الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا تنام ؟

10 مايو 2011 20:09
رغم أننا نقضي أكثر من ثلث حياتنا نائمين، إلا أن الأكثرية لا يعرفون كثيراً من الحقائق عن النوم. وهناك اعتقاد شائع بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية، ويحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه. لكن هناك أنشطة معقدة للغاية تحدث على مستوى المخ والجسم بصفة عامة أثناء النوم، وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس تماماً، فإن بعض الوظائف الحيوية تتم خلال النوم، كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع الاستيقاظ منه. وهذه الحقائق العلمية ربما تكون حديثة نسبياً، ولم تتطرق إليها المراجع الطبية بعد. فالنوم ليس فقدانا للوعي، وإنما هو فقط حالة خاصة يمر بها الإنسان وتمثل تغيراً لحالة الوعي. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل، الأولى والثانية يكون النوم خلالهما خفيفاً. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين يسبب التعب والإجهاد وعدم التركيز. وتؤكد الدراسات الطبية أن بعد حوالي تسعين دقيقة من النوم تبدأ مرحلة الأحلام، أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة المهمة لاستعادة الذهن لنشاطه الاعتيادي. وتختلف الفترة التي يحتاجها الفرد للنوم من شخص إلى آخر، وتعتبر فترة “الثماني ساعات” معدلاً معقولاً ومناسباً لفترة النوم الضرورية في اليوم الواحد. والحقيقة أن في الدماغ ما يسمى بالساعة البيولوجية التي تجعلنا نستيقظ من النوم في ساعة محددة كل صباح، وتشعرنا بالنعاس في الوقت ذاته من كل مساء إذا ما اعتدنا على ذلك. ولا ينفرد الإنسان بوجود هذه الساعة بل هي موجودة عند الحيوانات أيضاً. فمن المعروف أن الصراصير والبوم والخفافيش والجرذان تنشط ليلاً وتهجع وتختفي في النهار، بينما الحيوانات الأخرى يكون نشاطها الأعظم أثناء النهار. فقد تم نقل مجموعة من “النحل” من منطقة ما في باريس إلى نيويورك، ولوحظ أنها تنطلق للحقول لجمع الرحيق عندما يحين موعد جمعه حسب توقيت باريس. وليس في موعد الجمع في نيويورك، إذ أن ساعتها البيولوجية ما زالت مبرمجة على توقيت باريس. ويعتقد الباحثون أن الغدة الصنوبرية التي تفرز الميلاتونين هي التي تمثل الساعة البيولوجية. وعندما ينتقل أحدنا غربا إلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية، حيث يتأخر الوقت نحو اثنتي عشرة ساعة، لوحظ أنه ينشط عندما يحين منتصف الليل. فأجسامنا مبرمجة على النشاط في وقت معين، وتختلف عندما ننتقل إلى نصف الكرة الأرضية الآخر، والعكس صحيح. من أجل ذلك تضطرب حياة من يضطر بحكم عمله إلى الانتقال باستمرار شرقاً وغرباً، كما هو الحال مع أطقم الطائرات، وكذلك حياة من يضطرون للقيام بمناوبات ليلية ونهارية. وينطبق على ذلك من يحيلون ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى ليل. فإذا عملت أثناء الليل أو سافرت لمسافة بعيدة بالطائرة، فربما تتكيف ساعة الجسم مع التوقيت الجديد للنوم، ولكن قد يحتاج ذلك إلى بضعة أيام. وقد يشكو هؤلاء خلال ذلك من بعض الأعراض التي تشمل الأرق والإعياء والصداع وضعف التركيز.. وسلامتك. khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©