جمال إبراهيم (عمّان) - كشف تقرير، غير رسمي، عن تراجع في مؤشرات الحريات الإعلامية في الأردن رغم أجواء ما يسمى بـ”الربيع العربي”، وحركات الاحتجاج الشعبي التي انطلقت قبل نحو عامين للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية. وتحدث تقرير “حالة الحريات الإعلامية في الأردن 2012” الذي أصدره مركز حماية وحرية الصحفيين أمس عن أن نحو 84% من الصحفيين المستطلعة آراؤهم يجدون أن الحكومة تتدخل في عمل وسائل الإعلام، بينما اعترف ما نسبته 17.7% من الصحفيين بتعرضهم للاحتواء الناعم عام 2012؛ إلا أن 72% يرون أن محاولات الاحتواء لا تؤثر على ممارستهم لعملهم المهني. وأشار التقرير إلى أن 62 انتهاكا تعرض لها الإعلاميون، في حين ارتفع عدد الشكاوى ليصل إلى 96 شكوى.
وحول أبرز الضغوط التي تعرض لها الصحفيون كانت حجب المعلومات وبلغت نسبتها 23%، التهديد 12%، ويليها القدح والذم 10.2%، ثم المنع من التغطية 7%، وحجب المواقع 2% والضرب والاعتداء الجسدي 1.6%، ونفس النسبة للاستدعاء الأمني وحجز الحرية 1.4%، وتكسير أدوات العمل الصحفي 1.2% والإحالة لمحكمة أمن الدولة 0.4%. وحول التابوهات التي يتجنب الصحفيون ملامستها في الأردن أظهر الاستطلاع أن ما نسبته 91.3% كان القوات المسلحة، والسلطة القضائية بنسبة 84.1%، القضايا الدينية بنسبة 74%، ويشكل أقل كثيرا الأجهزة الأمنية 68%، تحاشي القضايا الجنسية 72%، وتجنب النقد لزعماء الدول العربية والأجنبية تراوحت النسبة بين 42% وحتى 57%. وكانت أكثر ثلاثة مواضيع تعتبر خطا أحمر يتجنب الإعلاميون الاقتراب منه، القوات المسلحة بنسبة 22.1%، والقضايا الدينية 13.5%، وانتقاد الأجهزة الأمنية 13.4%. وكشف الاستطلاع عن توجه الإعلاميين إلى الاعتقاد بأن حرية الإعلام تراجعت في العام الماضي، حيث اعتبر 14% أنها تراجعت بشكل كبير مقارنة بنسبة 11.9% في عام 2011.
وأظهرت نتائج الاستطلاع العلاقة بين منسوب الحريات الإعلامية وواقع الاحتجاجات والحراك الشعبي في الشارع، حيث تراجعت نسبة إيمان الصحفيين بأن الاحتجاجات تسهم في زيادة مساحة الحريات لتصل إلى 81% بعد أن كانت 86% في عام 2011، وذات الأمر ينطبق على دورها في المساعدة في تدفق معلومات جديدة للناس فقد انخفضت من 86% إلى 84%، والحد من التدخل الأمني من 66% إلى 61%.
عدد اليوم
