الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«اللاعب الموظف» ظاهرة تخترق «سفينة الاحتراف» في دورينا

«اللاعب الموظف» ظاهرة تخترق «سفينة الاحتراف» في دورينا
16 يناير 2014 09:35
بعد مرور ست سنوات على تطبيق التجربة الاحترافية في ملاعبنا، والتحول بشكل تدريجي وآمن، من مرحلة «الهواية» إلى «عولمة الكرة»، تبرز بعض الظواهر من حين إلى آخر، لا تنسجم مع منظومة الاحتراف المستهدفة في الأساس بأنديتنا وقطاعاتنا الرياضية التي قررت في السنوات العشر الأخيرة، أن تلاحق النهضة الكبيرة التي تشهدها باقي قطاعات الدولة حتى تكون على مقربة منها، ومن هذه الظواهر مسألة «اللاعب الموظف». ومن اللافت للانتباه أن الأندية التي تعاني من وجودها في «دائرة الخطر»، مثل الشعب وعجمان والإمارات، تملك أكبر عدد من اللاعبين غير المتفرغين بين كل أندية الدولة. وبرغم أن لاعب الكرة في منظومة الاحتراف الجديدة، يجب أن ينصب كل تركيزه مع اللعبة والنادي والمنتخب، إذا كان دولياً حتى يفي بمتطلبات المرحلة الجديدة، وطموحات الجماهير، إلا أننا وجدنا عن طريق «الحصر والتقصي» أن هناك عدداً كبيراً من لاعبي فرق دوري الخليج العربي، لا تربطهم أي علاقة بناديهم سوى ساعتي التدريب، بعد العصر والمباريات الرسمية «إن أمكن»، لأنه مرتبط بـ «دوام يومي»، في وظيفته الرئيسية، وهو بذلك يبقى محدود الطموح في «المستطيل الأخضر»، بفضل الضغط الذي يتعرض له، سواء من عمله، أو دوره كلاعب في الفريق الأول، رغم الجهد الكبير الذي يبذله مجلسا أبوظبي ودبي الرياضيين، من خلال توفير بعض الوظائف للاعبين في الأندية مع تفريغهم تماماً خلال مراحل لعبهم في الأندية لمزاولة لعبتهم المفضلة. وتحرص «الاتحاد» على فض الاشتباك بين المتسببين في الظاهرة، ووضع التصورات المناسبة التي تحافظ على حقوق اللاعب والنادي معاً، وفي البداية يؤكد عبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية لشباب لشؤون الرياضة، أن المفاهيم ما زالت مغلوطة في الوسط الرياضي، رغم مرور أكثر من 5 سنوات على تطبيق المنظومة الاحترافية، مشيراً إلى أن الاحتراف معناه «وظيفة»، واللاعب يجب أن تكون وظيفته «لاعب كرة»، لأنه مرتبط بعقد مع ناديه، ويجب للملتزم بعقد عمل في جهة أن لا يرتبط مع جهة أخرى بعقد آخر في الفترة الزمنية نفسها، وأن الحكومة من خلال «مجلس أبوظبي الرياضي» و«مجلس دبي الرياضي» قامت بجهد مشكور حتى توفر وظائف للاعبين في الأندية، وتفرغهم في الوقت نفسه للقيام بأدوارهم كلاعبين محترفين، لكن هذا الأمر يجب أن تجري مراجعته وإعادة تقييمه، ولأي مدى سوف تتوفر وظائف للاعبين، وعدد الدرجات الشاغرة التي يمكن أن تخصص لهم، مع الوضع في الاعتبار أن العدد يتصاعد من سنة إلى أخرى، وأن اللاعب نفسه يجب أن يقتنع بأنه لاعب كرة مثل ما يحدث أوروبا، ولا يوجد هناك من يتقاضى راتباً من ناديه، وراتباً آخر من وظيفته في الوقت نفسه، وعليه أن يكون قنوعاً، وأن يعطي كل جهده وتركيزه لناديه، خصوصاً أن رواتب اللاعبين تصاعدت حالياً، وأصبحت تصل إلى 100 ألف درهم في الشهر شاملة المكافآت والبدلات، لكل لاعب مع ناديه وهي كافية تماماً. وقال الدوسري: «من يحملنا المسؤولية فهو يغش نفسه، ولست ضد تأمين مستقبل اللاعبين، من خلال إنشاء صندوق معاش تقاعدي لهم حتى نوفر لهم الضمان، وأعتقد أن من يقول إن الهيئة العامة للشباب والرياضة تتحمل جزءاً من المسؤولية في مسألة حتمية تفريغ اللاعبين، فهو يخلط الأوراق، ويتحدث في الفضاء، لأن اللاعب نفسه يجب أن يقرر مصيره، خاصة أن قرار شيوخنا في مجلسي «دبي وأبوظبي الرياضيين» بإيجاد وظائف للاعبين كانت بهدف تشجيع التجربة الاحترافية في بداياتها، وأتوقع أنه مع إعادة تقييم الأمر، سوف يتم تقليص تلك الوظائف، خصوصاً أن أعداد المستفيدين في زيادة مستمرة، وأن الوظائف سوف تتكدس باللاعبين والمدربين والإداريين، بما يقلل من نسبة الدرجات الشاغرة». انشغال اللاعب وأضاف: «الهيئة مع بذل أي جهد مع الجهات المعنية كافة، لإنشاء صندوق معاشات للاعبين، لكنها لن تعمل ضد تيار الاحتراف، ولن تقوم بدور في الاتجاه المعاكس لتقويض الاحتراف، لأن انشغال اللاعب بوظيفة حتى ولو أنه مفرغ منها، يأخذ جزءاً من تفكيره وتركيزه، وكما يقلل من حوافزه في العطاء، لأن البديل موجود بالنسبة له، والمفترض في عالم الاحتراف أن اللاعب يجب أن يقتنع بأن الكرة هي مصدره الأساسي والوحيد للعيش، وفي هذه الحالة لن يتوانى في التفاني لخدمة ناديه، الأمر الذي يعزز حقوق الأندية على اللاعبين». حل دائم من ناحيته، أكد المستشار محمد الكمالي، الأمين العام للجنة الأولمبية، أن اللاعب الموظف ظاهرة تثبت أننا وفق منظومتنا المجتمعية نطبق شيئاً شبيهاً بالاحتراف، وليس الاحتراف نفسه، وأن التفكير يجب أن ينشغل في الوقت الراهن لوضع نظام يؤمن مستقبل اللاعب، وأن الدور الذي تقوم به المجالس الرياضية بالفعل يعتبر حافزاً لتطبيق التجربة، لكنه حل مؤقت، لا يجب أن يكون حلاً دائماً، لأن المحترف هو اللاعب الذي لا يمتهن أي مهنة أخرى غير لعبة الكرة، ويجب أن تكون وظيفته في الهوية هي لاعب كرة، وهو الأمر المعمول به في كل الجهات المتقدمة في العالم. تفكير موازٍ وقال الكمالي: «إما أن نطبق الاحتراف بكل معاييره، وإما أن نعترف بأننا في مرحلة الهواية، وأن ما اتخذ من خطوات في مسيرة التحول من الهواية أمر جيد، لكن يجب أن تتبعها خطوات أخرى، من أجل نجاح التجربة، وأن ما تم من توظيف لعدد من لاعبي الجيل الحالي لحل المشكلة بشكل مؤقت، يجب أن يكون هناك تفكير موازٍ له للتعامل بنجاح وحسمه مع الأجيال القادمة، من خلال توفير شبكة الأمان الوظيفي والاجتماعي للاعب ولأسرته». وأضاف: «في الكثير من المهن الحالية، عندما تذهب للتعاقد على الوظيفة، يشترط عليك ألا ترتبط مع أي جهة أخرى، بأي نوع من أنواع العمل، والكرة لا تقبل بـ «شريك»، لأنها تستغرق تفكير وجهد اللاعب، ولكن بالأرقام عمر اللاعب في «المستطيل الأخضر» مهما طال لا يتجاوز الـ 12 سنة وعليه أن يضمن مستقبله بعدها». «صفر اليدين» في السياق نفسه، أكد الدولي المونديالي خالد إسماعيل، أن الأمر يستدعي قراراً من مجلس الوزراء بتفريغ اللاعبين تماماً من وظائفهم حتى تنتهى مسيرتهم مع الكرة، لأن الاحتراف طرأ على الأمر، بمعنى أن اللاعبين كانوا موظفين في مرحلة الهواية، ولا يمكن بعد أن احتلوا المناصب وترقوا أن نطالبهم بالاستقالة والخروج «صفر اليدين»، خصوصاً أن عمرهم قصير في الملاعب». حق اللاعب وقال: «أتفق مع المبدأ العام بأن يكون اللاعب متفرغاً للكرة حتى يعطي كل ما عنده لها، وحتى يبدع مع ناديه، ومنتخب بلاده إذا كان دولياً، وعندي اقتراح له وجاهته في هذا السياق، يحافظ على حق اللاعب في الحياة ويؤمن له مستقبله، ويحافظ على حق النادي، بأن يكون لاعبه متفرغاً له، وأن تستمر ترقيات اللاعب المتفرغ في وظيفته مع حجب الراتب، وكأنه موجود على رأس عمله، في الوقت نفسه الذي يتقاضى فيه راتبه الكامل من ناديه، حتى يكون النادي هو الرقيب الأول، ومصدر الدخل الأساسي للاعب، وصاحب الحق الوحيد عليه في مراقبة سلوكياته، ويكون بهذه الصورة محترفاً بمعنى الكلمة، وبعد انتهاء علاقته بـ «المستطيل الأخضر» يتحول إلى وظيفته لضمان مستقبله، ومستقبل أولاده من بعده». ظواهر سلبية وأضاف: «مع مرور التجربة الاحترافية في مسيرتها عاماً بعد عام، يجب أن نتوقع بروز بعض الظواهر السلبية، وبالتالي دراسة كل ظاهرة على حدة، حتى توضع الحلول لها، ومن الممكن أن تكون هناك اقتراحات أخرى أنسب وأفضل، لكن المهم في الأمر أن تطرح الأمور على مائدة البحث والدراسة، وأن تأخذ حظها من النقاش، حتى نتقدم إلى الأمام بثبات، ونرد على من يقولون إن تجربتنا الاحترافية «على الورق» بالإجراءات والقرارات، وليس بمجرد الكلام. تعريف «الفيفا» وأشار فهد علي نجم العين السابق إلى أن النظام الأساسي لـ «الفيفا» في تعريفه للاعب الكرة لم يمانع في أن يكون للاعب مصدر دخل آخر من وظيفته، وأن شرطه الوحيد أن يكون مرتبطاً بعقد مع ناديه، وأن الشكل القائم حالياً لعلاقة اللاعب بالكرة والوظيفة، والمتوفر من خلال مجلسي أبوظبي ودبي الرياضيين هو الأنسب والأفضل في الوقت الراهن، لأننا ما زلنا نحتاج إلى بعض الوقت ليكون اللاعب الإماراتي مثل نظيره الأوروبي، «القارة العجوز» سبقتنا بفترة طويلة في تطبيق الاحتراف. الحكومات المحلية وأضاف: «نعم لدينا بعض الحالات للاعبين الموظفين الذين لا يجدون الوقت الكافي للقيام بأدوارهم كلاعبين محترفين في أنديتهم، وهناك بعض المدربين يجدون 7 لاعبين فقط في المران المسائي، نظراً لانشغال الباقين بوظائفهم، وهذا ظهر بشكل واضح في نادي دبا الفجيرة الموسم الماضي، ومتوفر حالياً بشكل نسبي الموسم الحالي في أندية مثل الإمارات ودبي، وعجمان، والظفرة، وهو أمر يجب التوقف عنده لأنه يضر بتلك الأندية، خصوصاً إذا كان اللاعب يعمل في إمارة، ويلعب في إمارة أخرى بعيدة عن موقع وظيفته ودوامه، ويجب أن يكون للحكومات المحلية في كل إمارة دورها في التصدي لهذه الظاهرة، وإذا كان مجلس أبوظبي الرياضي، ومجلس دبي الرياضي أسهما في حل أكثر من 90% من مشاكل تفريغ اللاعبين، لابد أن تستفيد الإمارات الأخرى من التجربة، أو تضع ما يناسبها من حلول، حتى يتم التعامل مع المشكلة، والتخلص منها بصورة نهائية، ومن خلال جودي في مجلس أبوظبي الرياضي بدأنا نستفيد من خبرات بعض اللاعبين المعتزلين من الوجود معنا، والعمل معنا في القطاعات المختلفة بالمجلس، وأن مسألة إيجاد الشواغر من الوظائف ليس «معضلة»، لأن المجلس يقوم بتوقيع اتفاقيات شراكة مع المؤسسات الحكومية الأخرى، لتوفير وظائف للاعبين فيها، ومن حسن الحظ أن الدوائر الحكومية متفاعلة بشكل إيجابي، و«أبوظبي الرياضي» يقوم بدور كبير في هذا المجال مع مرور الوقت. الضمان الاجتماعي قبل كل شيء بسام مفتاح: نموذج «الشارقة الرياضي» يحتذى به أبوظبي (الاتحاد)- أكد بسام مفتاح، الدولي السابق وخبير التحليل الفني، أن النموذج الذي وضعه مجلس الشارقة الرياضي، هو الحل الأمثل للتعامل مع ظاهرة «اللاعب الموظف»، لأنه يمنح اللاعب جزءاً من راتبه كلاعب، ويفرغه من وظيفته التي يستفيد منها براتبه كاملاً، وهذا الحل يخفف العبء على الأندية، ويؤمن مستقبل اللاعب. وقال: «لمن يتحدث عن الاحتراف واللاعب في أوروبا، أقول: نحن ما زلنا في البداية، واللاعب في أوروبا لا يحتاج إلى وظيفة أخرى حتى يؤمن بها مستقبله، لأنه مؤمن عليه أيضاً صحياً، ويحصل على راتب في حالة عدم حصوله على وظيفة، وفي أوروبا عندما يُولد الطفل يقع تحت مظلة الشبكة الحكومية، وتتبنى تعليمه، ورعايته صحياً، وتوفر له أساسيات الحياة الكريمة، وحالياً إذا كان ابني في الدراسة، والمفاضلة بينها وبين الكرة، فمن المؤكد أنه سوف ينحاز للدراسة لأنها تؤمن له مستقبله، وتوفر الأمان له، والضمان الاجتماعي عنصر مؤثر بالنسبة للاعب الكرة، والمسألة ليست صعبة بالنسبة لنا في مجتمعنا المحلي، لأن الإمارات والحمد لله دولة غنية، وما يقوم به مجلس أبوظبي الرياضي، ومجلس دبي الرياضي في هذا السياق، من أجل تأمين مستقبل اللاعبين في مختلف الأندية جهد مشكور، ويجب البناء عليه». وأضاف: الاحتراف له ضرورات، ويجب أن يكون اللاعب مطمئناً نفسياً على مستقبله ومستقبل أسرته، حتى يعطي كل ما لديه، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون لديه الزمن الكافي للتركيز مع ناديه، حتى تتاح له مسألة التدريب الصباحي والمسائي. «الرواتب الضعيفة» وراء «العقل المشغول» بالمستقبل غراب: «الحالة» دليل دامغ على بطء التفاعل مع «التجربة الاحترافية» أبوظبي (الاتحاد)- قال محمد مطر غراب، المحلل الفني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق: إن استمرار وجود ظاهرة «اللاعب الموظف»، دليل واضح على أن تجربتنا الاحترافية تسير ببطء، وأن صدور القرار بالتفريغ مثلاً من جهات عليا حل مؤقت، في الوقت نفسه يبقى اللاعب مشغولاً دائماً بالتفكير في مستقبله ما بعد الكرة، خصوصاً أن رواتب اللاعبين في الأندية خارج أبوظبي ودبي غير مجزية، وفي هذه الأندية لا يمكن للاعب أن يعتمد كلياً على راتبه من النادي، والأمر نفسه بشأن الوظيفة. وقال: «المشكلة الحقيقية تبرز عندما يكون اللاعب دوامه في إمارة، مثل رأس الخيمة أو عجمان أو أم القيوين، ويلعب في ناد بإمارة أخرى، وهنا لا توجد جهة واحدة، يتعامل معها النادي، أو جهتان قريبتان من الممكن أن تتفهما موقفه، وبالتالي لا يمكن أن يستفيد من راتب «المجلس الرياضي» في حالة وجوده، وهنا لابد أن يكون هناك قرار اتحادي ينظم تلك العلاقة، وأن يسمح للاعب وناديه بالوصول إلى البيئة المناسبة التي تجعله قادراً على العطاء بالطاقة القصوى في «المستطيل الأخضر»، لأن احتراف الكرة حالياً شهد نقلة نوعية اقتصادية، من خلال دخول أموال طائلة في اللعبة، نظير حقوق النقل التليفزيوني، والتسويق، والدعاية والإعلان، ونحن لا بد أن نسير في هذا الاتجاه وأن نختصر الفترات الزمنية في التعامل مع الأمر، لتمكين المنظومة الاحترافية من الانطلاق إلى الأمام، وتحقيق الأمل منها، ويجب ألا أن نتوقف كثيراً أمام هذه الظواهر، أو نرتبك في التعامل معها، حتى لا ننشغل عن الخطوط العريضة التي نستهدفها من تطبيق المنظومة، وهي الارتقاء بكرتنا إلى المعدلات الدولية، وتحقيق الطفرة المأمولة على المستوى القاري، خصوصاً أننا قطعنا شوطاً طويلاً في المرحلة الأخيرة. يرى أن دوري الدرجة الأولى «مأساة حقيقية» محسن مصبح: «الوظيفة» قبل الكرة في «الخطوبة»! أبوظبي (الاتحاد) - يؤكد الحارس المونديالي محسن مصبح أن التركيز فقط على مسألة التفرغ في دوري المحترفين، لا يعالج المشكلة، مشيراً إلى أن المأساة الحقيقية تكمن في دوري الدرجة الأولى الذي يرتبط فيه اللاعبون بعقود زهيدة مع أنديتهم، وهم جميعهم تقريباً موظفون أو طلاب، وأن المشكلة إذا كانت«نسبية» في «المحترفين» فهي «شاملة» في «الهواة». وقال: «المسألة في يد العمل والعمال، ولابد للاعب أن تكون وظيفته لاعب، لكننا حتى الآن ليس لدينا هذه الوظيفة، وأقولها بكل صراحة لأننا وبمفهوم الاحتراف الحالي لو تقدم أحد اللاعبين لخطبة أي فتاة سوف يسأله والدها ما هي وظيفتك؟ ولا يعترف بمسألة لاعب الكرة لأنها لا توفر الضمان المستقبلي لابنته وأبنائها، حيث إن عمره قصير في الملاعب، ولو كان لديه وظيفه، فإنه في هذه الحالة سيكون مناسباً». وعن تجربته كلاعب دولي، وكيف استطاع أن يحقق التوازن بين الكرة والوظيفة، قال: «نعم كنت موظفاً، وأنا أمارس اللعبة على مستوى النادي والمنتخب، وكنت أجد بعض المعاناة أحياناً، لكن الوضع يختلف عن الوضع الحالي، لأن ارتباطات اللاعبين حالياً أطول مع أنديتهم، وأحياناً يحتاج المدربون لتدريبهم في الصباح، كما أن الرواتب الآن أفضل من السابق، وبالتالي من الضروري أن تتدخل المجالس الرياضية لـ «فض الاشتباك». وأضاف: «الكرة شهدت نقلة نوعية اقتصادية في الفترة الأخيرة، وأصبحت مواردها عالية للغاية، حتى إنها أصبحت من الأنشطة الاقتصادية الغنية، وبالتالي فإن اللاعب لابد أن يضع كل تركيزه فيها، وليس من المقبول أبداً في المرحلة الحالية أن يذهب أحد مدربي دورينا لتدريب الفريق، ويجد 7 لاعبين في الملعب، بينما لم يحضر الباقون، لأنهم في الدوام، أو خرجوا متأخرين، وهذا كلام غريب لا ينسجم مع واقع المرحلة. شاهد إثبات على الحالتين مسعود: عانيت «الأمرين» مع الوظيفة 5 سنوات قبل التفرغ أبوظبي (الاتحاد) - ترصد «الاتحاد» تجربة سالم مسعود المدافع الأيمن لفريق الجزيرة الذي جمع بين اللعبة والوظيفة، وعانى متاعب ضيق الوقت بين الوظيفة والنادي والمنتخب، ثم ذاق طعم التفرغ بعد ذلك، ليكون أصدق من ينقل خبرته العملية، وهنا يؤكد سالم مسعود أنه عانى الأمرين لمدة 5 سنوات، عندما كان موظفاً بالشرطة، ويلعب مع «الفورمولا»، والمنتخب الأولمبي، وعقب العودة من الوظيفة في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، حصل على راحة لمدة ساعة، يتناول خلالها الغداء، قبل أن يستعد للذهاب إلى التدريب في النادي، أو المنتخب، يعود بعدها مجهداً، ويخلد للنوم، ويستيقظ في الساعة السادسة صباح اليوم التالي حتى يلحق بالدوام. وقال: «كانت أيام صعبة، لم أتمكن فيها من التركيز في عملي أو النادي، وكنت عرضة للإصابات نتيجة للإجهاد، فقد حرمتني الإصابة من المشاركة في الأدوار النهائية لبطولة الأندية الخليجية التي أحرز الجزيرة لقبها عام 2007، وأجريت جراحة في ركبتي أيضاً نتيجة للإرهاق، لعدم الحصول على وقت الراحة الكافي، واضطررت للاستقالة من الشرطة عام 2007، وتحولت إلى العمل في مجلس أبوظبي الرياضي، لأجد الراحة الكاملة، وفي المجلس تم تفريغي للكرة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل نظم لنا الندوات التثقيفية والتدريبية لتطوير مفاهيمنا مع اللعبة، وتخلصت من مشاكلي كلها بداية من هذا التاريخ». وقال سالم مسعود: «في الجزيرة تعايشت مع مشكلتين لزميلين تأثرا بعدم التفرغ، ورغم أن إمكانات كل منهما تؤهله للنجاح في الفريق الأول، بل الانضمام للمنتخب، فإنهما لم يجدا الظروف الملائمة لإبراز طاقتهما، وهما سامي ربيع الذي تعاقد الجزيرة معه قبل 3 مواسم، ولم يتمكن اللاعب من التفرغ من عمله، ولم يجد الوقت الكافي للتدريب، والسفر لأنه كان يعمل في دبي، وعانى من الإرهاق والإجهاد كثيراً، وما زال يعاني بسبب عدم التفرغ، وأيضاً فريد إسماعيل الذي تعاقد الجزيرة معه في بداية الموسم من بني ياس، ولكنه أيضاً كان غير متفرغ، فلم يجد الظروف، التي تمكنه من استخراج طاقاته. طالب بتعاون الجهات كافة لحل المشكلة عبيد الشامسي: نتفاوض مع المؤسسات لتفرغ الحكم قبل المباراة بـ 24 ساعة أبوظبي (الاتحاد)- قال عبيد سالم الشامسي، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، أن تجربة الإمارات الاحترافية، ما زالت حديثة، وأن مرور 6 سنوات لا يعني أننا لن نواجه أي معوقات في مسألة التحول من الهواية للاحتراف، خصوصاً أن التجربة الاحترافية الأوروبية رغم قدمها، إلا أنها تواجه بعض المعوقات، وكان متوقعاً أن التحول من الهواية للاحتراف سيواجه بعض المعوقات، ومنها مسألة التفرغ سواء للاعبين أو الحكام. وأضاف: «في مسيرة التحول من الهواية إلى الاحتراف لم يكن أبداً من المتوقع أن يتحول اللاعب إلى محترف بين «ليلة وضحاها»، لأن الأصل في الموضوع أن المحترف يجب أن يكون متفرغاً لناديه المرتبط فيه بعقد، في الوقت نفسه كان معظم اللاعبين موظفين في مؤسسات مختلفة، ومن أجل فض الاشتباك قامت المجالس الرياضية بجهد كبير لتفريغهم، وإيجاد الوظائف التي تؤمن لهم مستقبلهم، لكن هناك بعض اللاعبين الذين يتقاضون رواتب زهيدة في أنديتهم، وغير موجودين في دائرة مجالس أبوظبي ودبي والشارقة الرياضية، وعليهم مسؤوليات، تقتضي أن يتوفر لهم ولأسرهم الضمان الاجتماعي، وهنا تكمن المشكلة، خصوصاً إذا كان اللاعب ينتمي لنادي في إمارة، وموظف في إمارة أخرى، والضمان الاجتماعي مهم بالنسبة للاعب، وإذا تحدثنا عن صندوق المعاشات للاعبين، فإننا جميعاً نعرف أن المستفيدين من الصندوق هم الذين يمضون فترات طويلة في وظائفهم، في حين أن عمر اللاعب في «المستطيل الأخضر» محدود مهما طال الوقت». وعن الحلول المقترحة، قال: إذا كان النادي يريد تفريغ اللاعب، لا بد أن يمنحه المقابل الكافي، وفي المقابل إذا كان الراتب كافياً، يجب ألا يطمع اللاعب في الارتباط بوظيفة أخرى، كما يجب تعميم دور المجالس الرياضية في أبوظبي ودبي والشارقة في كل الإمارات، ولو من خلال كيانات أخرى، حتى توفر العمل المناسب للاعب أثناء ممارسته اللعبة مع تفريغه، ثم يستمر فيه بعد الاعتزال، كما يجب أن تتكامل الأدوار بين مجلس الوزراء، والهيئة العامة للشباب والرياضة، والمجالس الرياضية، واتحاد الكرة، والأندية للتعامل مع كل الحالات، من خلال لجنة مشتركة تتفاوض مع المؤسسات التي يعمل بها اللاعبون لتوفير الظروف المناسبة لهم». وعن الحكام، قال: «الحكم يختلف عن اللاعب، فهو مهما احترف، لن يحصل على الملايين، وأن ما يحصل عليه مقابل إدارته المباريات لن يغنيه عن الوظيفة، وبناء عليه فإن اتحاد الكرة يقوم بجهد كبير حالياً مع الجهات والمؤسسات التي يعمل بها هؤلاء الحكام، خصوصاً أن عددهم قليل، لإقناعها بتفرغ الحكم قبل المباراة بـ 24 ساعة، ووجدنا بعض التفهم من جانب عدد من المؤسسات، ونعمل مع البعض الآخر بالطرق المقنعة، حتى نوفر الفرصة المناسبة لراحة الحكم، لأنه ليس منطقياً أن يخرج الحكم من عمله في الساعة الثانية بعد الظهر، ويتوجه مباشرة إلى إمارة أخرى لإدارة مباراة في الساعة الخامسة مساءً. لعدم حصوله على راحة كافية يعقوب الحمادي: «الموظف» أكثر عرضة للإصابات من «المتفرغ» أبوظبي (الاتحاد) - يرى الدكتور يعقوب الحمادي استشاري جراحة الركبة والإصابات الرياضية نائب رئيس قسم العظام في مستشفى خليفة، أن عدم حصول اللاعب على الراحة الكافية تجعله عرضة للإصابات، مشيراً إلى أن مجرد انشغال «المخ» بوظيفة أخرى مع الكرة يجعل اللاعب فاقداً للتركيز، فهو يفكر في الترقي بالعمل، وإرضاء مديره، وهنا تكونت البداية، لأن ضعف التركيز مع الكرة يجعل اللاعب عرضة للإصابة. وقال الدكتور يعقوب: «اللاعب الموظف لا يجد الوقت الكافي للتدريبات البدينة والتقويات، وبالتالي يكون تحمله أقل، وبالتالي عرضة أكثر للإصابة، وهذا كلام علمي دقيق، في السياق نفسه فإن اللاعب الموظف يخشى أكثر من الإصابة في الملعب، لأنه يغيب عن وظيفته، وبالتالي فهو لن يبذل كل ما في جهده مثل اللاعب المتفرغ الذي تعتبر الكرة مهنته ووظيفته، ومصدر رزقه، كما أن اللاعب المصاب لو لم يثق تماماً أنه تماثل للشفاء بنسبة 100%، قبل أن يشارك في المباريات، سوف يكون عرضة لإصابة أكبر، أو لعدم الجدية في اللعب بسبب الخوف، وكلاهما لن يتيحان الفرصة للاعب بأن يعطي 100% من جهده وتركيزه في اللعب، وفي مراحل علاج المصابين، فإن اللاعب المرتبط بعمل لا يحصل على فرصته الكافية في العلاج». وأضاف: «من العناصر المهمة والمؤثرة في الحياة الصحية للاعب التي تتوافر في حالة التفرغ، أن الموظف من الصعب أن يخضع لبرنامج تغذية ثابت، لأنه مشتت التفكير، وغير واضح في برنامجه اليومي، من حيث المواعيد، وليس لديه وقت ثابت للاستيقاظ، أو للنوم، وكل هذه الأمور تؤثر سلباً عليه في الملعب، وتجعله يقلل من التفكير في الذهاب لحمام السباحة، أو لقاعة الجيمانيزيوم حتى لا يكون متعباً في عمله باليوم التالي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©