي ظل وجود نحو 261 مشروعاً تعمل في خط الإنتاج، بدأت شركات الطاقة المتجددة في التفكير في فتح فروع لها في دول أميركا اللاتينية الأخرى. وتوفر صحراء أتاكاما، التي تعتبر واحدة من أسواق الطاقة المتجددة الرائدة في شيلي، فرصاً كبيرة للمؤسسات العاملة في مجال الطاقة المتجددة. وتحتضن المنطقة الواقعة في شمال البلاد أيضاً، قطاعاً واسعاً للتعدين يساهم بقدر كبير في تطوير الطاقة المتجددة في البلاد حتى الآن. وأعلنت شيلي في الآونة الأخيرة، عن خطط لإنشاء خط لنقل الكهرباء بطول 1865 ميلاً للمساعدة في نقل كهرباء الطاقة الشمسية لأجزاء أخرى من البلاد. وبوصفها أكبر مورد من موارد الطاقة المتجددة غير المستقلة في العالم، تزخر شيلي بإمكانات ضخمة من طاقة المد والأمواج. لكن افتقار البلاد للخبرة التقنية والتمويل المالي الكافي، قوض مقدرتها على تحويل هذه الطاقة إلى كهرباء، لكن حاجتها الملحة للطاقة المتجددة وانفتاحها على الأسواق العالمية، يجعلها موقعاً مثالياً لعمليات بحث وتطوير طاقة الأمواج. كما يعتبر موقع شيلي الاستراتيجي في الحزام الناري الواقع على المحيط الهادئ، المنطقة التي تتميز بنشاط شديد من البراكين والزلازل، مصدراً رئيسياً لتوليد الطاقة الحرارية الجوفية، التي لا يزال تطويرها دون الأنواع الأخرى من موارد الطاقة المتجددة. وتتميز شيلي بظروف مناخية مواتية للغاية تناسب إنشاء مزارع الرياح. وأطلقت البلاد نهاية 2014، مزرعة الأريان للرياح، الأكبر من نوعها في البلاد والتي تكفي لتزويد نحو 200 ألف أسرة بالكهرباء سنوياً. وانضمت في أعقاب ذلك، 52 مزرعة أخرى لخط الإنتاج. وربما يعترض صادرات شيلي من الطاقة المتجددة، عدد من المعوقات المتمثلة في، حاجز اللغة والقوانين والتعقيد الإداري والرسوم العالمية. ومع توفر الموارد الطبيعية التي لا مثيل لها وحكومة لا تألو جهداً في سبيل تطوير الطرق التي تكفل توفير الطاقة للبلاد، تُعد سوق شيلي للطاقة المتجددة مؤهلة للاستمرار في جذب رغبة الشركات العالمية الكبيرة ونسبة لا يُستهان بها من الاستثمارات الأجنبية. تستقطب النسبة الأكبر في مجال التوظيف عالمياً أبوظبي (الاتحاد) تفوق نمو الوظائف على كافة التوجهات الأخرى التي سادت قطاع الطاقة المتجددة في العالم، حسبما ذكر مؤخراً عدنان أمين، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «ايرينا». ووفقاً للتقرير السنوي الجديد الذي نشرته أيرينا والخاص بنمو وظائف الطاقة المتجددة، يعمل ما يزيد على 8,1 مليون شخص في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم في العام الحالي بزيادة قدرها 5% عن 2015. وفي الصين التي تستحوذ على القدر الأكبر، تقدر القوة العاملة في قطاع الطاقة المتجددة بنحو 3523، بينما يعمل نحو 918 في البرازيل و769 في أميركا ونحو 644 في بقية دول أوروبا باستثناء ألمانيا وفرنسا، اللتين يقدر عدد العاملين فيهما بنحو 355 و170، على التوالي. أما اليابان التي تعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، يبلغ عدد العاملين في القطاع بنحو 388، حيث تتفوق عليها الهند بعدد عاملين يقدر بنحو 416. وجاء في بيان أصدره عدنان أمين:«لا شك في أن النمو في قطاع الطاقة المتجددة واضح للعيان، لأنه على عكس ما يدور في قطاعات الطاقة الأخرى. وهذه الزيادة مدفوعة بالانخفاض في تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة. ومن المتوقع استمرار وتيرة النمو هذه، في الوقت الذي يقوى نشاط هذا النوع من الطاقة، وتعمل فيه البلدان على التزام تحقيق أهداف المناخ التي، تم الاتفاق عليها في مؤتمر باريس الأخير». وارتفع إجمالي عدد وظائف قطاع الطاقة المتجددة حول العالم في 2015، في حين تراجعت في قطاع الطاقة ككل. وفي أميركا على سبيل المثال، حققت هذه الوظائف ارتفاعاً بنحو 6%، بينما تراجع معدل التوظيف في قطاع النفط والغاز بنسبة وصلت على 18%. وبالمثل، تم إدراج نحو 3,5 مليون وظيفة في قطاع الطاقة المتجددة في الصين، في حين استوعب قطاع النفط والغاز 2,6 مليون من الموظفين. ويظل قطاع الطاقة الشمسية، الأكبر في استيعاب وظائف الطاقة المتجددة حول العالم، بنحو 2,8 مليون يعملون في التصنيع والتركيب والصيانة والعمليات. ويحل بعدها، الوقود السائل بعدد وظائف وصل إلى 1,7 مليون، تليه طاقة الرياح التي حققت نمواً قدره 5% إلى 1,1 مليون وظيفة في العالم. علاوة على ذلك، تعتبر كل من دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وألمانيا والدنمرك، رائدة في وظائف طاقة الرياح البحرية. وفي العموم، تراجعت أرقام التوظيف في الاتحاد الأوروبي للسنة الرابعة على التوالي، نظراً للضعف الذي اتسم به نمو اقتصاد المنطقة. وانخفض معدل التوظيف بنحو 3% إلى 1,17 مليون خلال 2014، آخر سنة توفرت فيها البيانات المطلوبة. وتظل ألمانيا، أكبر مخدم في قطاع الطاقة المتجددة في منطقة الاتحاد الأوروبي. نقلاً عن: رينيوابل إنيرجي وورلد نقلاً عن: رينيوابل إنيرجي وورلد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©