الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقويم المستمر للطلاب يرتقي بنتائج ونوعية مخرجات التعليم

التقويم المستمر للطلاب يرتقي بنتائج ونوعية مخرجات التعليم
12 يناير 2013 20:06
عاد طلاب المدارس بمراحلها الدراسية كافة، مطلع الأسبوع الماضي، من عطلة الفصل الدراسي الأول، وباشرت إدارات المدارس بتوزيع تقويم المستوى الدراسي للفصل الأول لكل طالب، لكي يقف عند مستواه الحقيقي، في كل مادة أو فرع من فروع الدراسة، قبيل استئناف الفصل الدراسي الثاني، وحيث يكون الهدف نحو تصحيح مساره خلال العملية التعليمية والتربوية، والتحقق من استيعابه لما قدم له من معلومات محددة، وخبرات عامة تساهم في بلورة وتكوين محصلة تعليمية تؤهله للانتقال إلى الفصل الدراسي الذي يليه، ومن ثم للسنة أو المرحلة الدراسية التالية. إن هذه العملية ليست عملية إجرائية إدارية أو شكلية روتينية أو أنها عمل فني يتم من دون مقصد أو هدف، وإنما هي بكل تأكيد عملية تعليمية وتربوية معقدة، وتستند إلى معايير ومحكات وأساليب عديدة، من أجل ضبط إيقاع مسيرة الطالب، عبر محطات أدائه المدرسي أولاً بأول. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - تعد عملية التقويم الناجحة في أي مدرسة ركيزة أساسية لتحقق الأهداف التربوية والتعليمية، من خلال تنظيم أساليب تقويم التحصيل الدراسي وإجراءاته، وتحديد مستوى تحصيل الطالب، والتعرف إلى مدى تقدمه نحو تحقيق الغايات والأهداف، كذلك تزويد الطالب والقائمين على العملية التعليمية بالمعلومات اللازمة، من أجل تحسين مستوى التعلم، ورفع كفاءة المناهج وأساليب التدريس، وتطوير عمليات التقويم وإجراءاته والمراجعة المستمرة لها، وفق الأسس العلمية، فضلاً عن المساهمة في الحدِّ من مشكلات الرسوب، وما يترتب عليه. وما من شك في أن عملية التقويم تلك تستهدف الوقوف عند مدى استفادة الطالب من استخدام خطط التعلم ومناهجه وبرامجه، لحل المشكلات، والتوصل إلى الإجابات الصحيحة، والمراقبة الذاتية لمستوى التقدم وتعديله، إضافة إلى معلومات من شأنها رفع كفاية أساليب التدريس، خاصة ما يتعلق بتوضيح المهارات وتحديدها، والمعارف التي يجب أن تركز عليها عملية التدريس للوصول بمخرجات التعليم، بما يتفق استراتيجية التعليم والتنمية وحجم الطموحات الوطنية من التعليم. التقويم المستمر يوضح مدير عام مدارس النهضة الوطنية للبنين عدنان عباس، الإطار العام لعملية التقويم الدراسي باعتباره «عملية مستمرة» أو ما يطلق عليه «التقويم المستمر»ـ بحسب قوله ـ ويقول: «التقويم المدرسي للطلاب عملية مستمرة ومتصلة ومترابطة، يتم فيها رصد ومتابعة تطور أداء الطالب، ومستواه الدراسي والمعرفي والتحصيلي، بشكل شامل، ويستند إلى أسس موضوعية، ومعايير محددة. ويراعى من خلال المراحل كافة أن تكون أساليب التقويم، وإجراءاته، وممارساته، وأدواته، ونتائجه معززة لعملية التعلم، وألا تكون مصدر رهبة أو قلق أو عقاب يؤثر سلبًا على الطالب ونتائجه. وأن تكون أدوات التقويم صادقة وممثلة لما يتوقع من الطالب اكتسابه من المعارف والمهارات، مبينة لمدى تمكن الطالب من المادة الدراسية، وما يستطيع أداءه في ضوء ما تعلمه منها. وأن يتضمن أداء التقويم قدرة الطالب المعرفية والاستيعابية والتطبيقية والتحليلية والتركيبية والتقويمية. وأن توفر أدوات التقويم معلومات عن العمليات التي يحدث بها التعلم مثل مدى استفادة الطالب من استخدام خطط التعلم لحل المشكلات، والتوصل على الإجابات الصحيحة، والمراقبة الذاتية لمستوى التقدم وتعديله، إضافة إلى معلومات من شأنها مساعدة المعلمين وواضعي المناهج على تحسين تعلم الطالب، ورفع كفاية أساليب التدريس، خاصة ما يتعلق بتوضيح المهارات وتحديدها، والمعارف التي يجب أن تركز عليها عملية التدريس». تفاعل الطلاب أما أليشع سنجب، مدرس اللغة الإنجليزية، فيقول: «إن عملية التقويم المستمر تساعد إدارة المدرسة أيضاً في النظر إلى مستوى الطلاب كمجموعات ومراحل لتقييم العملية التعليمية، وما يترتب عليها من تعديل المناهج وطرق ووسائل التعليم، ومن خلال المعايير المحددة لقياس الأداء عن طريق الامتحانات القصيرة أو الطويلة أو المشاركات الصفية، وغير الصفية، وحل الواجبات، والأنشطة، والتزام الطالب بالحضور، ومبادراته، وطرح الأسئلة بشكل مناسب، وإثراء الموضوعات المطروحة بالمناقشة أو المعلومات الإثرائية، وأداء الأنشطة الفردية، والمشاركة في الأنشطة الجماعية، والالتزام بالقواعد السلوكية، وإظهار مدى الاستفادة من المقرر، وهي في مجملها تساعد وتحدد المؤشرات الصحيحة والدقيقة للتقويم». ويكمل سنجب: «إن المعايير تساعد في عملية القياس، وتعطي بدورها مؤشرات دقيقة، لأن الجزء الأهم من التقويم يشترك فيه الطالب، إلى جانب ولي الأمر والأسرة، وكل طريقة لها معاييرها الخاصة، ومن خلال ذلك يمكن إعادة النظر في جوانب عديدة في مرحلة معينة، من أجل وضع الطالب على المسار الصحيح، وبما يجنبه الأخطاء التي تؤدي إلى انخفاض مستواه العام». تراكم المعرفة من جانب آخر تشير بثينة مواجدة، المشرفة الإدارية بمدرسة الورود في أبوظبي، إلى أن عملية التقويم المستمر كان لها الأثر الإيجابي في إحداث تحول نوعي يشهده التعليم، حيث ينقل الطالب إلى مقعد التفاعل الصفي، ومعايشة الحصة الدراسية، والدخول مع المعلم أو المدرس في حوار وتفاعل ومناقشة جادة ونافعة، بعيداً عن إطار التلقين والحفظ والاسترجاع الآلي من دون استيعاب حقيقي، حيث يكون التركيز على الفهم واكتساب المهارات، والاستفادة من تراكم المعلومات والخبرات، وضرورة تفعيل دور الطالب في الصف والأنشطة اللامنهجية، واستخدام الوسائل العلمية الصحيحة التي تتناسب مع كل مرحلة. فالتقييم المستمر ينتج عنه قياس دقيق لنتائج التعليم أولاً بأول ضمن سياسة مجلس أبوظبي للتعليم، من أجل الوقوف على المستوى الحقيقي لتحصيل الطالب خلال ثلاثة فصول دراسية، وهذا النظام يؤدي إلى رفع الكفاءة التعليمية، وتخفيف الأعباء على الهيئة التعليمية، وعلى الطالب نفسه وعلى أولياء الأمور، حيث يعول على متابعتهم الجادة الكثير من الأهمية، والوقوف على تقارير مستويات أبنائهم التحصيلية باستمرار. تقويم المسار هناء الحداد، مدرسة اللغة العربية، ترى أنه يجب أن نفرق بين التقويم المسبق الذي يساهم في اتخاذ القرارات بطريقة علمية في أي من المجالات المختلفة بطريقة علمية ويحدد المستوى الذي يكون عليه المتعلم قبل قيامه بالدراسة، والتقويم التكويـني الذي يهدف إلى تصحيح مسار العملية التربوية والتعليمية للطالب والتحقق من فهمه للمعلومة التي مر بها، وبيان مدى تقدمه نحو الهدف المنشود. وهناك أيضاً التقويم التشخيصي الذي يهدف إلى تحديد أسباب المشكلات الدراسية التي يعانيها المتعلمون، والتي تعيق تقدمهم الدراسي، ومن ثم هناك أيضاً التقويم النهائي الذي يهتم بكشف المحصلة النهائية من المعارف والمهارات التي يفترض أن تحصل نتيجة لعملية التعليم. أما التقويم المستمر الذي يتم مواكباً لعملية التدريس، ومستمراً باستمرارها، والهدف منه تعديل المسار بناء على ما يتم اكتشافه من نواحي قصور أو ضعف لدى الطلاب. ويتم تجميع نتائج التقويم في مختلف المراحل، إضافة إلى ما يتم في نهاية العمل من أجل تحديد المستوى النهائي. تشخيص دقيق وتضيف منار عوف، مدرسة الرياضيات بمدرسة الورود في أبوظبي، إلى آلية التقويم، وتقول: «إن التقويم المستمر يضمن متابعة المستوى والأداء المدرسي بفاعلية كبيرة، فالتقويم أساساً يعين المدرسة على كيفية إصدار حكم دقيق على مـدى تحقيق العملية التربوية لأهدافها الموضوعية، من خلال تشخيص جوانب الضعف والقوة لدى الطالب والمدرسة أيضاً، بهدف التحسين والتطوير. ويساعد بكل تأكيد على تحديد مدى تقدم تعلم الطلبة، ومدى تحقق مستوى الجودة في أدائهم، وفق معايير محددة، ومن خلاله يمكن تحديد مستويات الطلبة، وتحليل أخطائهم، وفي ضوئه يمكن توجيههم إلى الأنشطة التي تلائم مستوياتهم، لذا فهي عملية تشخيصية، وعلاجية، ووقائية، حيث يمكن للهيئة التعليمية أن تقيم أداء الطالب من خلال أداء الواجبات، وملاحظة الأنشطة، والاختبارات الكتابية والشفهية، والاختبارات القصيرة والطويلة، والاختبار التحصيلي لنهاية الفصل. تطوير المناهج وأساليب التدريس عدنان عباس يوضح جوانب عدة مهمة لعملية التقويم باعتباره عملية شاملة ومستمرة، تساهم في نقل الطالب من حالة إلى أخرى أو من سنة دراسية أو مرحلة لمرحلة لاحقة، بسلاسة تخلو من أي معوقات أو عقبات، ويجب أن ينظر في نتائج أدوات التقويم ضمن تقويم شامل لظروف التعلم وبيئته داخل الصف أو المدرسة، وتقدم هذه الأدوات معلومات مستمرة عن مستوى تقدم الطالب، كما يستفاد منها في تطوير المناهج وأساليب التدريس، وكيفية تحفيز الطالب على بذل المزيد من الجهد، وكيفية الاستفادة من الخبرات التعليمية المتاحة. ويراعى أن تتوافر في أساليب التقويم وأدواته وظروف تطبيقه، والقرارات المترتبة على نتائجه، فرص متكافئة لجميع الطلاب، ومراعاة الفروق الفردية بينهم، وأن تبنى أدوات التقويم وفق الأسس العلمية المتبعة، وفي ضوء معايير محددة، للمستويات المقبولة، وما هو متوقع تعلمه واكتسابه من أهداف التعلم ونتائجه. كما يمكن للتقويم العام أن يساعد الإدارة المدرسية على تحليل نتائج التقويم ومؤشراته الرقمية، وتحويلها إلى معطيات يمكن تحليلها للاستفادة منها، في سبيل معرفة المستوى الحقيقي للطالب والمعلم والمدرسة والمناهج بشكل شامل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©