نستطيع أن نطلق على «فزعة» خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل الأردن «وقفة شقيق وقت الضيق»، فقد عانى الأردن بشكل غير مباشر من الخريف العربي، وتحمل فوق طاقته واستضاف لاجئين دون أن يلقى الدعم المناسب للأعباء الاقتصادية التي وجد نفسه مطالباً بها، وفي نفس الوقت يعاني الأردن قلة الموارد خاصة المياه والنفط، حيث تتعدى نسبة موارد الأردن من الضرائب فقط 60%، لذلك كانت قمة مكة التي شارك فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، ليضعوا حلولاً مستدامة وحزمة مساعدات اقتصادية متكاملة، تضع حداً للأزمة الاقتصادية التي يواجهها الأردن.
وليست هذه أول مرة تفزع المملكة من أجل أشقائها، فقد رأيناها تتخذ مبادرات حاسمة مع لبنان والبحرين ومصر، وتقود التحالف العربي في اليمن لمواجهة الخطر الحوثي والتدخل الإيراني في المنطقة، كما كان لها صوت مسموع لإنقاذ مصر من شرور جماعة الإخوان الإرهابية التي حاولت استهداف أرض الكنانة بالإرهاب والتفجيرات والضغوط الاقتصادية.
وكلنا ثقة في أن ملك الحزم عازم أمره على إعادة الاستقرار للأردن، ليجد طريقه إلى النمو الاقتصادي والاكتفاء الذاتي والحياة الكريمة التي يستحقها شعب النشامى، فهناك العديد من السبل التي يمكن استغلالها في تنشيط عجلة النمو في الأردن وعلى رأسها السياحة في البتراء أو السياحة الدينية في «المغطس»، كما أن هناك مشروع «نيوم» الذي سوف يكون نقلة سياحية كبرى في المنطقة، والأردن أحد الأطراف المهمة والمشاركة فيه، ولاتزال الفرص الاقتصادية كثيرة أمام الأردنيين، لصنع المستقبل الأفضل وتحقيق الرفاهية للشعب.
محمود صديق - الرياض
عدد اليوم
