ما تعريف «الاستثمار»؟
التعريف العام للاستثمار هو فعل أو إجراء يتم من خلاله توظيف الأموال، أو الاستفادة من الأصول المتوفرة لدى المستثمر في سبيل زيادة قيمتها، وهو فعل لا يخلو من خوض مجال المخاطرة المدروسة.
إن الاستثمار بشكل عام يكتسب باتجاهين متوازيين، الأول هو العلم والمعرفة والدراسات الاقتصادية والسياسية المتنوعة، والثاني وهو الأهم الخبرات الميدانية ومحاكات الواقع وخوض معترك الاستثمارات واكتساب الخبرات الفعلية، حيث إن الأوراق والمكتوب لا يفي بفن الاستثمار في أغلب الأحيان.
فالاستثمار هو مزيج بين العلوم الاقتصادية والسياسة بمعنى أفضل العلم، والممارسة الفعلية من خلال محاكاة الفرص الاستثمارية والعيش في خضمها ومعرفة فن اقتناص الفرص وتجنب المخاطر السلبية، وهو ما يطلق عليه البصيرة الاستثمارية وفنونها.
لذا وفي اعتقادي فإنه من يستطيع أن يوظف قدراته في الإبداع والابتكار في فن الدمج والمزج بين الاتجاهين، سوف يستطيع أن يحقق أفضل النتائج.
و لا يفوتني هنا أن أشير إلى أهمية الشهادات والخبرات العلمية وهيبتها كمعيار فعال لتشخيص، أو الوقوف على القدرات والمهارات المبدئية، التي يمكن من خلالها الاعتماد في اقتناص ذوي المهارات أو القدرات التي يمكن أن يصقلها ممارسة الواقع الفعلي لمضمار الاستثمار.
إلا أن ذلك ليس المعيار الوحيد الذي يعتمد عليه.
وهنا يتبادر إلى ذهن كل متمرس في مجال الاستثمار العديد من الأسئلة، والتي أعتقد أن من أهمها ( هل فعلا نمارس ما درسناه أو نطبق النظريات الاقتصادية في عالم الاستثمار؟!)
(هل نحتاج أن نكون خريجي أفضل الجامعات العلمية والتخصص في العلوم الاقتصادية لكي ننجح في مجال الاستثمار؟!)
سوف يجد أغلبكم والواقع يثبت ذلك بأن نسبة ضئيلة مما تكتسبه من معادلات اقتصادية ونظريات يتم ممارستها في مجال الاستثمار، أما بقية الخبرات العلمية فهي مجرد علوم تساهم في تنوير مداركك ورفع قدراتك للنظر للأمور بشكل أكثر شمولية، بما يسهم في صنع القرار الاستثماري الصحيح.
لا يخفى على كل ذي عين، بأن مجال الاستثمار هو من المهن التي تحتاج إلى قوة ملاحظة وسرعة البديهة، وقدرة كبيرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، والتي سوف يترتب عليها أما النجاح ويعني به تحقيق الأرباح ونجاح الاستثمار، أو فشل القرار وما سوف يترتب عليها من مخاطر كبيرة قد تعصف بقائد زمام المعركة لترديه أرضا وتكبده الخسائر، لذا كانت مهنة مدير الاستثمار من أصعب المهن والوظائف وأشدها صرامة.
فالمثل السائد لدينا أهل الإمارات والخليج يقول (لو كل من جاء في الوادي ونير ما تم في الوادي شير)
لذا فإن للنجاح في مجال الاستثمارات أسرار وفنون، سوف نخوض في تفاصيلها في مقال الأسبوع القادم إن شاء الله.
عدد اليوم
)
