أديس أبابا - الاتحاد:
تدهورت الأوضاع الأمنية في دارفور امس بالتزامن مع تأكيد مفاوضي حركتي التمرد الرئيسيتين في الاقليم إن مفاوضات السلام مع الوفد الحكومي السوداني في العاصمة النيجيرية ابوجا وصلت إلى طريق مسدود· وأوضح سعيد جينيت مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي في تصريحات لـ'الاتحاد' إن لجنة أمنية تابعة للاتحاد الأفريقي بدأت بإجراء تحقيق عاجل في ملابسات هجوم قامت به مليشيا مجهولة ضد قوات مراقبة وقف إطلاق النار الأفريقية وأدى إلى مقتل جندي سنغالي وجرح عشرة آخرين إصابة ثلاثة منهم خطيرة، وقال إن الوضع الأمني في الإقليم تدهور كثيرا' في الفترة الماضية بعد الهجمات التي قام بها المتمردون التشاديون على منطقة ادري مما زاد حدة التوتر الأمني في كل المناطق الحدودية خاصة بعد أن زاد الجيش التشادي من انتشاره في المناطق الحدودية، وأشار ايضا إلى أن عدم تقدم مفاوضات السلام في نيجيريا سينعكس سلبا على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة·
ويتخوف عدد كبير من المراقبين أن يساهم متمردو دارفور في الصراع التشادي التشادي خاصة إن قيادتي الحركتين (تحرير السودان والعدل والمساواة) ينحدران من الشق السوداني لقبيلة الرئيس التشادي إدريس دبي (قبيلة الزغاوة) مما قد يزيد من تعقيد الأزمة، ولكن عصام الحاج الناطق الرسمي لمتمردي دارفور أكد في اتصال مع 'الاتحاد' انهم يقفون على الحياد من الأزمة الحالية في تشاد إلا إذا دخل المتمردون التشاديون إلى المناطق التي يسيطرون عليها في الإقليم، مشيرا' إلى أن متمردي تشاد الذين يقودهم محمد نور يتمركزون حاليا في مدينة الجنينة السودانية ويتحركون في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الحكومي، وأكد إن الجيش التشادي قادر على الدفاع عن أراضيه ولا يحتاج إلى دعمهم·
وعن جولة المفاوضات الحالية قال الحاج أمس إن المفاوضات حول ترتيبات اقتسام السلطة وصلت إلى طريق مسدود بسبب التشدد الغير مبرر للوفد الحكومي، موضحا إن ذلك يعتبر عقبة أمام مواصلة البحث عن اتفاق سلام شامل لإنهاء ثلاث سنوات من إراقة الدماء، مشيرا إلى أن المجالين الرئيسيين الآخرين في المفاوضات الحالية هما اقتسام الثروة والترتيبات الأمنية، لكن الحاج قال إن أي تقدم في هذين المجالين لن يكون له أي معنى من دون اتفاق بشأن اقتسام السلطة·
وكان وسطاء الاتحاد الإفريقي أعلنوا إن الأطراف في محادثات سلام دارفور اتفقت حتى الآن على نحو 80 في المائة من النقاط التي يجري بحثها فيما يتعلق باقتسام الثروة، وفيما يتعلق بالترتيبات الأمنية فإنهم يبحثون البند الأول في جدول أعمال من خمس نقاط استغرق عدة أسابيع للاتفاق عليه، غير أن محاولة لدفع مفاوضات اقتسام السلطة إلى الأمام من خلال إجراء مفاوضات في مجموعات أصغر بدأت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي لم تحقق النجاح المطلوب· وقد قرر مفاوضو الاتحاد الأفريقي تعليق التفاوض حول القضايا الشائكة·
عدد اليوم
