«أنا والآخر».. جمالية في فن التصوير الضوئي

عصام أبو القاسم (الشارقة) يقام في الشارقة غداً معرض دولي للتصوير الضوئي، يشارك فيه ثلاثون فناناً من ستة وعشرون دولة، ويستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر المقبل، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وتندرج أعمال المعرض، الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تحت شعار «أنا والآخر»، وهي تمثل تشكيلة متنوعة من الأساليب والموضوعات. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أمس، حضره عبدالله العويس رئيس الدائرة، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، والفنّانان الفوتوغرافيان جاسم العوضي وكولين جي ريني. وأوضح عبدالله العويس أن المعرض ينظم في إطار برامج الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية 2014. ونوه العويس بالمكانة المتقدمة التي بات يشغلها فن التصوير الضوئي أخيراً، وقال إنه يمثل «ديوانا بصرياً تسجيلياً وعاكساً لكل ما يمت بصلة للواقع»، لافتاً إلى ما تطرحه الصورة من قيم جمالية رفيعة في توثيقها المشاهد وتثبيتها ما هو عابر، مضيفاً أن هذا التوثيق الصوري يكتسي صفة استثنائية كلما اتسعت مساحة المشاركة فيه وتضافرت فيه القيم الثقافية والتقنية المتنوعة كما هي الحال في هذا المعرض الماثل. تقييم يضم المعرض 197 عملاً تقدم جماليات من فن التصوير الضوئي، جرى توزيعها في فضاء متحف الفنون بالشارقة على خمسة أقسام هي: «البناء وإعادة البناء، مشاهد طبيعية، الوجود الإنساني، الرغبات، النقد الاجتماعي»، وبيّن هشام المظلوم مدير إدارة الفنون أن هذه التقسيمات الخمسة تساعد الجمهور في التعاطي مع الأعمال، مؤملاً أن يسهم المعرض في تلقي الآخر بثقافته المغايرة في «مساحة من الحوار الإنساني يطلقها المعرض الذي اقترن برؤية انتقائية معيارية نرسخ معها فكرة القيم على العرض». وذّكر المظلوم بريادة الشارقة في الاعتناء بالتصوير الضوئي عبر مسار زمني يمتد لثلاثة عقود سابقة. وجاءت اختيارات المعرض من تقييم جاسم العوضي وكولين جي ريني. وكان الأخير ذكر في كلمته بدليل المعرض «أن الهدف هنا ليس إبراز البراعة التي تتميز بها كاميرا التصوير إنما نسعى لتقديم مجموعة من الفنانين والصور ذات التأثير البصري القوي بحيث تكون جاذبة للمصورين ولسواهم من المشاهدين العاديين». رعاية من جهته، لفت جاسم العوضي إلى الدور الكبير الذي أسهم به صاحب السمو حاكم الشارقة في إثراء الذاكرة الفنية الإماراتية بإقامة المناسبات الثقافية الكبرى وعبر الاحتفاء بالفنانين والمفكرين والمثقفين محلياً وعالمياً. وقال العوضي إن «أنا والآخر» يمثل مفهوماً حديثاً لمقاربة وعرض جملة من الأعمال الفنية لمصورين متعددي المدارس والأساليب، مشيراً إلى أن عملية الفرز بين الأعمال كانت صعبة، ولكن جميلة. وإلى جانب المعرض، ثمة جملة من ورشات العمل والمحاضرات، كما كشفت هند درويش للمؤتمر الصحفي، ومن بينها محاضرة بعنوان «ثلاث حكايات: أجدادك، آباؤك، وأنت»، وتقدمها في اليوم التالي للمعرض الفنانة اليزابيث جرتساكيس في مقر اتحاد المصورين العرب بالشارقة وثمة ورشة تقدمها جرتساكيس في اليوم نفسه وبالموقع ذاته، تحت عنوان «الغائب/ الآخر: حضور الأجداد، العائلة، أم الكاميرا؟»، إضافة إلى جملة من الفعاليات الأخرى.