الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش سوق السيارات في الصين

انتعاش سوق السيارات في الصين
6 مايو 2012
تملك معارض السيارات الكبيرة في بكين أكثر من 500 سيارة من بين الأغلى في العالم. ودأب أثرياء الصين على تغيير سياراتهم بشكل مستمر ومتكرر حيث يعتمد ذلك على مجرى العمل التجاري الذي كلما زاد نشاطه وارتفعت أرباحه، كلما زادت وتيرة التغيير. وساعد هذا التوجه في خلق سوق رائجة للسيارات المستعملة. وحققت مبيعات سوق السيارات المستعملة نمواً أسرع من الجديدة في السنة الماضية في أكبر سوق للسيارات بالعالم. وتشير الأرقام الواردة من “الرابطة الصينية لبائعي السيارات” إلى ارتفاع في مبيعات السيارات المستعملة بلغ نحو 12,5% من حيث الكمية في العام الماضي، أي أسرع من ارتفاع مبيعات السيارات الجديدة الذي لم يتجاوز سوى 2,5% فقط. وعند نحو 4,3 مليون، لا تزال مبيعات السيارات المستعملة أقل من ربع مبيعات الجديدة التي بلغت نحو 18,5 مليون سيارة. ويكاد هذا الرقم أن يكون معكوساً في أميركا التي تفوق مبيعات سياراتها المستعملة مبيعات الجديدة بنحو أربعة أضعاف. لكن وبقدم السيارات في الصين، من المتوقع أن يحقق سوق السيارات المستعملة نمواً كبيراً، حيث يرى المحللون أن ذلك واحداً من أكبر العوامل التي تحدد عدد السيارات الجديدة التي يمكن أن تبيعها شركات صناعة السيارات العالمية في الصين. ويقول كيفين ويل، مدير شركة “جنرال موتورز” في الصين “يمثل انتعاش سوق السيارات المستعملة في الصين واحداً من العناصر الخفية في سوق السيارات الصينية. وبدأت الأيام التي يتم فيها تبادل السيارة بين أفراد الأسرة في الانتهاء، مما يبشر بإتاحة فرصة كبيرة لخلق سوق للسيارات المستعملة”. ومن المتوقع أن لا يتجاوز مدى استعمال السيارة في الصين 4 سنوات فقط بحلول 2014. حيث يقول إيفو نعمان، مدير مؤسسة “أليكس وشركاه” الاستشارية في شنجهاي “ذلك عندما يبدأ الناس في النظر إلى قيمة إعادة البيع، التي تستفيد منها السيارات الأجنبية أكثر من الصينية نظراً إلى احتفاظها بقيمتها. وفي حالة شراء سيارة تقل قيمتها عند إعادة بيعها، ربما يؤثر ذلك في قرار الشراء التالي”. وذكر سوه ويمينج، مدير مبيعات “فولكس فاجن” في الصين، أن التأثير سيكون كبيراً على سوق السيارات العالمي، حيث تعمل شركات صناعة السيارات العالمية على بناء أنظمة لضمان وجود سوق حيوية لبيع السيارات المستعملة بالجملة والتجزئة. ويمثل ذلك جزءاً طبيعياً من نضج السوق ويلعب دوراً رئيسياً في خلق النمو”. أما جون شينج، محلل المركبات لدى مؤسسة “رونالد بيرجر” في شنجهاي، فيرى أن سوق السيارات المستعملة في الصين لا يزال متخلفاً وأمامه طريق طويل. كما يمثل انعدام الثقة بين البائع والمشتري مشكلة كبيرة لا يمكن حلها في غضون سنة أو اثنتين. وذكر شو شاوشونج، الذي قدم إلى سوق بكين للسيارات المستعملة لشراء “بي أم دبليو” أو “أودي”، أن تعديل الحكومة للوائح السوق ساعدت في كسب المزيد من الثقة في السيارات المستعملة. لكن إذا كانت هناك أي مشكلة متعلقة بجودة السيارة المستعملة، يبدو من الصعب على المشتري تحديد المسؤول عن ذلك. ويرجح هذا المفهوم أفضلية السيارات الأجنبية التي توفر شركاتها ضمانات مع البيع. ويخضع تقييم السيارات المستعملة في الصين حالياً للتخمين فقط، حيث لا تملك الصين شيئا مماثلا لـ”الكتاب الأزرق” المعمول به في أميركا والذي يساعد المشتري في تقييم السيارة المستعملة. كما تفتقر الصين للميكانيكيين المهرة الذين يمكنهم تقييم السيارة على الفور. وعندما يبدأ الصينيون في اعتبار السيارة كوسيلة للمواصلات وليست رمزاً للوضع الاجتماعي، تصبح مسألة التعود على شراء سيارة مستعملة كبقية الشعوب الأخرى، مسألة وقت لا أكثر. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©