الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطنات: علاقتنا بالنخيل علاقة تشابه وتداخل

19 يوليو 2010 23:45
ارتبطت المرأة الإماراتية بالنخيل بعلاقة حب وتداخل، ولم تكن العلاقة بينهما علاقة عابرة، فتماهت الإماراتية مع النخلة في صفاتها المتمثلة بالشموخ والعزة والصبر والعطاء الذي لا ينضب، وفق ما تصف مشاركات في مهرجان ليوا للرطب. وحرص الاتحاد النسائي العام على إحياء المشاغل التراثية للمرأة الإماراتية سواء مشاغل “التلي” أو مشاغل النسيج أو مشاغل الخوص. وتعد قصة النخيل وعلاقة الإنسان الإماراتي به قصة متداخلة لا يزال الاتحاد النسائي والقائمون عليه ومجموعة من المهتمات بالتراث يحاولون إيصالها بشتى الطرق إلى الأجيال الجديدة. وتقول كلثم المنصوري إن النخيل كان أهم ما في حياتنا في الماضي سواء البدوي منا أو الحضري، حيث كان يوفر الغذاء والمسكن، وعلاقة المرأة الإماراتية بالنخيل علاقة متداخلة أقوى من أي رابط آخر غير رابط الدم والقربى، “فمن خيرها عشنا وأخذنا كل حاجات البيت سواء كان ذلك من الغذاء أو المسكن أو من خوص النخيل الذي يملأ زوايا المكان”. وبينت أن الخوص يؤخذ من سعف النخيل وبعد تقطيعه يوضع في الشمس إلى أن يتحول إلى لونه الأبيض، ولا تعتمد المرأة في صناعة الخوص على لونه الطبيعي فقط بل تقوم بصبغه بألوان من الطبيعة وبعدها يبلل لكي يسهل تشكيله. وقالت إن المرأة قديماً كانت تصنع كل حاجيات البيت من النخيل، فمن سعفه تظلل البيوت وتؤخذ “البدع” وأعمدة البيوت ومن ليفه يصنعون حبالاً ومن سعفه يصنعون سفيفاً تخيطه المرأة بالطريقة التي تريد وهنا “تخلع عليه ذاتها” وتصنع منه المخرافة والزمبل لجني التمر والسفرة والسدود وهي سفرة كبيرة تستخدم في العزائم والذبائح الكبيرة و”المجبة” الذي تغطى به الأغراض المخصصة للأكل أو الشرب للمحافظة عليها، والحصير للفرش كما يوضع على “العون” في الجوانب أو فوق السطح من الداخل لتزين منظره ويصنع من الليف سداد الناقة وكذلك “البدود” أي اللبد. من جانبها، أكدت أم محمد أن المرأة في القديم كانت كل حاجاتها في البيت من النخيل مثل المخرافة والتنبيل للجني الرطب والمخراف والمثبن و”المشاه” لتطيب الماء والقربة والسقا “مخضاض” اللبن والهبان، مشيرة إلى أن كل النساء قديماً لابد أن يكون لديهن مهارة في الدباغة وصناعة “الدعون” وعلى الرجال خدمة السعف وتجهيزه وهي عملية تتم بعد قصه من النخل حيث يدفن لمدة عشرة أيام بعد أن يرش عليه الماء، ويكون بعدها ليناً طيعاً ثم يأتي إلى أنامل المرأة التي تشكله كيفما تشاء. وقالت: “لم يكن في هذه الأرض غير النخيل وشجر الأرطا الذي كان حطبه يستخدم في الطهي والتدفئة وتقطع أغصانه الغضة فتخلط مع الأرز”. وبينت أم محمد أنه لولا الاتحاد النسائي العام ودعمه لما استطاع الناس المحافظة على التراث والتعريف به، وشكرت الجهود المنظمة التي قام بها منذ إنشائه. وقالت سميرة مبارك العامري من العلاقات العامة بالاتحاد النسائي إن الاتحاد النسائي العام انسجاماً مع أهدافه الأساسية التي منها حفظ التراث يقوم بدعم أمهات التراث والحرفيات عبر رواتب أو في شكل مشتريات كما يسهم في التدريب والتطوير لكل من يرغب في ذلك.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©