الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

القرآن الكريم.. رحمة وتذكرة لمن يخشى

7 مايو 2015 22:50
أحمد محمد (القاهرة) قال أبو جهل، والنضر بن الحارث، للنبي صلى الله عليه وسلم، إنك لشقي بترك ديننا، وذلك لما رأياه من طول عبادته وشدة اجتهاده، وقال الضحاك لما نزل القرآن على النبي قام هو وأصحابه فصلوا، فقال كفار قريش ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به، فأنزل الله تعالى هذه الآية: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)، «سورة طه: الآيتان 1 و2». قال قتادة لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونوراً، ودليلاً إلى الجنة، إن الله أنزل كتابه، وبعث رسله رحمة، رحم بها العباد، ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر أنزل الله فيه حلاله وحرامه، والكفر بذلك من باب الكبرياء والعناد والعلو في الأرض. يعلم السر هذا القرآن الذي جاءك يا محمد هو تنزيل من ربك رب كل شيء ومليكه، القادر على ما يشاء، الذي خلق الأرض بانخفاضها وكثافتها، أنزل هذا القرآن الذي خلق الأرض والسماوات العلا، الذي يعلم السر وأخفى، كما قال تعالى: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا)، «سورة الفرقان: الآية 6». قال ابن عباس، السر ما أسر ابن آدم في نفسه و«أخفى» ما أخفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فالله يعلم ذلك كله، فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد، وجميع الخلائق في ذلك عنده كنفس واحدة. وقال الطبري، يقول تعالى ذكره، ما أنزلنا عليك هذا القرآن إلا تذكرة لمن يخشى عقاب الله، فيتقيه بأداء فرائض ربه واجتناب محارمه، وإن الله أنزل كتبه، وبعث رسله رحمة للعباد، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر له، فقال (تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا)، «سورة طه: الآية 4»، فمعنى الكلام، ما أنزلنا عليك هذا القرآن لتشقى به، ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى. طول القيام وقال الكلبي، لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة حتى كان يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه، وكان يصلي الليل كله، فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يخفف على نفسه فقال (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)، «سورة طه: الآية 2»، وقيل، لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك، فرد الله عليهم بهذه الآية نفياً مزعمهم. البشارة والنذارة وما أنزلنا عليك القرآن في حال من أحوال إلا «تذكرة» ما أنزلناه عليك لتشقى، وقال أثير الدين الأندلسي في «التفسير الكبير»، هذه السورة مكية بلا خلاف، ومناسبتها لآخر ما قبلها أنه تعالى لما ذكر تيسير القرآن بلسان الرسول صلى الله عليه وسلم، أي بلغته وكان فيما علل به قوله: (... لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا)، «سورة مريم: الآية 97»، أكد ذلك بقوله «ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى»، والتذكرة هي البشارة والنذارة، وإن ما ادعاه المشركون من إنزاله للشقاء ليس كذلك بل إنما نزل تذكرة، ومعنى «لتشقى» لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم وتحسرك على أن ألا يؤمنوا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©