عقيل الحلالي (صنعاء)
قُتل جنديان أمس في كمين نصبه مسلحون مجهولون في محافظة حضر موت جنوب شرق اليمن حيث يشن الجيش اليمني منذ يوم 29 أبريل المالضي حملة عسكرية للقضاء مسلحي تنظيم «القاعدة» توسعت مؤخراً إلى مناطق أخرى في جنوب ووسط البلاد.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية في رسالة نصية عبر الهواتف الامحمولة إن جنديين قتلا في هجوم استهدف سيارة تابعة للتموين العسكري في مدينة الشحر، جنوب حضر موت ولاذا المهاجمون بالفرار.
ومازال الجيش اليمنى يلاحق متطرفين في تنظيم القاعدة فروا من معاقلهم الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين إلى مناطق مجاورة ومحافظات أخرى، خاصة حضرموت والبيضاء وسط البلاد. ورصدت الأجهزة الأمنية في شبوة تجمع عناصر التنظيم في «وادي يشيم» بمديرية الصعيد المجاورة لمديريتي حبان وميعفة، وتوجد في الأخيرة أهم معاقل المتطرفين بجنوب اليمن.
وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن حملة عسكرية انطلقت لملاحقة واعتقال المتشددين في «وادي يشيم»، مؤكداً أن عناصر «القاعدة» لن يجدوا أي ملاذ آمن في طول وعرض محافظة شبوة. وذكرت وكالة «خبر» اليمنية الخاصة أن نحو 20 ألف شخص نزحوا من ديارهم، جراء المواجهات المسلحة بين الجيش والمتطرفين في محافظة شبوة، إلى مدينتي عتق، عاصمة شبوة، والمكلا، عاصمة حضر موت
ودعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أعضاء حزبه «المؤتمر الشعبي العام» وأحزاب التحالف الموالية له، إلى «تقديم جميع أشكال الدعم والمساعدة للأسر النازحة والمشردة» جراء الصراع في المحافظة شبوة. كما دعا، في بيان نشره على صفحته بموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي الإلكتروني، إلى التبرع بالدم للجنود الجرحى، مشيداً بالأعمال «البطولية» لقوات الجيش في محاربة العناصر الإرهابية والخارجة عن القانون».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس، قتل قيادي في «القاعدة» خلال اشتباكات مع الجيش في محافظة البيضاء جنوب شرق صنعاء.
وقال مصدر عسكري مسؤول: «إن القيادي الإرهابي في تنظيم القاعدة، جليبيب اليماني لقي مصرعه على يد أبطال القوات المسلحة والأمن في محافظة البيضاء». وأكد أن قوات الجيش والأمن مستمرة في ملاحقة ودك أوكار العصابات الإرهابية في أي منطقة منطقة توجد فيها.
وقال مسؤول في الشرطة المحلية إن خبراء متفجرات أبطلوا مفعول عبوة ناسفة عثر عليها بجوار المركز الثقافي في مدينة البيضاء العبوة وزنها حوالي 6 كيلوجرامات وكانت موصولة ببطاريتين، وجهاز توقيت لتفجيرها.
وفي محافظة إب المجاورة، أعلنت الشرطة المحلية ضبط عشرة مسلحين، يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» أثناء تجولهم بالسلاح في بلدة العدين، مشيرة إلى أن جميعهم من أهالي بلدة شرعب في محافظة تعز المجاورة.
أكد مستشار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للدراسات الاستراتيجية الدكتور فارس السقاف أن الحرب ضد الإرهاب حرب مدروسة، وأنه ستتم ملاحقة فلول «القاعدة» حتى القضاء عليها. واستبعد إمكانية الحوار مع عناصر التنظيم، قائلاً : «إن القاعدة تنظيم إرهابي فلا يمكن التحاور معه أو اعتباره قوة سياسية، فهم خارجون عن المجتمع وعن سماحة الدين الإسلامي فكيف يتم التحاور مع من لا يعترف بوجود الدولة».
في تلك الأثناء، مثل رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة وأعضاء الحكومة الانتقالية أمس أمام مجلس النواب اليمني للمسائلة عن الاضطرابات والاختلالات الأمنية وأزمة المشتقات النفطية في البلاد. وخلال جلسة الاستجواب التي عُقدت بعد أسابيع من التلكؤ الحكومي، أشار باسندوة إلى إن أن حكومته «توافقية»، وأنها «صامدة» أمام تحديات اقتصادية وأمنية جمة. وأكد، في الوقت ذاته تقبلها «النقد البناء والموضوعي الهادف إلى تقويم الإعوجاج وتصحيح الأخطاء».
وتحدث 8 وزراء عن الانجازات والصعوبات التي تواجه وزاراتهم، حيث أشار وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد إلى إنجازات وزارته المتمثلة في إيقاف الإحتراب ونزع فتيل التوتر بين رفاق السلاح، إبان احتجاجات عام 2011، إضافة إلى عملية إعادة هيكلة الجيش عام 2012، والحرب العسكرية الحالية ضد«القاعدة» في الجنوب.
وقال وزير الداخلية اللواء الركن عبده الترب، إن حركة «الحوثيين» المسلحة في شمال اليمن والجماعات الانفصالية المسلحة في الجنوب وتنظيم «القاعدة» هي «مثلث مسلح يهدد أمن واستقرار اليمن». وأكد أن وزارته تعمل جاهدة على استعادة الأمن على الرغم من ضعف إمكاناتها، قائلاً إن الأجهزة الأمنية أحبطت مؤخراً محاولة لاختطاف قاضٍ فرنسي، دون ذكر أي تفاصيل.
«الداخلية» اليمنية تحذِّر من هجمات إرهابية محتملة
أعلنت وزارة الداخلية اليمنية مساء أمس أن الأجهزة الأمنية صنفت أعمال قطع طرق إمدادات المشتقات النفطية والاعتداءات على أبراج الكهرباء وخطوط أنابيب ضخ النفط في اليمن على أنها هجمات إرهابية لدعم تنظيم «القاعدة» كما حذرت من استخدام مسلحي التنظيم زي الجيش اليمني لشن هجمات إرهابية.
وقالت، في بيان أصدرته في صنعا، «إن هذه الأعمال الخارجة عن القانون تنسجم تماماً مع أجندة تنظيم القاعدة بل تخدم أهدافه بصورة مباشرة وواضحة لا لبس فيها»،
وأكدت أنها ستتعامل معها كجرائم إرهابية تستهدف مقدرات الشعب اليمني وثرواته ومصالحه، ومع مرتكبيها على أساس أنهم عناصر إرهابية من الآن وصاعداً.
وذكرت الوزارة أن هناك تقارير أمنية مؤكدة عن حصول عناصر إرهابية في تنظيم «القاعدة» على الزي العسكري الجديد للجيش اليمني بغرض مهاجمة الوحدات العسكرية والأمنية. وحذرت نقاط التفتيش الأمنية والعسكرية من خطورة ذلك، داعية إلى «اتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لإحباط مثل هذه المحاولات المغامرة التي قد تقدم عليها العناصر الإرهابية».
(صنعاء (الاتحاد)
عدد اليوم
