قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنها تناشد روسيا، عدم إجراء مناورات أفيادارتس 2014 الجوية عند الحدود الأوكرانية في وقت طلب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إجراء تحقيق في مقتل عشرات الأشخاص في مدينة أوديسا الأوكرانية باستخدام مادة كيميائية سامة ضد الضحايا. وبينما قال بيان رسمي روسي إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بسحب قوات بلاده بالقرب من الحدود الأوكرانية، ذكر متحدث باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الحلف لم يلحظ أي دلائل حتى الآن على انسحاب هذه القوات من مواقع تواجدها فيما أعلنت واشنطن أنها تنتظر «أدلة ملموسة» على انسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية، إلى ذلك اعترضت مقاتلات بريطانية من طراز (تايفون) مروحية عسكرية روسية، أثناء قيامها بدوريات في المجال الجوي لبحر البلطيق.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بيان للخارجية الأوكرانية نناشد الجانب الروسي إلغاء مناورات أفيادارتس 2014، التي من شأنها أن تشحن الأجواء أكثر في وقت تشهد فيه أوكرانيا انتخابات رئاسة الجمهورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مؤخراً أن مقاطعة فورونيج، وهي منطقة روسية تتاخم أوكرانيا، ستشهد في فترة ما بين21 و26 مايو سباقاً للطائرات العسكرية يعرف باسم مناورة أفيادارتس 2014 تشارك فيه 71 طائرة ومروحية للقوات الجوية الروسية.
وتتضمن فعاليات سباق الطائرات قيام الطائرات المتسابقة بمهاجمة أهداف أرضية تمثل الطائرات والآليات العسكرية والدبابات والمدافع ومخابئ العدو، واختراق دفاعات العدو الجوية.
من جانب آخر نقلت «نوفوستي» عن لافروف قوله للصحفيين أمس إنه كتب إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مطالباً بتحقيق دولي في مجزرة أوديسا في الثاني من مايو الجاري.
وقال لافروف اليوم إنه طالب أيضاً بالتحقيق في معلومات عن استخدام مادة كيميائية سامة لقتل المحتجين في أوديسا.
في غضون ذلك أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة القوات، التي كانت تشارك في مناورات عسكرية قرب الحدود الأوكرانية، مطالباً كييف بسحب قواتها «فوراً» من شرق البلاد.
وقال الكرملين أن روسيا تدعو أوكرانيا إلى وضع حد فورا لعملية القمع وأعمال العنف وإلى سحب القوات وتسوية كل المشكلات القائمة بالسبل السلمية حصراً في إشارة إلى عملية «مكافحة الإرهاب»، التي أطلقها الجيش الأوكراني في 13 أبريل.
لكن المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) قال من جانبه إن الحلف لم يلحظ أي دلائل حتى الآن على انسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا. مشيراً إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية صباح أمس.
من جهة أخرى أعلنت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سوف يمنح أوكرانيا اليوم حزمة إنقاذ بقيمة 100 مليون يورو (137 مليون دولار) من إجمالي حزمة تقدر بـ 1.6 مليار يورو.
وقالت المتحدثة بيا اهرينكيلدى «إن البرنامج يهدف لمساعدة أوكرانيا الإيفاء بجزء من احتياجاتها المالية الخارجية العاجلة».
ولم تستعبد المفوضية إمكانية استخدام الأموال للمساعدة في تسوية فواتير الطاقة بين أوكرانيا وروسيا.
وحول الانتخابات الأوكرانية أعلن موفد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأوكرانيا الدبلوماسي الألماني فولفجانج ايشينجر إنه يتوقع سير الانتخابات الرئاسية بشكل «طبيعي تقريباً» إلا في قسم من شرق أوكرانيا، الذي يشهد حركة انفصالية موالية للروس.
من جهته أكد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة جونتر أوتينجر الدور المهم لأوكرانيا بالنسبة للقارة، وذلك قبل اجتماعه مع وزير الطاقة الروسي أليكسندر نوفاك.
من جانب آخر ترى أن هناك حاجة «لإعادة النظر» في علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في ضوء الخلافات العميقة بشأن أوكرانيا. جاء ذلك على لسان سيرجي لافروف الذي قال في اجتماع مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك: «تتطلب هذه العلاقات إعادة نظر كبيرة ونحاول مع شركائنا من دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إجراء تحليل من أجل فهم أفضل للنقطة، التي نقف فيها وأين تتطابق تقديراتنا وأين نختلف».
كمت طالب لافروف، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأن تسخر إمكاناتها من أجل الإفراج عن صحفيين روسيين محتجزين من قبل الجيش الأوكراني.
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية أقرت أن قواتها احتجزت مواطنين روسيين قدما نفسيهما على أنهما صحفيان.
وفي وقت سابق توجهت إدارة قناة «لايف نيوز» التليفزيونية الروسية إلى وزير الخارجية سيرجي لافروف بطلب المساعدة في تحرير صحفييها أوليج سيدياكين، ومارات سايتشينكو، اللذين فقدا بجنوب شرق أوكرانيا.
وفي تطور عسكري اعترضت مقاتلات بريطانية من طراز (تايفون) مروحية عسكرية روسية، أثناء قيامها بدوريات في المجال الجوي لبحر البلطيق.
وقالت صحيفة «ديلي تليغراف»، إن وزارة الدفاع البريطانية أكدت أن المقاتلات تم تكليفها باعتراض طائرة مجهولة بالقرب من حدود لاتفيا أثناء قيامها بطلعة تدريبية، يُعتقد أنها مروحية من طراز (كي إي 27) حلّقت من سفينة حربية روسية فوق المياه الدولية دون أن تعرّف على نفسها.
ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله إن مقاتلات تايفون شاهدت مروحية مضادة للغواصات على سطح سفينة حين وصلت إلى مكان الحادث، في ما وصف بأنه زيارة ودية.
وكانت بريطانيا نشرت أربع مقاتلات من طراز (تايفون) بقاعدة جوية في ليتوانيا مطلع الشهر الحالي، لتعزيز دوريات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في المنطقة رداً على الأزمة في أوكرانيا.
وقامت سفينة حربية بريطانية بمرافقة حاملة طائرات روسية في القناة الإنجليزية بوقت سابق من هذا الشهر، فيما اعترضت مقاتلات بريطانية من طراز (تايفون) طائرات استطلاع روسية الشهر الماضي شمال اسكتلندا. (عواصم ـ وكالات)
عدد اليوم
