جاء تتويج النصر بلقب بطولة الأندية الخليجية لكرة القدم، ليحرز اللقب الغالي بعدما غابت الألقاب الكبيرة عن خزائنه مدة استمرت 25 عاما، لم تنحنِ خلالها الهمم وبقي «العميد» في دائرة المنافسة دائما، قبل أن يسجل عودته من البوابة الواسعة التي أشاعت البهجة في نفوس كل النصراوية.
وتمكن النصر من إحراز اللقب والعودة إلى منصة التتويج في موسم شهد عودة «الكبار»، سواء في الملاعب العربية أو العالمية، حيث كان سميه النصر السعودي قد تمكن من إحراز لقب الدوري بعد انتظار دام 19 عاماً، فيما أحرز لقب كأس ولي العهد الذي غاب عن خزائنه 40 عاماً.
من جانبه، خطف ليفربول القلوب بعدما اقترب من إحراز لقب الدوري الإنجليزي بعد انتظار دام قرابة ربع قرن من الزمان، قبل أن يكتفي بالمركز الثاني في موسم استثنائي، فيما كسر أرسنال عقدة الألقاب التي عاندته 9 مواسم كاملة بعدما أحرز لقب كأس إنجلترا، لينهي صيامه عن الألقاب، حيث يرجع آخر لقب حققه الفريق إلى عام 2005 عندما توج بذات اللقب أيضا، رغم وجوده على ساحة المنافسة دائما كما هو حال «العميد».
وشهدت الكرة الإسبانية عودة أتلتيكو مدريد إلى الساحة بقوة على صعيد مسابقة الدوري، بعدما توج باللقب لأول مرة منذ موسم 1995- 1996، ليكسر هيمنة برشلونة وريال مدريد على المسابقة.
وغياب الفرق الكبيرة عن الألقاب ظاهرة موجودة عالمياً، وهناك العديد من الحقائق التاريخية التي تكشف هذه الأمور، حيث غاب تشيلسي الإنجليزي عن لقب الدوري الإنجليزي لمدة نصف قرن من الزمان، فيما يمتلك مانشستر يونايتد صاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج بلقب الدوري الإنجليزي، سجلا أسود أيضاً، حيث غاب 29 عاما عن الألقاب بين عامي 1919 إلى 1948، فيما غاب 9 سنوات أيضا بين عامي 1968 و1977، ومرة أخرى 6 سنوات من 1977 إلى 1983، و5 سنوات من 1985 إلى 1990.
وعلى صعيد اللقب القاري، انتظرت جماهير برشلونة 38 عاماً قبل أن يتوج فريقهم باللقب الأول لهم عام 1992، ثم انتظروا حتى عام 2007 لإحراز اللقب مجدداً، رغم هيمنتهم وتفوقهم الواضح خلال السنوات الماضية.
ويتصدر تشيلسي الفرق التي انتظرت التتويج القاري، حيث صبرت الجماهير لمدة 58 عاما منذ انطلاق بطولة دوري أبطال أوروبا للوصول لأول وآخر ألقاب فريقهم عام 2012، في الوقت الذي يتواجد بالقائمة انتر ميلان الإيطالي الذي عاد لمعانقة اللقب القاري بعد 35 عاما من إحراز اللقب في ستينيات القرن الماضي.
أما على صعيد المنتخبات، يعد المنتخب الإنجليزي الأشهر في هذا الأمر، حيث كان قد أحرز لقب كأس العالم عام 1966، لكنه في كل مرة اخفق في جميع مشاركاته التالية، لتصل مدة انتظاره حاليا إلى 48 عاما قبل انطلاق النهائيات المقبلة بالبرازيل.
86 عاماً من الانتظار
أشهر سنوات الانتظار التي عرفتها الرياضة بشكل عام، كان في رياضة البيسبول والنحس الذي لازم فريق بوسطن ريد سوكس للبيسبول، وأطلق عليه اسم «البامبينو» بعد أن قام ببيع لاعبه بيب روث، المشهور بلقب «البامبينو» إلى فريق نيويورك يانكيز في عام 1920، حيث كان الفريق الأكثر تتويجاً بالسلسة العالمية، في حين كان اليانكيز فريقا مغمورا.
وبعد هذه الصفقة انقلبت المعطيات، حيث فشل الريد سوكس من الفوز بالسلسلة العالمية لمدة 86 عاماً، استمرت من عام 1918 إلى عام 2004، في حين تحول اليانكيز إلى العلامة الكبيرة لهذه الرياضة وحصد 27 لقبا آنذاك.
تناثرت شائعات حول سبب بيع روث، حيث كان هناك أقاويل حول أن مالك الفريق كان يرغب بالحصول على تمويل لإنتاج مسرحية يقوم بإنتاجها في برودواي، فيما قد يعود الأمر إلى مطالبة اللاعب بزيادة كبيرة في راتبه، لكن رغم ذلك فإن هذا الأمر تسبب في تعثر الفريق لعقود طويلة للغاية، رغم إنه نافس دائما وصعد إلى الأدوار النهائية مرارا دون أن يحالفه التوفيق. وبعد سنوات من الانتظار والخسارات المتتالية، فقد تمكن الفريق من إنهاء المعاناة عام 2004، بطريقة دراماتيكية، حيث خسر أول 3 مباريات في سلسلة اللقاءات السبعة أمام اليانكيز، ليعود ويحقق الفوز في أربع مباريات متتالية ويصبح أول فريق بتاريخ البطولة يحقق هذا الامر، ليتأهل إلى المباريات النهائية ويتفوق على فريق سانت لويس كاردينالز برباعية نظيفة وينهى انتظار دام 86 عاماً، ويعد الأشهر بتاريخ الرياضة المعاصرة. (دبي - الاتحاد)
عدد اليوم
